اليوم الـ 32 للحرب: تدمير مستودعات نفطية.. ومفاوضات في تركيا الأسبوع المقبل

اليوم الـ 32 للحرب: تدمير مستودعات نفطية.. ومفاوضات في تركيا الأسبوع المقبل

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

 في اليوم الـ 32 للحرب، اتهمت كييف القوات الروسية بالبدء في تدمير المستودعات النفطية ومخازن المواد الغذائية في المدن الأوكرانية. وفي الأثناء، قال زعيم الانفصاليين في لوغانسك إنهم يخططون لإجراء استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا. وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فجر اليوم الأحد الدول الغربية بتقديم جزء صغير من عتادها العسكري لبلاده، معتبرا ذلك ضروريا “من أجل حرية أوروبا”، في حين أعلنت واشنطن أنها فرضت خلال شهر عقوبات على أكثر من 470 شخصية و196 كيانا بروسيا، فيما اتهمت بريطانيا الجيش الروسي باستهداف مناطق مكتظة بالسكان في أوكرانيا، وقالت إنه يعمد إلى القصف من داخل أجواء روسيا خشية تعرّض الطائرات للدفاعات الأوكرانية. 

وأفيد عن مقتل طفل وإصابة آخر وتدمير 12 مبنى جراء القصف الروسي على مناطق في لوغانسك شرقي البلاد. وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت أن قواتها دمرت قاعدة وقود كبيرة ومصنعا لتصليح وتحديث المعدات العسكرية بالقرب من مدينة لفوف في غرب أوكرانيا، باستخدام أسلحة عالية الدقة. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية صباح اليوم إن الجيش الروسي يواصل عملياته الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. 

وأكد كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت بأسلحة جوية بعيدة المدى عالية الدقة، قاعدة وقود كبيرة بالقرب من مدينة لفوف، كانت توفر الوقود للقوات الأوكرانية في المناطق الغربية من البلاد، وكذلك في منطقة العاصمة كييف. كما دمرت القوات الروسية بصواريخ مجنحة عالية الدقة مصنعا في لفوف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Tor وS-125، ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية ومعدات للحرب الإلكترونية وأجهزة تصويب للدبابات. وذكر المتحدث أنه تم أيضا تدمير مستودع صواريخ لمنظومات S-300 وBuk المضادة للطائرات في بلدة بليسيتسكوي قرب كييف، وذلك باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية.

 وخلال اليوم الماضي، استهدفت الضربات الجوية الروسية 67 منشأة عسكرية في أوكرانيا، بينها مركزان للقيادة، وثلاثة مستودعات ميدانية للأسلحة والذخيرة، و11 نقطة محصنة للوحدات الأوكرانية، و20 موقع تمركز للمعدات العسكرية، فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 18 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليلة الماضية. وبلغ إجمالي الأهداف الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بدء العملية، 289 طائرة مسيرة، و1656 دبابة مدرعة، و169 راجمة صواريخ، و684 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و1503 قطع من المركبات العسكرية الخاصة.

 على صعيد المفاوضات أشار كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي على قناته في تطبيق “تيليغرام” إلى أنّ “وفدي موسكو وكييف أجريا اليوم الأحد جولة جديدة من المحادثات عبر الفيديو، وتم الاتفاق على عقد اجتماع حضوري جديد بين الطرفين في 29-30 مارس”.

 بدوره، أكد عضو الوفد الأوكراني دافيد أراخاميا أن جولة جديدة من المحادثات الحضورية بين وفدي كييف وموسكو ستجرى في الموعد المذكور في تركيا. وذكرت قيادة القوات الجوية الأوكرانية، انّ الرئيس الأميركي جو بايدن “كان على بعد 10 دقائق، من تحليق صاروخ روسي، ضرب “لفيف” الأوكرانية، في اشارة إلى زيارة بايدن في وقت سابق، إلى قاعدة عسكرية في بولندا، تضم جنود أميركيين. وأشارت إلى ان “القوات الروسية تستخدم بشكل متزايد، المسيرات من مختلف الأنواع، ودفاعاتنا تتصدى لها”. 

وفي السياق، لفتت هيئة الأركان الأوكرانية، إلى أن “القوات الأوكرانية صدت 7 هجمات للقوات الروسية باتجاه دونيتسك ولوغانسك”، موضحة أن “القوات الأوكرانية دمرت أمس، 8 دبابات و8 مدرعات و3 مركبات روسية”. وقال زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية في أوكرانيا ليونيد باسيشنيك، الأحد، أن منطقته قد تنظّم استفتاء على الانضمام إلى روسيا، بعدما اجتاحت موسكو أوكرانيا. من جهة ثانية، تحدثت المخابرات العسكرية الأوكرانية عن أن الفساد وسوء الإدارة عرقلا محاولة روسيا الاستعانة بمركبات قديمة من منشآت التخزين الطويل الأمد، لتعويض خسائرها في الحرب. وذكرت أن معدات من العتاد العسكري الروسي فُقدت من منشآت التخزين الطويل المدى، ما تسبب في خروج العديد من المركبات العسكرية خارج الخدمة. ولم يؤكد ذلك طرف مستقل، فيما قد تكون الغاية من وراء هذه المعلومات جزءا من الحرب النفسية. 

وأوضحت المخابرات الأوكرانية أنه تم تحويل العديد من القطع العسكرية إلى قاعدة عسكرية متخصصة في الإصلاح وإعادة التأهيل قرب الحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا، بحسب ما أوردت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية. لكن في حالة فرقة الدبابات الرابعة في الجيش الروسي، كان الوضع صعبا، بحيث كانت واحدة من كل 10 مركبات موجودة جاهزة للعمل. وتقول المخابرات الأوكرانية إن الفساد كان السبب الرئيسي وراء الحالة السيئة للمعدات العسكرية التي جرى إخراجها من المخازن. وأضافت أن أجهزة الرؤية والأجهزة الإلكترونية التي تحتوي معادن ثمينة سرقت تماما من المركبات القتالية، موضحة أن الكثير من دبابات الفرقة الرابعة فككت تماما، وبعضها لم يكن فيها حتى محركات. 

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا لم تستسلم على صعيد إصلاح أجزاء المركبات المعطوبة واستبدالها. وتقول كييف إن روسيا فقدت 582 دبابة و 1664مركبة مدرعة و294 قطعة مدفعية و93 نظاما إطلاق صواريخ. وذكرت أن الفساد يؤثر على القوات الروسية المتمركزة في بيلاروسيا، حيث سرق الجنود الوقود والإمدادات، ووصل الأمر بهم إلى استبدال المعدات العسكرية بالكحول. 

وكان موقع “بوليتيكو” الإخباري الأميركي كتب في 8 مارس الجاري أن الوقود يشكل “العملة الثانية”، في الجيش الروسي، لكن “تقاليد الفساد” المستشرية فيه أعاقت التقدم داخل أوكرانيا، رغم أن موسكو بذلت جهودا لتحسين خطوط الإمداد. 

إلى ذلك، تخطط روسيا لمواجهة العقوبات الغربية، بعد هجوم أوكرانيا، ببيع النفط والغاز بعملة البتكوين المشفرة أو الروبل الروسي، بدلا عن الدولار الأميركي أو اليورو الأوروبي. وخلال اليومين الماضيين رفعت موسكو شعار “بترو بتكوين بدلا من بترو دولار”، وعلى إثر ذلك ارتفعت قيمة العملة المشفرة الأشهر عالميا، لتتجاوز 45 ألف دولار. 

وقال خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “قرار بوتن من شأنه تعزيز قيمة الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي، وسيكون بمثابة قنبلة اقتصادية روسية لمواجهة العقوبات”. وخطة موسكو للخروج من مأزق العقوبات، دفعت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إلى التعبير عن قلقها من أن العملات المشفرة تُستخدم كثغرة لتجنب العقوبات ضد روسيا.

 أما في الولايات المتحدة فأطلق الرئيس الأميركي جو بايدن مشروعا لإصدار “دولار رقمي”، وطلب من وكالات فيدرالية عدة إعداد تقارير حول المخاطر المرتبطة بالعملات المشفّرة وكيفية التصدي لها. 

من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في مؤتمر حواري في الدوحة اليوم، إلى مواصلة التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى يدرك “الثمن المرتفع جدا” لغزو اوكرانيا ويقبل بالتفاوض. وجاءت دعوته بعدما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا” غداة تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن وصف فيها نظيره بوتين بأنه “جزّار”.

 وقال لودريان في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر “منتدى الدوحة” واوردت كلمته “وكالة الصحافة الفرنسية”: إنه “يجب أن نواصل الحديث مع الروس، ويجب أن نستمر في التحدث خصوصا مع الرئيس بوتين بعدما لم يحصل على ما كان يظن أنّه سيحصل عليه”. 

وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من التصعيد اللفظي مع روسيا، بعد وصف الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بـ”الجزار”. وأوضح ماكرون في مقابلة مع قناة فرانس 3 اليوم الأحد أنّ “التصعيد الكلامي يتنافى مع مساعي التهدئة التي تسير عبر القنوات الدبلوماسية، من أجل وقف الصراع الروسي الأوكراني”. وأشار إلى أنّ مهمته تتمثل في “تحقيق وقف إطلاق النار أولاً ثم الانسحاب الكامل للقوات الروسية بالوسائل الدبلوماسية من الأراضي الأوكرانية، مضيفاً أنه “لتحقيق ذلك، لا يمكننا التصعيد بالأقوال أو الأفعال”. كما أكد ماكرون أنه سيتحدث مع بوتين غداً الاثنين أو بعده لتنظيم عملية إجلاء من مدينة ماريوبول في أسرع وقت ممكن.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة