إسرائيل تعدم طفلين في جنين ونتنياهو يتوعد بعودة القتال في غزة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن العودة للقتال في قطاع غزة حتمية بعد إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقال في كلمة اليوم الأربعاء “من المستحيل ألا نعود إلى القتال حتى النهاية”، مبيناً أن هذه هذه سياسته التي يقف خلفها مجلس الوزراء بأكمله والحكومة الجنود الشعب.
وأوضح نتنياهو أنه منذ بداية الحرب، حددت ثلاثة أهداف هي القضاء على حماس، وعودة جميع المختطفين الإسرائيليين، وضمان أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدا لإسرائيل، مؤكداً أن هذه الأهداف الثلاثة لا تزال قائمة. وقال “لقد حققنا في الأسبوع الماضي إنجازاً عظيماً للغاية، ألا وهو عودة العشرات من المختطفين”.
وأفضى اتفاق الهدنة الذي أتى بعد أسابيع من الوساطات المصرية القطرية الأميركية، حتى الآن إلى إطلاق سراح نحو 180 فلسطينياً من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن 66 إسرائيلياً من النساء والأطفال أيضاً، فضلاً عن عدد من الأجانب.
واعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان اليوم أن الرضيع كفير بيباس البالغ 10 أشهر وشقيقه أرييل البالغ 4 سنوات وأمهما شيري سلفرمان بيباس قتلوا في قصف إسرائيلي سابق على قطاع غزة .فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق مما أعلنته القسام. لافتاً إلى أن “حماس تعرض حياة جميع الرهائن في قطاع غزة ومن بينهم 9 أطفال للخطر وهي مسؤولة عن أمنهم”.
ولم تتمكن رويترز بعد من التحقق بشكل مستقل من بيان كتائب القسام.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، إن الحركة ستطلق سراح عدد “من المحتجزين من ذوي الجنسية الروسية”، من خارج إطار اتفاق التبادل مع إسرائيل والذي كان قضى سابقاً بإفراج الحركة عن 10 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل 3 أضعاف من الفلسطينيين.
كما أضاف بتغريدة على حسابه بمنصة “إكس”: “حتى اليوم لم يتم إطلاق أي من الإسرائيليين الرجال في غزة، عدا روني كريفوي، الروسي الأصل، تقديراً من الحركة لمواقف الرئيس فلاديمير بوتين”، مردفاً: “اليوم سيتم الإفراج عن آخرين خارج الصفقة تقديراً لمواقف الرئيس الروسي المشكورة“.
وكان مصدر مطلع على مفاوضات تمديد الهدنة وتبادل الأسرى، قد كشف سابقاً أن حماس “أبلغت الوسطاء بموافقة الفصائل الفلسطينية على تمديد الهدنة 4 أيام”. وأضاف أن “لدى الحركة ما يمكنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لديها ولدى فصائل وجهات مختلفة خلال هذه الفترة ضمن الآلية المتبعة ونفس الشروط”.
واليوم حصل خرق ثان للهدنة، إذ أصيب مواطن، ظهر اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة غزة.
وأفاد مراسل “وفا”، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي صوب المواطنين، أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم المدمرة في حي تل الهوا، جنوب غرب غزة، لتفقدها، وأخذ احتياجاتهم الأساسية، ما أدى إلى إصابة أحدهم بالرصاص الحي في محيط مستشفى القدس.
وتتعمد قوات الاحتلال أطلق النار وقذائف المدفعية صوب المواطنين في المناطق الغربية في مدينة غزة، تحديدا في أحياء النصر، وتل الهوا، والشيخ رضوان، ومنطقة الشيخ عجلين.
وأفادت الوكالة الفلسطينية أن “طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوعون انتشلوا جثامين 100 شهيد، من تحت الأنقاض ومن الشوارع، والطرقات، في مدينة غزة، وشمالها، خاصة في حي تل الهوا، ما يرفع حصيلة الجثامين التي تم انتشالها خلال ثلاثة أيام إلى 260 جثامنا، وأن هناك عشرات الجثامين لا زالت ملقاه في الشوارع، لصعوبة الوصول اليها، بسبب تمركز قوات الاحتلال”.
وتشير المعطيات غير النهائية، إلى أن نحو 6500 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم ما زال مجهولا، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.
وكانت زوارق الاحتلال قد أطلقت صباح اليوم النار صوب منازل المواطنين في مناطق غرب خان يونس، ومخيم الشاطئ، والشيخ رضوان، وغيرها من المناطق المحاذية، والمقابلة لسواحل القطاع، دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي جنين إستشهد اليوم طفلان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها المستمر على مدينة جنين ومخيمها. وقالت وزارة الصحة إن الطفلين آدم سامر الغول (8 أعوام) وباسل سليمان أبو الوفا (15 عاما) استشهدا نتيجة إصابتهما برصاص قوات الاحتلال في مدينة جنين.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أعدمت الطفلين الغول وأبو الوفا بإطلاق الرصاص عليهما بشكل مباشر خلال تواجدهما في حي البساتين، وتركتهما ينزفان، حيث منعت المواطنين والمسعفين من الوصول إليهما وإسعافهما. وأصيب شابان أحدهما برصاصة في الرأس، والآخر بعد دهسه من قبل سيارة عسكرية إسرائيلية.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم جنين، حيث شنت حملة اعتقالات واسعة، وأخلت مواطنين في حي الدمج من منازلهم وسط مواجهات عنيفة .
وقالت مصادر أمنية ومحلية لـ”وفا”، إن قوات الاحتلال وتحت تهديد السلاح أرغمت الأهالي في حي الدمج على إخلاء منازلهم بعد عملية تدمير واسعة للمنازل والشوارع في الحي، وقصفت منزلا من طائرة مسيرة.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في المخيم، كما جرفت جرافات الاحتلال البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، ودمرت عدة مركبات في المخيم. واختطفت أحد المصابين من سيارة الإسعاف خلال نقله إلى المستشفى.
من جهة ثانية، اقتحم عشرات المستعمرين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن المستعمرين اقتحموا الأقصى من باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة.
وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد الأقصى، ومنعت الشبان من دخوله منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الى ذلك، كشفت وفا اليوم عن أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي دمرت خلال عدوانها على قطاع غزة، مبنى الأرشيف المركزي، وأعدمت آلاف الوثائق التاريخية التي تعد إرثاً لأهالي قطاع غزة.
ويهدف هذا الهجوم المتعمد إلى نشر الفوضى وتغييب الحقائق، حيث دكت آلة الحرب الإسرائيلية مقر بلدية غزة والذي يضم مبني به وثائق يعود عمرها إلى أكثر من 150 عام.
وكان جيش الاحتلال أبلغ البلدية في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء المبنى، حيث تم قصف مبنى الارشيف الذي يقع في وسط المدينة بميدان فلسطين، ويضم مباني ووثائق تاريخية قديمة عمرها أكثر من 150 عاما، إضافة إلى الارشيف المركزي للمدينة وخرائط ودراسات هندسية ودوائر التحكم والمراقبة لآبار المياه وشبكات الصرف الصحي.
وطال القصف طابقين من المبنى المؤلف من خمسة طوابق، وأدى إلى إحراق وثائق تاريخية ذات قيمة كبيرة في الارشيف المركزي، وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي توثق مبني المدينة ومراحل تطورها العمراني، فيما اعتبره البعض استهداف لذاكرة مدينة غزة.
ويرى البعض أن الاحتلال تعمد قصف المبنى وإعدام الوثائق بهدف إدخال المدينة في حالة من الفوضى وتدمير كل ما يرمز إلى تاريخ المدينة وحضارتها، سيما أن الأرشيف يضم وثائق تاريخية يزيد عمرها عن 150 عاماً.
وأكدت أن استهداف الاحتلال للمنشآت المدنية والمرافق الخدماتية يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤوليته ولجم الاحتلال ووقف استهدافه للمدنيين والمنشآت المدنية.