اليوم الـ 34 للحرب: تقارب في المفاوضات وأوكرانيا تقترح الحياد
السؤال الآن- وكالات وتقارير:
في اليوم الـ 34 للحرب، أكدت تركيا أن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في اسطنبول حققت بعض التقارب، وكشف الوفدان المفاوضان عن شروطهما. بينما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن بلاده حققت كل أهداف المرحلة الأولى، مما تسميه العملية العسكرية الخاصة داخل أوكرانيا.
في المفاوضات، رحب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بـ”التقدم الأهم في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب”، في الجولة التي استضافتها اسطنبول، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”. وقال الوزير التركي عقب ثلاث ساعات من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني “إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات”. وأضاف: “من الآن فصاعدا سيتعين على وزيري خارجية البلدين الاجتماع لحل أصعب القضايا”. وأوضح أن اجتماع اسطنبول انتهى ولن يستأنف غدا الاربعاء”.
وبحسب وسائل الإعلام التركية، التقى رئيسا الوفدين على انفراد على هامش المباحثات. وكانت جلسة المفاوضات التي استمرت 4 ساعات مع فترات استراحة في يومها الأول، الثلاثاء، انتهت بين الوفدين الروسي والأوكراني في مدينة إسطنبول التركية.
وقال مفاوضون أوكرانيون إن كييف اقترحت تبني “وضع محايد” مقابل ضمانات أمنية، في أحدث جولة من المحادثات، بما يعني أنها لن تنضم إلى تحالفات عسكرية أو تستضيف قواعد عسكرية. وقال المفاوضون للصحفيين في اسطنبول، إن المقترحات ستشمل أيضا فترة مشاورات مدتها 15 عاما بشأن وضع شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النارالكامل.
ونقل مراسل “سكاي نيوز عربية” عن الوفد الأوكراني، قوله: “عرضنا على روسيا إجراء مفاوضات بشأن القرم”، لكن “لا أحد يستطيع أحد منعنا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”. ووفق الوفد الأوكراني، فقد طالبت كييف بأن تكون 8 دول ضامنة للاتفاق، من بينها تركيا. كما أكد وفد كييف أن “المفاوضات سوف تستمر مع الجانب الروسي خلال الأسبوعين المقبلين”، بعد جلسة أخرى مقررة الأربعاء.
ومن جهة أخرى، قال مفاوض روسي لوكالة “فرانس برس”، إن المحادثات في إسطنبول كانت “مفيدة”. وكان مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك قد قال في وقت سابق، إن المفاوضات شملت مناقشة الضمانات الأمنية وترتيب وقف لإطلاق النار. وأفاد المستشار بودولياك عبر التلفزيون الأوكراني: “جرت مشاورات مكثفة حول بعض القضايا المهمة، أهمها اتفاق على ضمانات دولية لأمن أوكرانيا، لأننا بهذا الاتفاق سنتمكن من إنهاء الحرب كما تحتاج أوكرانيا”.
وأردف: “القضية الثانية هي وقف إطلاق النار لحل كل المشكلات الإنسانية المتفاقمة”. وأوضح أن مشكلة أخرى تتمثل في “تصعيد الحرب”، التي تتضمن ما قال إنه “انتهاك لقواعد الحرب”، من دون أن يعطي تفاصيل. واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاوضين من الطرفين، ودعاهم إلى “وضع حد لهذه المأساة” في إشارة إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير.
وبيّن أردوغان أن: “للجانبين مخاوف مشروعة، من الممكن التوصل إلى حل مقبول لدى المجتمع الدولي”. وشدد على أن “الأمر متروك للطرفين لوضع حد لهذه المأساة”، مشيرا إلى أن “توسع الصراع ليس في مصلحة أحد. العالم كله ينتظر منكم أخبارا جيدة”. ميدانيا، قال أولكسندر ماركوشين عمدة مدينة إربين إن الجيش الأوكراني استعاد السيطرة على المدينة الواقعة شمال غرب العاصمة، لكنه توقع تجدد هجمات الجيش الروسي عليها.
وذكرت قوات موالية للجيش الأوكراني تطلق على نفسها كتيبة القرم الإسلامية، أنها استعادت السيطرة على قرية موتيجين غرب كييف. وأكّدت السلطات الأوكرانية أنّ لديها “أدلّة” على أنّ القوات الروسية استخدمت في اثنتين من مناطق جنوب أوكرانيا ذخائر عنقودية، الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية. وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت في قصف كييف، لفتت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا خلال مؤتمر صحافي إلى أنه “ليس لديّ أدلّة ملموسة” على أنّ هذه الأسلحة استخدمت في العاصمة، مشيرة إلى أنّ الجهات المعنية تواصل إجراء “تحقيقات” بهذا الشأن. وأضافت “لكن لدينا أدلّة على استخدام قنابل عنقودية في منطقة أوديسا وفي منطقة خيرسون”.
من جانب آخر، اتهمت الخارجية الروسية الدول الغربية بشن عملية سيبرانية واسعة عليها، مؤكدة أن هذا “العدوان” سيؤدي إلى عواقب وخيمة. في المقابل، اتهمت هيئة الأركان الأوكرانية الجيش الروسي بتعمد استهداف مستودعات الغذاء والوقود والأحياء السكنية. ومساء اليوم أعلن محافظ كورسك، رومان ستاروفويت، أن نقطة التفتيش الحدودية في المنطقة تعرضت لإطلاق نار من الجانب الأوكراني، من دون وقوع خسائر أو إصابات. وأكد في قناته على تطبيق “تليغرام”، أن “اليوم تم قصف قرية تيتكينو، وقامت قوات جنودنا البواسل بالرد. لا داعي للذعر”.
وأوضح محافظ المنطقة، أن النيران من الجانب الأوكراني كانت من أسلحة نارية وقاذفات قنابل يدوية. واوضح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال كلمة أمام البرلمان الدنماركي، إلى أنه “تم تدمير عشرات المدن والقرى وحرق المناطق السكنية بسبب الأعمال العدائية لروسيا”، موضحاً أن “أكثر من 10 ملايين أوكراني غادروا منازلهم بسبب الأعمال العدائية لروسيا”، وأردف أن “90% من المباني في مدينة ماريوبول تم تدميرها”.
من جهة ثانية، أكد مصدر في الخارجية الروسية، بحسب ما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية، بأنه “استدعت الخارجية الروسية اليوم ، سفراء دول البلطيق، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، لإبلاغهم بقرار موسكو طرد عدد من دبلوماسييهم من أراضي روسيا. وأعرب رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، عن ثقته بضرورة دخول الجيش الروسي كييف وإخضاعها. ونقلت وكالة نوفوستي عن قديروف: “لو بقينا قرب كييف فإني على يقين تام من أننا كنا سندخل إلى كييف ونقوم ببسط النظام هناك”، مشيراً إلى أن “العسكريين الشيشان مستعدون للتوجه إلى أي مكان لتنفيذ أي أمر “مهما كان صعبا”. ولم يستبعد رئيس دونيتسك دينيس بوشيلين، أن “ينظر بلده في الانضمام إلى روسيا، بعد اكتمال تحرير أراضيها من قوات كييف”.
على صعيد متّصل، لفت المتحدّث باسم الشّرطة الشعبيّة لدونيتسك، إدوارد باسورين، إلى أنّه “يبدو الآن أنّ كميّة الذّخيرة لدى الجيش الأوكراني بدأت تتناقص. لقد قلت بالفعل إنّ احتياطاتهم تنخفض”، مركّزًا على أنّ “العسكريّين الأوكرانيّين الّذي ينزعون سلاحهم، يعترفون بغياب الذّخيرة لديهم، الأمر الّذي يجبرهم على الاستسلام”. من جهة ثانية، اعلنت وسائل إعلام فرنسية، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين تحادثا هاتفيا وناقشا الأزمة في أوكرانيا، وخاصة العملية الإنسانية في ماريوبول.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنّ مرتزقة روساً من مجموعة فاغنر ينتشرون في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أنّه وفقاً لتقديراتها فإنّ ما يزيد عن ألف مقاتل من هذه المجموعة شبه العسكرية الروسية يمكن أن يشاركوا في القتال ضدّ القوات الأوكرانية. وقالت الوزارة في تغريدة على تويتر إنّ “مجموعة فاغنر، الشركة العسكرية الروسية الخاصة، انتشرت في شرق أوكرانيا”.
وأضافت في تغريدة ثانية “من المتوقّع أن ينشروا أكثر من ألف مرتزق، بمن فيهم قادة كبار في المجموعة، لتنفيذ عمليات قتالية”. واعتبرت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة ثالثة أنّه “بسبب خسائرها الفادحة وغزوها الذي يراوح مكانه إلى حدّ بعيد، فإنّ روسيا اضطرت على الأرجح لأن تجعل الأولوية في انتشار عناصر فاغنر في أوكرانيا على حساب عمليات المجموعة في أفريقيا وسوريا”.
هذا وتحدثت تقارير إعلامية عن تعرض الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش وأشخاص آخرين منخرطين، بشكل غير رسمي في المفاوضات الروسية الأوكرانية الساعية لوقف الحرب، للتسميم خلال إحدى جولات المحادثات.
ونقلت صحيفة “غارديان” البريطانية عن مصدر وصفته بالمطلع، قوله إن أبراموفيتش مالك نادي تشلسي الإنجليزي والرجل المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان يشارك في مفاوضات غير رسمية أوائل مارس الجاري، عندما بدأ يشعر بالمرض. وبحسب المصدر، فإن النائب الأوكراني رستم أوميروف كان أيضا مشاركا في المفاوضات، وغادر فيما بعد إلى بولندا، وشعر مع مشاركين آخرين بالأعراض ذاتها، ثم نقلوا إلى إسطنبول حيث تلقوا العلاج هناك.