من هم مرشحو الانتخابات الرئاسية في روسيا وما هي أبرز بنود برامجهم الانتخابية؟

من هم مرشحو الانتخابات الرئاسية في روسيا وما هي أبرز بنود برامجهم الانتخابية؟

د. زياد منصور

       في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، من بين المشاركين الأربعة، هناك ثلاثة أعضاء في الأحزاب، وهم ليونيد سلوتسكي ممثل الحزب الديمقراطي الليبرالي، ونيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، وفلاديسلاف دافانكوف مرشح حزب الشعب الجديد.  إضافة إلى الرئيس الحالي للاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، هو مرشح أعلن ترشحه بشكل مستقل وليس عضوا في أي حزب من الأحزاب؛ أما المشاركون الباقون في السباق الرئاسي فقد تم ترشيحهم من قبل أحزاب لها كتلها في الدوما.

وفي الانتخابات السابقة شارك اثنان فقط من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الحالية إذ ترشح فلاديمير بوتين أربع مرات (2000، 2004، 2012، 2018)، ونيكولاي خاريتونوف – مرة واحدة، في عام 2004، ثم احتل المركز الثاني وحصل على 13.69 % من الأصوات. ولم يشارك المرشحان ليونيد سلوتسكي وفلاديسلاف دافانكوف من قبل في الانتخابات الرئاسية.

أمَّا أصغر مشارك في السباق الرئاسي هو فلاديسلاف دافانكوف، الذي سيبلغ من العمر 40 عامًا خلال إجراء الانتخابات. وأكبر المرشحين سنًّا هو نيكولاي خاريتونوف، البالغ من العمر 75 عاما، وسيبلغ ليونيد سلوتسكي 56 عامًا، أمَّا فلاديمير بوتين له من العمر 71 عامًا. ويبلغ متوسط ​​عمر المرشحين لرئاسة الاتحاد الروسي 60 عاما.

ماذا عن المستوى التعليمي للمرشحين؟

     جميع المرشحين لمنصب رئيس الدولة الروسية حاصلون على التعليم العالي والدرجة العلمية. تخرج فلاديسلاف دافانكوف من كلية التاريخ بجامعة موسكو الحكومية وهو مرشح للعلوم الاجتماعية، ودرس ليونيد سلوتسكي في تخصص “إدارة التنظيم” في جامعة موسكو الحكومية للاقتصاد والإحصاء والمعلوماتية وهو دكتوراه في العلوم الاقتصادية.

أمَّا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو خريج كلية الحقوق بجامعة لينينغراد، وتخرج نيكولاي خاريتونوف من جامعة نوفوسيبيرسك الزراعية الحكومية بدرجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية. وكلاهما حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.

الصعود السياسي للمرشحين

     بدأ ثلاثة من المرشحين الرئاسيين الروس حياتهم السياسية في التسعينيات. دخل فلاديسلاف دافانكوف السياسة في وقت متأخر، إذ قبل أن يحصل على منصب نائب في عام 2021، تمكن من العمل في شركة فابرليك والعديد من المنظمات العامة.

وقد تم انتخاب نيكولاي خاريتونوف نائبا للشعب في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية في عام 1990. منذ عام 1993، كان نائبًا في مجلس الدوما – أولا كممثل للحزب الزراعي الروسي، ثم نائبًا عن الحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي.

أمَّا ليونيد سلوتسكي في عام 1990 فقد كان رئيسًا لقطاع جهاز هيئة رئاسة المجلس الأعلى لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، منذ عام 1999 انتخب في مجلس الدوما، بعد وفاة زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي في عام 2022، ترأس الحزب.

بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، فقد تم تعيينه في عام 1992، نائباً لرئيس بلدية سانت بطرسبرغ أناطولي سوبتشاك، وفي عام 1999 أصبح رئيساً بالإنابة للاتحاد الروسي بعد استقالة بوريس يلتسين.

إضافة إلى ذلك فقد قرر ثلاثة وثلاثون شخصًا تقديم طلبات ترشيحهم للانتخابات الرئاسية، تم قبول طلبات خمسة عشر مرشحًا، فقد سبعة منهم وفق قانون الانتخابات في روسيا الاتحادية حق الترشح، أربعة سمح لهم بذلك، وتم رفض طلبات أربعة آخرين.   يذكر أن عددًا من هؤلاء قاموا بسحب ترشيحاتهم من الانتخابات لصالح مرشح آخر، أو لم يتمكنوا من جمع العدد المطلوب من التوقيعات.

وسيتم انتخاب الرئيس للسنوات الست المقبلة في السابع عشر من آذار الحالي، حتى عام 2030. أمَّا فترة ولاية رئيس الدولة فقد دخلت حيز التنفيذ في روسيا منذ عام 2012: قبل ذلك، منذ عام 1996، كان يتم انتخاب الرئيس لمدة أربع سنوات. ومن المقرر تنصيب رئيس الدولة الجديد في 7 أيار/ماي .2024.

كيف تجري الانتخابات الرئاسية في روسيا؟

    يتم إجراء الانتخابات الرئاسية باستخدام التصويت السري في مراكز الاقتراع وعن بعد. وينظم هذا الإجراء دستور الاتحاد الروسي، وكذلك القوانين الفيدرالية “بشأن انتخاب رئيس الاتحاد الروسي” وأيضًا “بشأن الضمانات الأساسية لحق الانتخاب والحق في المشاركة في استفتاء لمواطني روسيا”. الاتحاد الروسي.”

وبعد أن يعلن مجلس الاتحاد موعد الانتخابات تبدأ الحملة الانتخابية. يجب على المرشحين لمنصب رئيس روسيا تلبية جميع المعايير التي يتطلبها القانون، فضلا عن تقديم الوثائق اللازمة والتوقيعات التي تم جمعها إلى لجنة الانتخابات المركزية.

متطلبات المرشحين لمنصب رئيس الاتحاد الروسي

 – يجب أن يكون المرشح قد عاش في روسيا مدة 25 عامًا على الأقل وأن يكون مواطنًا روسيًّا.

– يجب ألا يحمل المرشح للرئاسة جنسية أجنبية، بما في ذلك في فترات سابقة لحصوله على الجنسية الروسية. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج إلى إغلاق جميع الحسابات والودائع في بنوك الدول الأخرى أو تحويل الأموال منها إلى البنوك الروسية.

– يمكن للرجال والنساء الذين لا يقل أعمارهم عن 35 عامًا المشاركة في الانتخابات.

– لا يمكن أن يكون المرشح محكومًا بحكم قضائي، ولديه سجل عدلي نظيف، أي ألا يكون قد ارتكب جرائم خطيرة أو قضى عقوبة سجن، أو ارتكب جنحة، فضلا عن الحكم عليه بعقوبة إدارية بتهمة التطرف.

– يمكن لأي حزب أن يرشح من يرغب بذلك وفقًا للقانون الاتحادي “بشأن الأحزاب السياسية”. أما بالنسبة للمرشح المنفرد فإنه يحتاج إلى مجموعة مبادرة تدعمه، لكي يسمح له بالترشح.

وإذا قام أي من الأحزاب بترشيح أي كان، فإنَّ هذا الأخير يحتاج إلى ما لا يقل عن 100 ألف توقيع من 40 منطقة أو أكثر من مناطق البلاد. وفي الوقت نفسه، لا يحتاج المرشحون من الأحزاب الممثلة في مجلس الدوما – على سبيل المثال، من روسيا الموحدة (حزب الرئيس بوتين) أو الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي – إلى جمع التوقيعات. ويُعفى من ذلك أيضًا المرشحون من الأحزاب الممثلة في المجالس التشريعية لثلث مناطق البلاد على الأقل.

وإذا أراد شخص أن يترشح بشكل منفرد، وهو لا يحظى بدعم أي حزب سياسي، فسوف يحتاج إلى جمع ما لا يقل عن 300 ألف توقيع ليحق له ذلك.

ما هي البرامج الانتخابية للمرشحين لرئاسة الاتحاد الروسي؟

    لعله يوجد لدى مرشحي المعارضة لمنصب رئيس روسيا ثغرات كبيرة في برامجهم. وقد دارت نقاشات في هذا الصدد في الأوساط السياسية والإعلامي، وعلى وجه الخصوص، رغم أن المرشح عن الحزب الشيوعي الروسي نيكولاي خاريتونوف يتمتع بخبرة سياسية طويلة، لكن خطابه يعتمد بشكل أساسي على الحنين إلى الماضي.

“إن كل محتوى برنامج [خاريتونوف] يقوم على مطلب الشيوعيين الروس بإلغاء المجتمع الرأسمالي والعودة إلى الاشتراكية. هذا على الرغم من أن العديد من أعضاء الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية يتمتعون بفوائد النظام الرأسمالي. إضافة إلى أن برنامج الشيوعيين لا يحمل آفاٌقا أو تطلعات واضحة نحو مستقبل روسيا، وهذا بحد ذاته مشكلة برامج الشيوعيين في روسيا خلال العقود الثلاث الأخيرة.، كما أن برنامج الشيوعيين قصير نسبيا، وبشكل عام يفتقر إلى التفاصيل.

أمَّا بالنسيبة لبرنامج مرشح الحزب الليبرالي الديموقراطي ليونيد سلوتسكي فهو برنامج شعبوي. وهو تقليديًّا يتوافق وينسجم تماما مع تقاليد الديمقراطيين الليبراليين.

بشكل عام، يستغل الحزب بنشاط صورة فلاديمير جيرينوفسكي. على وجه الخصوص، انعكس هذا بشكل مباشر في عنوان برنامج سلوتسكي الانتخابي “قضية جيرينوفسكي لا تزال حية”.، ويلاحظ في برنامج المرشح حذرًا شديدًا بالنسبة لموضوع المناطق، أي العلاقة بين موسكو والمناطق النائية الروسية.

أمَّا برنامج مرشح حزب الشعب الجديد فلاديسلاف دافانكوف، فهو شامل وانتقائي”.، ففي البرنامج عند الحديث عن الناس الجدد، أو الأشخاص الجدد، فهو يدور بشكل رئيسي حول مشاكل الشباب، والشباب بشكل عام. يذكر أن العديد من مؤلفي البرنامج الانتخابي لدافتانكوف يخاطبون الشباب ما دون الثلاثين عامًا. ففلاديسلاف دافانكوف قريب من جميع الأطروحات المدرجة في الوثيقة؛ فهو يستوعب الشباب، وخاصة شباب المناطق الحضرية”.

إن الوثيقة السياسية لدافنكوف تقوم على «توقعات مضخمة». كما أن هناك محاولات لتوسيع القاعدة الانتخابية لمرشح “الشعب الجديد” وجذب الناخبين المترددين. ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، في البنود المتعلقة بالرعاية الصحية ورواتب الأطباء.

ماذا بخصوص البرنامج الانتخابي للرئيس فلاديمير بوتين، والذي شكل أساس الرسالة الموجهة إلى الجمعية الفيدرالية، فهو يتمايز ليس فقط عن برامج المرشحين الرئاسيين الآخرين، ولكن أيضًا يعالج قضايا أبعد من البلاد.  إن برنامج بوتين يقوم على متابع نداءات المواطنين، ومعالجة الطلبات التي عبر عنها الناس في الاجتماعات مع رئيس الدولة.

“هذه الوثيقة استراتيجية، فهي تحتوي على خطة ليس فقط حتى عام 2030، بل إن هذا الاتجاه لتنمية البلاد أبعد من ذلك بكثير”.

دون شك فإن بعض برامج المرشحين تقدم مجموعة متنوعة من الاقتراحات ذات المغزى لجمهور المرشحين. تظهر في بعض البرامج المقترحات التي لا يمكن وضعها حيز التنفيذ، هذه البرامج على عكس برنامج فلاديمير بوتين، تستخدم في كثير من الأحيان الخطاب الشعبوي وليس لديهم الكثير ليقدموه للناخبين..

أما برنامج بوتين فيتميز بتركيزه حول القضايا التي تتمحور حول الإنسان.  وهو عبارة عن مناشدات لمواطنين، وطلبات التي عبر عنها الناس في الاجتماعات معه”، وبالتالي فإن برنامجه يحتوي على خطة ليس فقط حتى عام 2030، بل إن هذا الاتجاه من أجل تنمية البلاد يذهب أبعد من ذلك بكثير. كما أن البرنامج مبني على منطق “كان، حصل، سيحصل” وهذا منطق مفهوم للناس ويركز على الأشياء المهمة لكل شخص – حماية الأسرة، وتدابير الدعم الجديدة، وتوسيع نطاق التدابير السابقة تدابير الدعم وفرص جديدة لتحقيق الذات وأبعد من ذلك بكثير.

بالمقارنة مع برنامج بوتين، فإن جوهر برنامج المرشح الشيوعي خاريتونوف، يقوم على العودة للاشتراكية، كما أن أهم محاور برنامج المرشح الشيوعي فيقوم على ضرورة إلغاء المجتمع الرأسمالي والعودة إلى الاشتراكية”.

الحرب في أوكرانيا وبرامج المرشحين

     دون شك هناك حملة مزايدات كبرى تتعلق بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وكيفية انهائها، لكن غالبية المرشحين يجمعون على ضرورة نزع النازية، والالتفاف خلف الجيش وتعميق الروح الوطنية، وتحصين المجتمع، والعمل ضد نشاط العملاء الأجانب، ولعلها القضية الرئيسة التي لدى المرشحين قواسم مشتركة حولها، إذ تظهر كأولوية على ما عداها من المهام الأحرى.

ويظهر أن موضوع العملية العسكرية هو محور اهتمام الرئيس الحالي، إذ وشدد في رسالته إلى الجمعية الفيدرالية على شجاعة سكان شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول ودونباس المتمردة. وقال بوتين: “كل هذا يلهم ويعزز الثقة في أننا سنتغلب على كل شيء، معًا يمكننا أن نفعل كل شيء”، مضيفًا أن أهداف العملية العسكرية لم تتحقق بعد وستتحقق.

أما المرشح سلوتسكي فيعتمد في تقييمه للقتال في أوكرانيا على نبوءة زعيم الحزب الراحل فلاديمير جيرينوفسكي، الذي قال قبل خمس سنوات إن أوكرانيا ستخسر جزءا من أراضيها، وستذهب العديد من مناطقها إلى روسيا. ويقول برنامج سلوتسكي الانتخابي: “حتى ذلك الحين، افترض مثل هذا التطور للأحداث، لكن نبوءاته حول متى ستنتهي هذه العملية العسكرية فهي غير واضحة”. وهو واثق من أنه إذا كانت هناك من رغبة في تحقيقها فيمكن تحقيق جميع الأهداف المحددة بشكل أسرع مما يحدث في الواقع. وتتحدث إحدى نقاط برنامجه عن تكثيف الهجوم من أجل “إنهاء هذا الصراع وانتصار الأسلحة الروسية”.

أما مرشح الحزب الشيوعي خاريتونوف وخلال مناظرة تلفزيونية، فقد ذكر أن 62 يمثلون الحزب الشيوعي الروسي قتلوا خلال المعارك في أوكرانيا، كما تقوم الحملة بتوجيه تهديدات للغرب الجماعي، إذ أعلن : “نحن لا نخيف أحداً، لكن لدينا ما نحمي به أنفسنا وبلدنا. وقال خاريتونوف: “نقول مرة أخرى إن كل من يعتقد أنه سيتمكن من غزو روسيا مخطئ بشدة”.

ويختلف برنامج فلاديسلاف دافانكوف “شعب جديد” عن برامج المرشحين الآخرين، فالنقطة الأساسية في برنامجه هي السلام والمفاوضات، ولكن مع ملاحظة “بشروطنا، وليس التراجع”. ويردد دافانكوف إنه زار خلال السباق الانتخابي العديد من مناطق روسيا، لكنه لم يجد في أي مكان مؤيدين لتصعيد الصراع. وأوضح دافانكوف موقفه: “لا أفهم لماذا يجب على جيلي أن يدفع ثمن أخطاء الأجيال السابقة، أي أنه لو لم ينهار الاتحاد السوفييتي، فإن كل ما يحدث الآن لم يكن ليحدث”. وفي الوقت نفسه، يرى أن الدول الغربية ليست مستعدة بعد للمفاوضات، لأن القتال في أوكرانيا بالنسبة للكثيرين منهم هو عمل تجاري.

السياسة الداخلية والاجتماعية (الإجهاض وزيادة معدلات الولادات)

     بالنسبة لفلاديمير بوتين، فقد أعرب خلال حملته الانتخابية عن موقفه بشأن حظر الإجهاض خلال برنامج “نتائج العام مع فلاديمير بوتين” الذي تم بثه في كانون الأول 2023.  إذ قال إنه من الضروري التصرف بحذر شديد في هذا المجال، ويجب احترام حقوق وحريات المرأة، مشددا على أنه أوقف مشروع القانون الذي تم تقديمه في مجلس الدوما لحظر عمليات الإجهاض في المؤسسات الطبية الخاصة مؤقتًا. كما أعلن الرئيس بوتين عن مجموعة واسعة من التدابير لدعم الأسر خلال خطابه السنوي أمام الجمعية الفيدرالية. وفي إطار المشروع الوطني “الأسرة”، ستحصل المناطق التي تقل فيها معدلات المواليد عن المتوسط ​​الروسي على مساعدة لا تقل عن 75 مليار روبل. كما سيتم تمديد برنامج القروض السكنية للعائلات التي لديها أطفال دون سن السادسة.

أما مرشح الحزب الشيوعي خاريتونوف فقد عكس برنامج الحزب بشأن الإجهاض والذي يقوم على أن الشيوعيين لا يدعمون فرض حظر كامل على عمليات الإجهاض في المؤسسات الطبية الخاصة، بل يفضلون توسيع الضمانات الاجتماعية للنساء.

ويرفض المرشح سلوتسكي فكرة الإجهاض، يقترح تقديم حوافز للواتي لا يجهضن على سبيل المثال، شهادات شراء السيارات. “يجب على الأم المستقبلية أن تتخذ القرار بنفسها. ولكن من واجبنا أن نهيئ لها الظروف التي تكون فيها واثقة من مستقبلها الشخصي ومن إمكانيات تحقيقها المهني. من المهم أن تفهم المرأة أنها ليست وحدها، مهما كان الوضع صعبا، هناك من سيدعمها ويساعدها. تربية الطفل ليست بالأمر السهل، السبب الرئيسي للإجهاض هو الخوف. وقد دعا المرشح مرارا وتكرارا إلى مضاعفة عدد سكان روسيا على مدى الخمسين عاما المقبلة. وهو يرى أن الانحدار السكاني في روسيا هو على وجه التحديد السبب وراء المناقشة في الغرب حول “إعادة توزيع موارد روسيا”. للتغلب على الأزمة الديموغرافية، يقترح الحزب الديمقراطي الليبرالي عددا من الحلول: إدخال رأس المال الأبوي، والذي في حالة طلاق الوالدين يمكن أن يصبحا هم مصدر دفع النفقة، فضلا عن إنشاء نظام حضانة للأطفال من شهرين إلى 1.5 سنة.

ويدافع فلاديسلاف دافانكوف مرارًا وتكرارًا عن حقوق المرأة، بما في ذلك الحقوق الإنجابية. ويصف مقترحات النواب الآخرين حول هذا الموضوع بأنها “استعراض إبداعي” يجب إيقافه. “ليست هناك حاجة لإخبار النساء متى وكم عدد الأطفال الذين ستنجبهم. وبدلا من حظر الإجهاض، يتعين علينا تحسين مستويات معيشة الناس. وأوضح موضحًا: “كحد أدنى، لمنح العائلات الفرصة للحصول على سكن مريح وبأسعار معقولة”.

قضية العملاء الأجانب

    يحظى هذا الموضوع باهتمام المرشحين، إذ يرى الرئيس بوتين أن تشريعات الوكالات الخارجية الروسية ليست موضوعة لمطاردة الساحرات. ملاحظًا بأن هناك العديد من الفروق الدقيقة في قانون العملاء الأجانب ولكن القانون يتحسن باستمرار ولا “يخدع” أحد به. وعشية الانتخابات، وقع بوتين على قانون يحظر نشر الإعلانات على مواقع ومنصات العملاء الأجانب. يشمل القانون جميع المنصات الإلكترونية ومواقع الويب والمدوّنات والشبكات الاجتماعية. ويحظر أيضا الإعلان عن منصات العملاء الأجانب أنفسهم في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 200 شخص وشركة ومؤسسة روسية نشروا عام 2023 إعلاناتهم على منصات المعلومات التابعة للعملاء الأجانب على الرغم من أن غالبية المستفيدين من أموال الإعلانات يقولون إنهم يموّلون نظام كييف. ويقضي القانون بالسجن لمدة تصل إلى عامين في حال مخالفة القانون.

ويؤيد نيقولاي خاريتونوف، توسيع نطاق الحظر على عمل العملاء الأجانب. أما سلوتسكي فيدعو إلى تشديد التشريعات المتعلقة بالعملاء الأجانب.، كما دعا إلى إقرار مشاريع قوانين جديدة تهدف إلى حماية السيادة الروسية من النفوذ الأجنبي – وستتم مناقشتها في نيسان بعد الانتخابات.

بالنسبة لفلاديسلاف دافانكوف “شعب جديد”، يدعو المرشح إلى مراجعة وتوضيح التشريع المتعلق بالعملاء الأجانب، على الأقل فيما يتعلق بمعايير العمالة للأجانب وإمكانية إزالة هذا الوضع.

أما بالنسبة لقضايا التطرف (الموقف تجاه المدانين بتشويه سمعة الجيش والأخبار الكاذبة، والروس الذين غادروا)، فيرى الرئيس بوتين فلاديمير بوتين، أن “المزيد والمزيد من الروس يحلمون بالعودة إلى ديارهم”. وهو يعتقد أن المجتمع الروسي قد طور “مناعة القطيع” ضد التطرف. ويتلخص أحد مقترحات بوتين الأخيرة في حرمان الحاصلين على الجنسية الروسية من الجنسية الروسية المكتسبة بسبب تشويه سمعة الجيش ونشر “قصص كاذبة” عنه، فضلاً عن الدعوة إلى انتهاك السلامة الإقليمية والمشاركة في منظمات غير مرغوب فيها.

ولم تنل هذه القضية أهميتها في برنامج المرشح، لكن الحزب انتقد فكرة رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين بشأن زيادة الضرائب على أولئك الذين غادروا روسيا.  وبشكل عام، يؤيد الحزب تشديد العقوبات على تشويه سمعة الجيش ونشر الأخبار الكاذبة.

أما ليونيد سلوتسكي ليونيد سلوتسكي، مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي، فإننا لا نجد ذكر مباشر لهذا الموضوع في البرنامج الانتخابي للمرشح. في السابق، دعا سلوتسكي إلى عدم وصف كل من غادر روسيا بالخونة. في كانون الثاني، اقترح الحزب الليبرالي الديمقراطي توفير آلية لحرمان هؤلاء من اللقب الفخري “فنان الشعب في الاتحاد الروسي” في حالة اتهام هذا الشخص بالمسؤولية الإدارية بسبب الترويج لقيم غريبة، أو أفكار النازية، أو تشويه سمعة الجيش.

أما بالنسبة لفلاديسلاف دافانكوف “شعب جديد”، فقد تضمن برنامج المرشح: “حرية التعبير والرأي – بدلاً من التعصب والإدانات”. خلال العام الماضي، اقترح حزب الشعب الجديد إلغاء الغرامات المفروضة على تشويه سمعة الشركات العسكرية الخاصة خارج منطقة القتال. ويعمل الحزب حالياً على مبادرة من شأنها معاقبة “المخبرين المتسلسلين”. أطلق عليه دافانكوف اسم “قانون ميزولينا”. ويدعو المرشح في برنامجه الانتخابي إلى خلق ضمانات أمنية للعائدين، باستثناء أولئك الذين تسببوا في ضرر حقيقي للبلاد.

مجتمع المثليين

    ووفقا للمرشح بوتين، فإن الأقليات الجنسية لها الحق في الوجود، لأنها أيضا جزء من المجتمع. وفي نهاية عام 2023، أمر بإنشاء معهد لدراسة سلوك المثليين في المركز الفيدرالي للطب النفسي. “روسيا لا تقبل إلغاء القيم العائلية التقليدية بمفاهيم ” عرب الرئيس فلاديمير بوتين عن رفضه القاطع لتبني مفهوم “الوالد رقم 1″ و”الوالد رقم2″ في روسيا، عوضا عن كلمتي الأب والأم المعهودتين في المجتمع الروسي. وفرض الانحرافات على الأطفال”. وقال بوتين خلال اجتماع مع مجموعة العمل الخاصة بإعداد التعديلات على الدستور، إن هذا الأمر لن يحدث أبدا ما دام هو رئيسا لروسيا.

أما ليونيد سلوتسكي، الحزب الليبرالي الديمقراطي، فإن هذه النقطة غائبة عن برنامجه الرئاسي. في السابق، قال مرارًا وتكرارًا إنه يعتبر حركة LGBT* بمثابة نشر مصطنع للثقافة الغربية الزائفة.

ويدعم نيقولاي خاريتونوف، الحزب الشيوعي الروسي المسار السياسي الرسمي في هذه القضية.

القضايا الاقتصادية

    ويدعم الرئيس بوتين استبدال الواردات من أجل تحقيق استقلال روسيا – وخاصة في الصناعات التكنولوجية والصناعات كثيفة المعرفة. وفي خطاب أمام الجمعية الفيدرالية، أعلن الرئيس شطب ثلثي الديون على قروض الميزانية للأقاليم. ويقترح بوتين مكافحة النقص في الموظفين من خلال إنشاء كليات هندسة متقدمة في الجامعات التي ستقوم بتدريب المتخصصين الشباب.

أما ليونيد سلوتسكي، الحزب الليبرالي الديمقراطي فيتحدث برنامجه الانتخابي عن ضرورة شطب الديون المستحقة على المناطق على قروض الميزانية. واقترح إعادة توجيه الأموال المفرج عنها لتنفيذ مشاريع استثمارية مهمة. وهناك نقطة أخرى في برنامجه تتحدث عن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ولكن لم يتم ذكر تدابير محددة.

أما المرشح الشيوعي نيقولاي خاريتونوف، فقد كان شعار البرنامج الانتخابي عبارة “لقد لعبنا بالرأسمالية – هذا يكفي!” والاقتراح الرئيسي يقوم على إدخال الضريبة التصاعدية وإلغاء الضرائب على المواطنين ذوي الدخل المنخفض. وكمثال يستحق المحاكاة، فإن المرشح يستعيد تجربة الصين، التي تمكنت من الجمع عضويا بين عناصر الرأسمالية والاشتراكية. وبصفته   خبيرا زراعيًا دعا خاريتونوف إلى تطوير الصناعة والزراعة، خاصة في الشرق الأقصى. كما ويدعو خاريتونوف إلى عودة القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد والبنوك ذات الأهمية النظامية إلى ملكية الدولة، وحظر خصخصة المؤسسات الحكومية والبلدية، فضلاً عن تأميم الأصول الأجنبية.

تقوم مقترحات فلاديسلاف دافانكوف “شعب جديد”، على إعادة توزيع عائدات الضرائب لصالح المدن والمناطق. “اليوم، يذهب الجزء الأكبر من الضرائب المحصلة إلى المركز وبعد ذلك فقط يتم إعادتها من خلال الإعانات إلى المحليات. ويقترح تغيير قواعد حساب ضريبة القيمة المضافة، مع ترك ما يصل إلى 20 % في المناطق. وبعد ذلك سيبقى المزيد من الأموال محليا للتنمية الاجتماعية، وسيكون لدى المناطق دافع مباشر لتطوير اقتصادها الخاص. كما يدعو دافانكوف الشركات الكبيرة والمصنعة المملوكة للدولة إلى “إعادة التسجيل” في المناطق التي يقع فيها الإنتاج من أجل دفع الضرائب هناك. وهناك نقطة أخرى في البرنامج تنص على توسيع الفوائد للشركات التي تخلق فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة.

ويتضمن برنامج دافانكوف «عفواً اقتصادياً كبيراً». يقترح المرشح إطلاق سراح رجال الأعمال من السجن إذا قاموا بتعويض الضرر.

المعاشات التقاعدية

    وعشية الانتخابات، وافق الرئيس بوتين دعم معاشات المتقاعدين غير العاملين بنسبة 10%. وقال الرئيس في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية إن مكافحة الفقر هي إحدى المهام الرئيسية للدولة، خاصة في الظروف الحالية.

ويقترح ليونيد سلوتسكي، الحزب الليبرالي الديمقراطي منح دفعة إضافية لمعاش التأمين بمبلغ يصل فيه إجمالي الدخل الشهري لأصحاب المعاشات الذين لديهم 30 عامًا على الأقل من الخبرة إلى ضعف مستوى الكفاف على الأقل.

ويطالب نيقولاي خاريتونوف، الحزب الشيوعي الروسي، بإلغاء إصلاح نظام التقاعد وخفض سن التقاعد إلى 40 عاما للنساء و60 عاما للرجال، فضلا عن زيادة المعاشات لجميع فئات المواطنين.

ويقترح فلاديسلاف دافانكوف “شعب جديد”، زيادة معاشات التقاعد للعاملين، وخفض معدل ضريبة الدخل الشخصي للأشخاص في سن التقاعد بمقدار النصف وإعادة مدخرات التقاعد “المجمدة”. كحوافز للمتقاعدين تقديم برامج إعادة التدريب على التخصصات الحديثة المطلوبة وحوافز دعم السفر.

السياسة الخارجية

    يدعو فلاديمير بوتين إلى عالم متعدد الأقطاب والتعاون مع الدول التي تريد ذلك.

أما ليونيد سلوتسكي، فيرى أن هناك آفاق لتعاون روسيا مع الدول الآسيوية، ويعتبر تحالف الدول الغربية مجرد تهديد للبلاد.

وتنص بعض نقاط نيقولاي خاريتونوف، الحزب الشيوعي الروسي على الانسحاب من منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والمنظمات الدولية الأخرى وإنشاء دولة اتحادية كاملة تضم روسيا وبيلاروسيا.

ويعتقد فلاديسلاف دافانكوف أن روسيا لا يمكن فصلها عن أوروبا أو آسيا، مهما كانت رغبة أنصار العزلة في ذلك. وهو واثق من أنه بدلا من البحث عن أعداء، نحتاج إلى البحث عن شركاء جدد وإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع كل من هو على استعداد للعمل البناء. يقترح دافانكوف تبسيط عملية إعادة الروس وممثلي الشعوب الأصلية الأخرى في روسيا إلى وطنهم وإجراء مراجعة لدبلوماسية الدولة.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. زياد منصور

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الروسي