ماذا تريد إيران من حرب غــــــزة؟
السؤال الآن ــــ تقارير
ترى تقارير المعارضة الإيرانية أن اعتراف وزير المخابرات ومسؤولين آخرين في النظام بأهداف النظام من إشعال الحرب في غزة، هي في استغلال هذه الأزمة لقمع الشعب الإيراني ولمنع تكرار انتفاضة 2022 وفرض هيمنة النظام على دول المنطقة.
وتعتبر إن “المشاهد الصادمة لقتل الأطفال والنساء والناس الأبرياء في غزة والجرائم التي ترتكب بحقهم كل يوم صدمت العالم، بحيث كل من يملك ذرة من الإنسانية يتحرك لمساعدة الشعب الفلسطيني وإنهاء هذا الوضع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ 70 عاما. لكن الملالي الذين يحكمون إيران، والذين أغرقوا منطقة الشرق الأوسط في دوامة الحرب والدمار طوال أربعة عقود، انخرطوا الآن في استغلال مضاعف من حرب غزة من أجل جني ثمار الترويج للحرب بدون دفع ثمن. ويعرب مسؤولو النظام الإيراني علناً عن سعادتهم بهذه الحرب ويعتبرونها نصراً وإنجازاً عظيماً لأنفسهم وللحفاظ على نظامه وتعزيز مكانتهم في الشرق الأوسط، ويقولون إن هذه الإنجازات مهمة جداً بالنسبة لهم لدرجة أنها يستحق دفع المزيد من الدماء”.
وتشير الى مواقف النظام المفضوحة في ذلك إذ قال الملا سعيدي، رئيس المكتب السياسي العقائدي للمرشد الأعلى للنظام، يوم السبت 18 تشرين الثاني/نوفمبر، في خطاب بثته قناة باران التلفزيونية الحكومية، بوقاحة تامة: “… لماذا قامت حماس بهذا الإجراء؟ يبدو أنه جاء في وقته المناسب جدا. لقد كان مناسبا جدا، وكان من الضروري جدا أن نشير إلى إنجازاته الآن، وكان ينبغي دفع هذا القدر من الثمن مقارنة بما حققه من إنجازات للإنسانية الآن، وسيتضح جزء كبير منها في المستقبل”.
وترى في هذا التصريح إعتراف علني يفتخر بدور النظام في إشعال الحرب ويقول: “الآن يقولون صراحة إن إيران هي العقل المدبر وقلب المقاومة. ويقولون إن قطب العالم الإسلامي هو قطب عالم الثورة والنظام الإسلامي هو الذي يقود هذا الاتجاه في العالم وهم يعرفون ما حدث”.
بينما أعلن نظام الملالي من أنه لن يتدخل في هذه الحرب على الرغم من رفع شعاراته المخادعة الداعمة لأهل غزة. لماذا؟ لأنه لا يريد لهذه الحرب أن تطال على نظامه، ولا يريد إلا لنساء وأطفال غزة أن يدفعوا الثمن الباهظ لها.
ما هو إنجاز هذه الحرب بالنسبة لخامنئي؟
تشير المصادر المعارضة الايرانية إلى اعتراف حميد رضا حاجي بابائي، عضو برلمان الملالي، بأن الهدف من إثارة الحرب التي يقوم بها النظام في المنطقة هو عرقلة انتفاضة الشعب الإيراني ومواجهة وقمع القوى المنتفضة داخل إيران. أي أن هدف النظام هو أن يستخدم النظام، مثل الأربعين سنة الماضية، الأزمات الخارجية وإثارة الحروب في المنطقة لقمع أزماته الداخلية والتغلب عليها. وقال هذا العضو في برلمان النظام: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحدد قوتها في العالم لنفسها… هذه الدولة القوية بدلاً من أن تقاتل العدو داخل بلدها ستقاتل معه على حدود ذلك البلد الذي يعني أنها قوة عالمية. تلفزيون افق (للنظام) 13 تشرين الثاني/ نوفمبر.
كما قال الملا إسماعيل خطيب، وزير مخابرات النظام، إن هدف النظام من أثارة الحرب في المنطقة هو عرقلة انتفاضة الشعب الإيراني وقمع الاحتجاجات وفرض هيمنة النظام على دول المنطقة. وكالة ميزان للأنباء: 11 تشرين الثاني/ نوفمبر
وقال أحمد قديري إبيانه، الخبير السياسي والأمني للنظام، عبر تلفزيون افق الرسمي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر: إن عملية طوفان الأقصى كانت مساعدات غيبية لأنها أوقفت تكرار انتفاضة 2022، وكانت هذه مساهمة غيبية و لصالح إيران تماماً.
الكلمة الأخيرة – ما الحل؟
وبرأيها إنه “طالما أن نظام الملالي في السلطة، فلن يتوقف عن إثارة الحرب والتدخل في المنطقة، ولن يسمح بحل الأزمات الإقليمية. وعلى وجه الخصوص، فهو لن يسمح أبدًا بحل مشكلة الشعب الفلسطيني لأنه يريد المتاجرة بالقضية الفلسطينية. وكما رأينا، في القمة الأخيرة للدول العربية والإسلامية في الرياض، طالبت جميع الدول بحل الدولتين حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تشكيل دولته، لكن نظام الملالي عارض ذلك.
المهمة الأولى والأهم هي وقف سفك دماء وقتل وتشريد الشعب الفلسطيني ووقف الجريمة ضد أهل غزة. كما يجب قطع يد النظام عن المنطقة وإلا فإن الملالي سيواصلون تحريضهم على الحرب بقوة أكبر. وللأسف قدم العالم الغربي والعالم العربي تنازلات كبيرة لهذا النظام بسياسة الاسترضاء وبالتالي فقد أخذ نظام الملالي كافة شؤون ومصائر الشعوب والدول العربية رهينة لدى فيلق القدس والميليشيات الوكيلة. والآن هو الوقت المناسب للوقوف بحزم أمامه بالسياسة الصحيحة والحازمة”.
وتؤكد على “ضرورة التركيز على نظام خامنئي باعتباره السبب الرئيسي والأصل للأزمة، دون الإشارة إلى هذا النظام باعتباره المسبب لهذه الحالة، فهذا النظام هو الذي سينتصر وسيثير حروب اخري في المنطقة. وهذا هو المقصود باستهداف رأس الأفعى في طهران”.