اليوم الـ31 للحرب: بايدن يصف بوتين بـ”الجزار” والكرملين يرد
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 31 للحرب، لوحت روسيا باقتحام 5 مدن محاصرة بينها العاصمة الأوكرانية كييف، وقالت إن قواتها ستركز على استكمال السيطرة على إقليم دونباس، بينماأكدت أوكرانيا أنها كبّدت الجيش الروسي خسائر كثيرة وأجبرته على التراجع.
ورغم حديث تركيا عن إمكانية أن تسفر جهودها الدبلوماسية عن التوصل لتسوية، فإن كييف أبدت تشاؤمها من حدوث انفراجة قريبة. وقصفت القوات الروسية مساء اليوم بـ3 صواريخ مخزنا للوقود وسط مدينة لفيف ما أدى لإصابة 5 أشخاص وبعد شهر من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 1351 جنديا روسيا منذ بدء الحرب، في مقابل سقوط 14 ألف قتيل و16 ألف جريح في صفوف الجيش الأوكراني، مؤكدة استكمال الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية. وأكدت أن القوة الجوية الأوكرانية ومنظومات الدفاع الجوي قد دمرت بالكامل تقريبا، وأن سلاح البحرية لم يعد موجودا لدى أوكرانيا. وأفاد مسؤول في دونيتسك، عن جرح 24 مدنيا بينهم أربعة أطفال من سكان الأحياء المحررة سابقاً في مدينة ماريوبول جنوب دونيتسك، خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأشار في بيان، إلى أن “القوات الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 18 مرة بـ 220 قذيفة خلال الفترة المذكورة، ما أدى إلى تضرر 12 منزلا سكنيا في مدينة دونيتسك، و8 منشآت تابعة للبنية التحتية المدنية”.
وكان مركز قيادة الدفاع الإقليمي في دونيتسك أوضح في بيان، أن “77 مدنياً جرحوا جراء قصف أراضي “دونيتسك” من قبل القوات الأوكرانية، بينهم 72 من سكان المناطق المحررة سابقاً. وكشفت وزارة الدفاع البريطانية، أن القوات الروسية تواصل محاصرة عدد من المدن الأوكرانية الكبرى، بما في ذلك خاركوف وتشرنيغوف وماريوبل، واستخدام القوة النارية الكثيفة “للحد من خسائرها”. وأشارت الوزارة في تقرير معلوماتي بشأن تطورات العمليات العسكرية، إلى أن القوات الروسية “تثبت أنها غير راغبة في تنفيذ عمليات مشاة واسعة النطاق في المدن، مفضلة على ذلك الاعتماد على الاستخدام العشوائي للقصف الجوي والمدفعي في محاولة لإضعاف معنويات القوات المدافعة”. ورجحّت أن القوات الروسية ستواصل استخدام “قوتها النارية الثقيلة في المناطق الحضرية، حيث تسعى للحد من خسائرها الكبيرة بالفعل، على حساب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين”. وأن قوات الجيش الأوكراني، تواصل استعداداتها لمعركة كييف، فيما استأنفت القوات الروسية عملياتها الهجومية في عدة اتجاهات؛ مع تركيز جهودها على سد النقص جراء “الخسائر في صفوفها”، كما نشرت قوات الحرس الوطني في عدة مناطق.
وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقرير بشأن تطورات اليوم الحادي والثلاثين من العمليات العسكرية، أن القوات الروسية تواصل اتخاذ تدابير لاستعادة القدرة القتالية لوحداتها، وسد النقص في الذخيرة والوقود استعداداً لاستئناف العمليات الهجومية، بعد تكبدها “خسائر كبيرة” في القتال.
وأضافت أن الجيش الروسي نشر تقريباً جميع وحدات الحرس الوطني في الأراضي المحتلة مؤقتاً لشبه جزيرة القرم وفي مناطق محددة من خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك، من أجل قمع مقاومة سكان خيرسون وهنيشيسك وبيردانسكا، ومناطق محددة في مدينة ماريوبل. وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية، “تواصل تجميع القوات والمعدات الدفاعية لمدينة كييف من أجل وقف تقدم الخصم، وإلحاق خسائر ناجمة عن الحرائق والحفاظ على الحدود الدفاعية المحددة سلفاً”. وفي اتجاهات دونيتسك ولوغانسك، “صدت القوات الأوكرانية جميع هجمات العدو وتسببت في خسائر كبيرة للروس”، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية. وأوضحت أن قواتها “دمر 8 دبابات، و11 وحدة من معدات مركبات العدو. كما أسقطت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية 3 طائرات، و3 طائرات بدون طيار”. ولفتت إلى أنه في اليوم السابق، “دمرت القوات الجوية الأوكرانية 12 هدفاً جوياً للعدو تشمل 3 طائرات، و3 طائرات بدون طيار، ومروحية، و5 صواريخ مجنحة”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاعلن أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ “عملية إنسانية” للإجلاء “خلال الأيام القليلة المقبلة” من مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا. ولفت الى انه سيجري في غضون 48 إلى 72 ساعة محادثة جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع التفاصيل بشكل صحيح وتأمين الترتيبات”، آملا إشراك أكبر عدد ممكن من أصحاب المصلحة في هذه العملية، مؤكدا أنه “من الممكن” تنفيذ الإجلاء “خلال الأيام القليلة المقبلة”. قُتل أكثر من ألفي مدني في ماريوبول، وفق أحدث حصيلة أعلنتها البلدية. ووفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا يزال حوالي 100 ألف شخص عالقين في المدينة . من جهة ثانية، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالـ”جزّار” خلال لقائه لاجئين أوكرانيين في وارسو، وردًا على سؤال حول رأيه “بفلاديمير بوتين نظرًا لما يفعله بهؤلاء الناس”، قال بايدن “إنه جزّار”. وفي سياق متصل، أكد بايدن لنظيره البولندي أندري دودا، أن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك “واجبًا مقدسًا”. وشدد بايدن لدودا على أنه “يمكنكم الاعتماد على ذلك… من أجل حريّتكم وحريّتنا”، فيما اعتبر الرئيس البولندي إن مواطنيه يشعرون “بتهديد كبير” من جراء النزاع الدائر في أوكرانيا. واستعاد بايدن في تصريحه عن الحرية مقولة كانت سائدة إبان الانتفاضة البولندية على الاحتلال الروسي تستخدم في سياق إظهار أن التمرد على الإمبراطورية الروسية يرمي إلى تحرير الشعبين البولندي والروسي من طغيان القياصرة.
وأوضح بايدن أن بوتين كان “يعوّل على انقسام حلف شمال الأطلسي”، مشددا على أن هذا الانقسام لم يقع. وعلق الكرملين على إهانة بايدن بحق نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غذ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: “من المستغرب سماع مثل هذه الاتهامات بحق بوتين من قبل بايدن الذي سبق أن أصدر أوامر بقصف يوغوسلافيا وقتل الناس”. وحذر بيسكوف من أن “الإهانة الجديدة بحق بوتين من قبل بايدن تضيّق أكثر نافذة الفرص المتوافرة لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة”، وفق “روسيا اليوم”.