اليوم 33 للحرب: موسكو تضع شروطا للحوار مع أوكرانيا والمعارك تتوسع
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 33 للحرب، وضعت موسكو شروطا لانعقاد قمة بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبينما تستعد اسطنبول لجولة جديدة من المفاوضات بين هذين البلدين، أعلنت كييف حصيلة كبيرة لقتلى الجيش الروسي منذ بداية الحرب. ومن جانبه حذّر رئيس بلدية ماريوبول المحاصرة (جنوبي أوكرانيا) من وقوع أزمة إنسانية وشيكة بهذه المدينة الساحلية، بينما ذكرت هيئة الأركان العامة أنها تعمل “بشكل فعال” على وقف تقدم القوات الروسية “باتجاه كل من منطقتي زاباروجيا وجوليبول” (جنوب شرق).
من جهة أخرى، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن روسيا تريد تقسيم بلاده إلى قسمين، كما حدث عندما تم تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، متعهدا بشنّ حرب شاملة لمنع تقسيم البلاد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لم يكن يدعو لتغيير النظام في روسيا، عندما قال أول أمس السبت إن الرئيس بوتين “لا يمكنه البقاء في السلطة”.
أما الرئيس الأوكراني، فصرح في مقابلة مع وسائل إعلام روسية غير رسمية- إن بلاده مستعدة لأن تصبح محايدة، وأن تناقش أي حلول وسط فيما يتعلق بوضع منطقة دونباس شرقي البلاد، في إطار اتفاق للسلام ووقف الحرب الدائرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، الاثنين، إن القوات الروسية وصلت إلى الضواحي الجنوبية لمدينة نوفوسيلوفكا في منطقة دونيتسك، التي تعترف بها موسكو كجمهورية انفصالية عن أوكرانيا. وأضاف في الإيجاز اليومي له: “واصلت مجموعة من القوات المسلحة الروسية هجوماً ناجحاً، واندفعت كيلومترين في عمق دفاع لواء الهجوم الأوكراني 95 ووصلت إلى الضواحي الجنوبية لمدينة نوفوسيلوفكا”.
وأشار إلى أنّه “تقدمت وحدات جمهورية لوغانسك الشعبية 5 كيلومترات خلال الهجوم، واستولت على بلدات إيفانوفكا ونوفوسادوفوي، ووصلت إلى خط تيرني على الحدود مع جمهورية دونيتسك”. ولفت إلى أن القوات الروسية دمرت 308 طائرات مسيرة و1713 دبابة و170 قاذفة صواريخ متعددة منذ بداية العملية العسكرية في 24 فبراير المنصرم، مشيراً إلى تدمير 715 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون بالإضافة إلى 1557 قطعة من المركبات العسكرية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها استهدفت 36 منشأة عسكرية أوكرانية وأسقطت 5 طائرات حربية و19 طائرة مسيرة خلال آخر 24 ساعة من عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وكان المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية، اعلن أنّ “القوات الروسية دمرت بأسلحة جويّة بعيدة المدى عالية الدقّة، قاعدة وقود كبيرة بالقرب من مدينة لفيف (غرب أوكرانيا)، كانت توفّر الوقود للقوات الأوكرانية في المناطق الغربية من البلاد، وكذلك في منطقة العاصمة كييف“. وأكّد أنّ “القوات الروسية دمرات بصواريخ مجنحة عالية الدقة، مصنعًا في لفيف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Tor وS-125، ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية ومعدات للحرب الإلكترونية وأجهزة تصويب للدبابات”، كما “تم تدمير مستودع صواريخ لمنظومات S-300 وBuk، المضادة للطائرات في بلدة بليسيتسكوي قرب كييف، وذلك باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية”.
وفي تقييمها اليومي قالت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية سيطرت على معظم الأراضي الواقعة بالجنوب بالقرب من مدينة ماريوبل الساحلية المحاصرة، حيث يستمر القتال العنيف بينما تحاول روسيا الاستيلاء على ميناء المدينة. وأضافت الوزارة في تقريرها اليومي، أنّه “في الساعات الـ 24 الماضية، لم يطرأ أي تغيير كبير على مواقع القوات الروسية في أوكرانيا“، مشيرة إلى “تفاقم النقص اللوجيستي لدى الجيش الروسي بسبب قتال القوات الأوكراني أوكرانياوزارة الدفاع الروسيةلوغانسك.
من جهتها أشارت هيئة الأركان الأوكرانية الى أن “القوات الروسية تحاول الحفاظ على الحدود المحتلة والاستعداد لاستئناف العمليات الهجومية”، مضيفةً أن “تحركات لأسطول البحر الأسود الروسي يحتمل أنها لشن هجوم صاروخي على أوكرانيا“. ولفتت الهيئة الى أن “القوات الروسية تجري تدريبات لوحدات إضافية لنقلها للقيام بأعمال عدائية في أوكرانيا، وتواصل حصار تشيرنيهيف وتلحق أضرارا بالبنية التحتية المدنية”.
وذكرت ممثلية دونيتسك في المركز المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار، أنه “من الساعة 09:00 يوم 27 آذار إلى 09:00 يوم 28 مارس/آذار، أصيب 58 مدنيا أصيبوا خلال النهار نتيجة قصف القوات الأوكرانية لأراضي دونيتسك”. وكان قد أعلن مسؤول في دونيتسك، عن جرح 24 مدنياً بينهم 4 أطفال من سكان الأحياء المحررة سابقاً في مدينة ماريوبول جنوب دونيتسك. وكشفت وكالة “تاس” الروسية، نقلاً عن مصادر محلية، أن “عدد المواطنين الذين وصلوا إلى روسيا من أوكرانيا ودونيتسك ولوغانسك، تجاوز 472 ألفاً، بما في ذلك حوالي 100 ألف طفل”.
وأشار المصدر، إلى أنه “يوجد بين القادمين، حوالي 144 ألف مواطنن روسي، ونحو 269 ألفا يحملون جنسية دونيتسك ولوغانسك ونحو 60 ألفا من أوكرانيا ودول أخرى”.
وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن “العسكريين الروس قاموا بإجلاء 90 شخصا من مواطني روسيا ومولدوفا وأوكرانيا من مقاطعة خيرسون الأوكرانية”، مشيراً إلى أن “الجيش الروسي، نظم عملية نقل آمنة لتسعين شخصا من مواطني روسيا ومولدوفا وأوكرانيا، من مقاطعة خيرسون في أوكرانيا إلى أراضي روسيا الاتحادية”.
في المواقف، لفت المتحدّث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، إلى أنّ “تصريح الرّئيس الأميركي جو بايدن الجديد، بشأن الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، “يبعث على القلق بالطّبع”، مشيرًا إلى “أنّنا سنواصل مراقبة تصريحات الرّئيس الأميركي بأكبر قدر من الاهتمام، ونحن نسجّلها بدقّة وسنواصل القيام بذلك”.
من جهة ثانية، أكّد بيسكوف في تصريح صحافي، “أهميّة إجراء محادثات وجهًا لوجه بين وفدَي روسيا وأوكرانيا في اسطنبول” موضحًا أنّ “من غير المرجّح أن تستأنف المفاوضات بين الوفدين اليوم. صحيح أنّ الوفدان يغادران اليوم إلى تركيا، لكنّنا نتوقّع أن يحدث الاجتماع بينهما غدًا”.
وعن مدى احتمال عقد لقاء بين بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بعد اجتماع اسطنبول، ركّز على أنّ “مثل هذا اللّقاء لن يحدث، وأنّه حتّى الآن لم يتمّ إحراز أيّ تقدّم بشأن تنظيمه”. وذكر أنّ “قضيّة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا ليست مدرَجة في جدول أعمال المفاوضات المرتقبة في اسطنبول”. واشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى أنّ “الأمم المتحدة تسعى إلى وقف إطلاق نار إنساني بين روسيا وأوكرانيا، فيما ترتفع حصيلة قتلى الحرب بينهما”. ولفت، في حديث للصحافيين في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، إلى أنّ “الحرب في أوكرانيا غير مبررة، وأدت إلى خسارة آلاف الأرواح”، موضحًا أنّه “يجب أن يتوقف القتال في أوكرانيا، ونبذل جهدًا لمساعدة المتضررين منه”، مشيرًا إلى “أنّنا سنواصل إجراءاتنا لإيصال المساعدات إلى المدنيين داخل أوكرانيا، وإلى اللاجئين خارجها”.
وأكدت وكالة “الصحافة الفرنسية”، بأنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن، اقترح تخصيص 6,9 مليارات دولار لمساعدة أوكرانيا، على مواجهة روسيا ودعم حلف شمال الأطلسي (الناتو)”، بحسب مشروع الموازنة الذي نشرته إدارة بايدن. الى ذلك، أفادت صحيفة “إندبندنت” في تقريرٍ الى أن “السلطات الأوكرانية أعلنت أن جنرالا روسيا – نُقل عنه أنه أخبر جنوده بأن الحرب التي تشنها بلاده على أوكرانيا ستنتهي في غضون ساعات- لقي مصرعه خلال معارك قرب مطار خيرسون جنوبي أوكرانيا”. وبحست الصحيفة، يعد الجنرال ياكوف ريزانستيف سابع جنرال روسي يلقى مصرعه منذ بدء العلمية العسكرية الروسية قبل أزيد من شهر، حسبما تؤكد كييف.
ولفت مسؤولون غربيون الى أن “ريزانتسيف هو سابع جنرال يُقتل حتى الآن في العمليات القتالية الدائرة بأوكرانيا في حين أكدت روسيا وفاة جنرال واحد. أما كييف، فذكرت أن العديد من الشخصيات العسكرية الروسية البارزة قُتلت على جبهات مختلفة”. من جهته، اشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن “شركاؤنا الغربيون لم يطبقوا العقوبات بشكل كامل لفصل النظام المصرفي الروسي عن نظام سويفت، وحظر الدول الغربية للنفط والغاز الروسيين لا يجب ربطه باستخدام موسكو للأسلحة الكيميائية”.
وأوضح زيلينسكي، خلال حديثه لمجلة “الإيكونوميست”، أن “مناقشة حظر النفط والغاز الروسيين تمت ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذه من قبل أوروبا، وسننتصر بالتأكيد والأمر مجرد مسألة وقت لكننا نحتاج إلى الدعم العسكري من الغرب”، لافتاً الى أن “جنودنا يدافعون عن ماريوبول ولن يتركوها وسنواصل حماية المدنيين”. وأكد زيلينسكي أن “الروس قطعوا الإمدادات عن ماريوبول وميليتوبول وخيرسون وخاركيف“.