عملية طوفان الأقصى إغاثة غيبية للنظام الإيراني

عملية طوفان الأقصى إغاثة غيبية للنظام الإيراني
حسين عابديني 
 
      لمرات عديدة واجه النظام الايراني تهديدات نوعية زلزلته بقوة وحتى هددت بإسقاطه، ولعل من أهمها عمليات الضياء الخالد عندما قام جيش التحرير الوطني الايراني في عام 1988، بتحرير مساحات شاسعة من الاراضي الايرانية ووصل الى مشارف مدينة کرمانشاه بحيث أصاب الخميني بالذعر وأجبره على إصدار النفير العام من أجل مواجهة هذا الجيش.
ولئن کانت هناك تهديدات أخرى بعد التهديد الذي ذکرناه آنفا، ولکن أي منها لم يرقى الى مستوى تهديد الانتفاضة الوطنية الايرانيـة في 16 سبتمبر2022، والتي دامت وللمرة الاولى في تأريخ هذا النظام لأشهر عديدة حيث هتف المنتفضون بشعارات نظير”الموت لخامنئي”و”الموت للدکتاتور” وطالبوا وبکل وضوح بإسقاط النظام، خصوصا إدا ماأعدنا للأذهان إن النظام قد أطلق العنان لأجهزته القمعية کي تعمل کل مابوسعها من أجل إخماد نار هذه الانتفاضة بما في ذلك القتل الوحشي لأکثر من 750 متظاهرا وإعتقال وتعذيب أکثر من 30 ألف شخصا، ولأن هذه الانتفاضة قد جاءت بعد مرور 44 عاما على تأسيس النظام، فإنها أعطت إنطباعا مروعا لقادة النظام ولاسيما لخامنئي الذي يبدو إنه قد تيقن وبصورة واضحة جدا من إن شعار”إسقاط النظام”الذي جعلته المعارضة الإيرانية شعارا مرکزيا لها، قد صار يتجسد على أرض الواقع کحقيقة يلمسها النظام.
هذه الانتفاضة، أو بالاحرى هذا التهديد النوعي بالغ الجدية، يثير رعب النظام أکثر مما قد يمکن تصوره لأنها أعادت النظام للمربع الاول وأثبتت فشل وعدم جدوى ذلك الجدار الامني الذي أحاط نفسه به من أجل ضمان بقائه وإستمراره، کما أثبت وفي نفس الوقت”وهذا الاخطر بالنسبة للنظام”، تعاظم دور وتأثير المعارضة الإيرانية ضد النظام وإثباته بأنه في مستوى الاحداث والتطورات وإنه لازال القوة الاکبر والاکثر تهديدا وتحديا للنظام ولاسيما بعد توسع انتشار وحدات المقاومة للمعارضة الإيرانية في جميع أنحاء البلاد يعمل هذه المرة كمحفز لتحويل الاحتجاجات المحلية إلى حركة وطنية قوية تتحدى سلطة النظام.
من هنا، فإن ماقد قاله أحمد قديري ابيانه، الخبير السياسي والأمني في النظام، على قناة أفق في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2023:” كانت عملية طوفان الأقصى إغاثة غيبية لأنها أوقفت تكرار انتفاضة 2022 وكانت هذه إغاثة غيبية وفي مصلحة إيران تماما”، قد کان بمثابة إعتراف نوعي غير مسبوق بقوة وتأثير الانتفاضة المذکورة على النظام ولاسيما إدا ماقمنا بالربط بين هذا التصريح وتصريح وزير إستخبارات النظام، إسماعيل الخطيب في 11 من نوفمبر2023، بأن هدف النظام من إثارة الحروب في المنطقة هو قمع الاحتجاجات وتحقيق هيمنة النظام على دول المنطقة. وقطعا فإن هناك أيضا إستطراد لماذکرناه من خلال ماقد ذکره أيضا رجل الدين محمد تقي أكبر نجاد، مدير معهد الفقاهة والحضارة الإسلامية، في 29 ديسمبر2023، بقوله:” مع هذا الاتجاه الحالي، سيكون انهيار النظام أمرا لا مفر منه”مضيفا بأنه يشعر بالقلق من انهيار النظام بأي طريقة سواء كان ذلك على طريق الثورة أو الانهيار.
وبناءا على کل ماقد ذکرناه، فإن ماقد قاله حميد رضا حاجي بابائي، عضو مجلس شورى النظام، في تلفزيون أفق التابع للنظام في 13 نوفمبر 2023،:”تحدد جمهورية إيران الإسلامية قوتها في العالم… بدلا من أن يحارب العدو داخل بلاده، سيحارب هذا البلد القوي على حدود ذلك البلد، وهذا يعني قوة عالمية”، يکفي لتوضيح الحقيقة الناصعة بشأن إن إثارة الحروب دماء تبعث القوة والنشاط في النظام الايراني، وتساعده على البقاء والاستمرار!
Visited 17 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني