الخيار الافضل للتعامل مع النظام الايراني
حسين عابديني
الاحداث والتطورات الجارية في إيران والمنطقة، تدل کلها على إن هناك نوع من الاجماع الاقليمي ـ الدولي على الدور السلبي الذي ينهض به النظام الايراني في المنطقة بشکل خاص ولاسيما من حيث التدخلات التي باتت تشکل تهديدا له تداعيات تتعدى حدود المنطقة وتفتح الابواب أمام إحتمالات متباينة، من الممکن جدا أن تقود المنطقة نحو کارثة لاتحمد عقباها أبدا وإن هذا الامر هو الذي يدفع ببلدان المنطقة والعالم للمزيد من القلق والتوجس من الدور المشبوه لهذا النظام.
لو تأملنا في الخيارات المستخدمة حاليا على الصعيدين الاقليمي والدولي من أجل مواجهة التهديد الذي يمثله هذا النظام ولجمه والحد من تأثيراته السلبية، فإننا نجد أنفسنا أمام عدد کبير من الاجراءات المختلفة سواءا من حيث العقوبات الدولية المفروضة إقتصاديا على طهران أو إدراج الحرس الثوري وقادة في الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب أو الحذر الاقليمي من الدور المشبوه لهدا النظام، هذا إذا وضعنا قرارات الادانة المتداعية عن الاجتماعات الاممية والاقليمية والقارية ضد هذا النظام جانبا، لکن الحصيلة التي نخرج بها من کل ذلك، هو إن النظام الايراني لايزال يمارس دوره ولايزال يقف على قدميه ويتحدى المنطقة والعالم، وذلك مايعني بالضرورة إن کل تلك الاجراءات وإن أثرت على الاوضاع السياسية والاقتصادية له الى حد کبير، لکنها لازالت دون المستوى الذي يمکن إعتبارها فيه اساسية ورئيسية.
ماهو السبب الاهم الذي يقف خلف قوة الدور والنفوذ للنظام الايراني في المنطقة؟ بل ماهو السر الکامن وراء إستمرار هذا النفوذ وتوسعه يوما بعد يوم؟ لانعتقد إن هناك من لايعلم بأن ذلك السبب الاساسي الذي يمنح القوة والاقتدار العالي للدور والنفوذ للنظام الايراني في المنطقة يختصر في تلك الاحزاب والمنظمات والميليشيات التابعة التابعة له وتلتزم بالاوامر والتوجيهات الصادرة إليها من طهران، ومن المفيد جدا هنا الإشارة الى المواقف التصريحات الملفتة للنظر لوجوه قيادية في الاذرع التابعة للنظام الايراني في بلدان المنطقة والتي تٶکد على منح الاولوية لمصالح النظام الايراني ولاسيما من حيث تنفيذ المشروع المشبوه للنظام في المنطقة وإن هذه الاذرع تعتبر نفسها تابعة وخاضعة للأوامر التوجيهات الصادرة إليها من طهران وتحديد من الحرس الثوري الايراني.
ماقد سردنا ذکره آنفا، لايبدو إنه سيبقى على ماهو عليه في ظل الاحداث والتطورات والمستجدات التي جرت في في إيران والعراق ولبنان، ولاسيما إذا ماتذکرنا مشاعر الرفض والکراهية الشعبية في العراق ولبنان ضد هذا النظام وإندلاع إنتفاضتين ضد دور ونفوذه في هذين البلدين، ومن دون شك فإن الانتفاضة المندلعة في إيران منذ 16 سبتمبر2022، بوجه هذا النظام والتي شهدت تطورات غير مسبوقة أصابت النظام بذعر شديد بعد أن تيقن من إن الشعب الايراني کله قد بات ينظر بنفس الاتجاه الذي تنظر إليه منظمة مجاهدي خلق وهو إسقاط النظام کما إن شعوب المنطقة عموما والشعبين العراقي واللبناني خصوصا کما ألمحنا آنفا، يواجهان دور ونفوذ النظام الايراني ويعملان من أجل طرده من بلديهما تماما کما طالبت وتطالب مجاهدي خلق طوال الاعوام المنصرمة وبصورة مستمرة کشرط أساسي لإستتباب السلام والامن والاستقرار في هذين البلدين وفي المنطقة أيضا، وإن المجتمع الدولي الذي جرب مختلف الخيارات المتاحة ضد هذا النظام فإن خيار دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية ونضال الشعبين العراقي والبناني للخروج من دائرة هيمة ونفوذ النظام الايراني من شأنه ليس أن يغير من المعادلة السلبية الحالية القائمة والتي هي لصالح النظام بل وحتى أن تغيرها بالصورة التي تعجل بإسقاط هذا النظام أکثر من أي وقت سابق.