ثلاثة سيتجرعون السم… (3-3)
حسين قاسم
إن عملية السابع من أكتوبر 2023 في غزة، تُعَد بمثابة نسخة شرق أوسطية من عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001 الأمريكية. من المبكر القيام بدراسة معمقة لظروفها حاليًا، نظرًا لأهمية معرفة نتائجها بعد انتهاء الحرب المستعرة بسببها.
إذا كانت العملية الأمريكية قد أثرت في وعي المواطن الأمريكي، الذي ما زال يعيش عقدة تلك الأحداث، فمن المتوقع أن تكون لعملية “الطوفان” تأثير مماثل على وعي المواطن الإسرائيلي، الذي سيعيش عقدة هذه الأحداث لعقود قادمة، بغض النظر عن المشهد الأخير للحرب في غزة.
أدت العملية الأمريكية إلى احتلال أفغانستان والعراق، وفي الوقت نفسه، غيرت قواعد الصراع العالمي، مما أدى إلى زيادة الصلف الأمريكي وارتباكه في التعامل مع الملفات الدولية، على الرغم من الموجة العالمية من التضامن معها. بالمثل، أدت عملية غزة إلى تضامن دولي كبير مع إسرائيل ومُنحت غطاء للقيام بحرب استثنائية، مما سيمكن إسرائيل من استغلال الوضع لتحقيق أقصى استفادة، من فرض رؤيتها لحل القضية الفلسطينية إلى زيادة قدراتها العسكرية والحصول على تطبيع مع العالم العربي.
رغم انسحاب الأمريكيين من العراق، إلا أن نظام صدام وحكمه لم يعودا، وكذلك الحال بالنسبة لأفغانستان، حيث عادت حركة طالبان للسلطة متحالفة مع الأمريكان. في مقابل ما يجري اليوم في غزة، يجب على حركة حماس أن تحدد من خذلها وتاجر بشعار وحدة الساحات ومن يفاوض نيابة عنهم لكسب موقع في شكل الإقليم الجديد، وأن تفتخر بإعادة القضية الفلسطينية إلى جذورها كقضية وطنية، وبدورها المقاوم في وقف استخدام فلسطين كشماعة للأنظمة المتهالكة. يجب أن تتذكر أن السم الذي تجرعه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خلال حصار بيروت عام 1982 كان من أجل استقلالية القرار الوطني الفلسطيني.
في ختام النظر إلى الحلقات الثلاث ، يبرز أن هناك ثلاث قوى رئيسية خارج المشهد السياسي المستقبلي: الأذرع الإيرانية في الإقليم، نيتنياهو وحكومته، وحركة حماس.
Visited 9 times, 1 visit(s) today