إنه تأکيد على وصول النظام الإيراني لآخر الخط

إنه تأکيد على وصول النظام الإيراني لآخر الخط

حسین عابديني

     تتزايد التصريحات الصادرة من قبل القادة والمسٶولون في النظام الإيراني، وبصورة ملفتة للنظر، بخصوص قوة ومتانة النظام وقدرته على مواجهة کل التحديات والتهديدات المحتملة ضده، والذي يلفت النظر أکثر إن هذه التصريحات يتم تکرارها إلى الحد الذي يجري إقحامها في العديد من التصريحات المتعلقة بأمور ومسائل أخرى لاعلاقة لها بها، وهذا بحد ذاته أمر غير مسبوق، يشير إلى أن هناك ما يدعو بالضرورة إلى هکذا تصرف إذ لادخان من دون نار.

هذه التصريحات تزايدت وبصور تدريجية ومضطردة منذ شهر مارس 2023، وحتى الآن، وهي تسير على وتيرة تٶکد وبصورة دورية على إن النظام يمسك بزمام الأمور، وهو على مستوى التهديدات المحدقة به، والأکثر من ذلك ترديد عبارات ترکز على أن الشعب الإيراني ملتف حول النظام ويقف خلفه ضد أعدائه.

التهديدات والتحديات التي تتحدث عنها هذه التصريحات وترکز عليها، ليست خارجية ولاتتعلق بدول معادية کما قد يبدو من ظاهر الأمر، بل إن صلب وأساس موضوعها الرئيسي يتعلق بالانتفاضات التي اندلعت بوجهه، ولاسيما انتفاضة سبتمبر 2022، التي أصابته في الصميم، ومن يتحدث عن أنه مستعد لمواجهته والقضاء عليهم، هم أبناء الشعب الإيراني الرافضون لحکمه واستبداده، وليس بغريب أبدا عندما تقوم النظم الدکتاتورية بوصف انتفاضات شعوبها بوجهها بشتى الأوصاف السلبية، ولکن لايوجد نظام قد وصل إلى مستوى النظام الإيراني في أوصافه بالغة السلبية للشعب الإيراني عندما ينتفض بوجه.

ما حدث ويحدث منذ شهر مارس 2023، ولحد الآن، يمکن تفسيره على أنه تأکيد على أن النظام الإيراني قد وصل إلى آخر الخط، إلى المحطة النهائية التي لا يوجد بعدها من محطات، ولاسيما وأنه ومنذ ذلك التاريخ، ولحد الآن، يطلق تصريحات تتميز معظمها بالديماغوجية، لأنها تجعل المتابع يدور في حلقة مفرغة لانتيجة لها، إذ أن النظام الذي يشدد على أن أوضاعه جيدة وأنه قد حسم أمر مشاکله وأزماته، لکن الاحتجاجات الشعبية في سائر أرجاء إيران، والتي تشارك فيها شرائح مختلفة من أبناء الشعب الإيراني، تٶکد خلاف ذلك تماما، إذ أن الاوضاع ليست قد تحسنت بل وحتى إنها قد ساءت أکثر من السابق.

المثير للسخرية والتهکم أنه وفي الوقت الذي تتزايد فيه تصريحات الزعم بقوة النظام واقتداره وتمکنه من إيجاد حلول لکافة المشاکل والأزمات، وأن الأمر قد صفي وحسم لصالحه، فإنه في نفس هذا الوقت بالذات تطلق تصريحات نوعية من جانب خبراء مختصين معتمدين لدى النظام، بخصوص سوء الأوضاع ورداءتها، ومن أن بقاءها على هکذا حالة سوف يسبب کارثة للنظام، وأن الشعب الإيراني في أعلى درجات سخطه على النظام، وهو إذا ما تحرك هذه المرة فمن الصعب جدا السيطرة عليه، کما حدث وجرى في المرات السابقة.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني