اليوم الـ 37 للحرب: معارك حول كييف وأوكرانيا تقصف روسيا
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 37 للحرب اعلن حاكم منطقة بلغورود فياتشسلاف غلادكوف في روسيا، مساء اليوم الجمعة، إن مروحيتين أوكرانيتين نفذتا ضربة على منشأة لتخزين الوقود في المدينة الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا من حدود أوكرانيا، في حين تتواصل الجهود لإجلاء مدنيين عالقين في مدينة ماريوبول الساحلية المنكوبة. وأتت هذه الضربة التي ستكون الأولى لسلاج الجو الأوكراني داخل أراضي روسيا في حال تأكدت، في حين أكدت روسيا مرات عدة أنها تسيطر بشكل كامل على أجواء أوكرانيا وقد أعادت تأكيد ذلك الجمعة.
وواصل الجيش الروسي ضرب المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية وتقديم مساعدات إنسانية لسكان مناطق متضررة واستمرار تمشيط المناطق التي تم تحريرها من النازيين الأوكرانيين. وأفاد عمدة العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو، إن معارك “ضخمة” دارت في شمال وشرق كييف بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وحذر السكان الفارين من العاصمة من مغبة العودة إليها بشكل سريع، فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية كييف بقصف مستودع للنفط في مدينة بيلغورود القريبة من الحدود الروسية الأوكرانية.
وردا على الاتهام الروسي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إنه لا يؤكد ولا ينفي الاتهامات حول مسؤولية القوات الأوكرانية عن قصف مستودع للنفط في مدينة بيلغورود، والتي لا تبعد كثيرا عن مدينة خاركيف الأوكرانية.
من جهة أخرى، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوضع في الجنوب ومنطقة دونباس (شرق) لا يزال بالغ الصعوبة، وأكد مجددا أن روسيا تحشد قواتها بالقرب من مدينة ماريوبول المحاصرة. وأضاف زيلينسكي في كلمة مصورة في وقت متأخر من ليل الخميس “ستكون هناك معارك في المستقبل، ما زلنا بحاجة إلى السير في طريق صعب للغاية للحصول على كل ما نريده”.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، “أنّنا لنّ نقلص دفاعنا عن العاصمة كييف والمدن الأخرى، رغم الانسحاب الروسي الجزئي من كييف وتشيرنيهيف”، مشيرة إلى أنّ “القوات الروسية ومعداتها الحالية، غير كافية لاقتحام كييف”. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن “قواتنا تقوم بعمليات بحث واستطلاع وتمشيط مناطق في محيط كييف بهدف التمركز فيها”، موضحة أن “هذه القوات تسيطر على شريط بطول 5 كيلومترات من نهر إربين باتجاه كييف”، مشيرة إلى أنها “أوقفت تحركات للجيش الأوكراني باتجاه غوستوميل- بوتشا- أوزيرا”.
من جهة ثانية، أشار زيلينسكي، إلى أنه “بحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عملية التفاوض مع روسيا ومسألة توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا“. وذكر على مواقع التواصل الإجتماعي، أن “اقتراح فرنسا إنشاء ممرات إنسانية من ماريوبول ينبغي تنفيذه”. وكان قد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إحراز تقدم في المفاوضات المتواصلة مع أوكرانيا بشأن مسألتي شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس وتخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو، مؤكداً أن “العمل جار على تحضير اتصالات جديدة بين المفاوضين الروس والأوكرانيين، متعهدا بالإعلان عنها لاحقا”.
وكشف سفير أوكرانيا لدى اليابان سيرغي كورسونسكي، أن بلاده ستتسلم معدات عسكرية “فائقة الحداثة” من الولايات المتحدة وبريطانيا، ستساعد على حماية الأجواء والمدن الأوكرانية “بشكل أفضل” من الهجمات الروسية. وأوضح كورسونكي في مؤتمر صحافي، أنه “لا يزال لدى الروس تفوق في القوة الجوية والطائرات والصواريخ، ونتوقع أن نبدأ في تلقي معدات فائقة الحداثة من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية سمائنا ومدننا”. وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، عن “عملية ثانية لتبادل الأسرى مع روسيا، شملت استعادتنا 86 من قواتنا، بينهم 15 امرأة”.
وأفادت منظمة “هيومن رايتس“، في بيان لها، بأن “السلطات الأوكرانية تنتهك معاملة أسرى الحرب من خلال نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهم مادة لفضول الجمهور، وتنتهك تدابير الحماية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف، والهادفة إلى ضمان أن يعامل جميع الجهات المقاتلين الأسرى معاملة كريمة”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، “أنّنا لنّ نقلص دفاعنا عن العاصمة كييف والمدن الأخرى، رغم الانسحاب الروسي الجزئي من كييف وتشيرنيهيف”، مشيرة إلى أنّ “القوات الروسية ومعداتها الحالية، غير كافية لاقتحام كييف”. واليوم وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يسمح للشركات الروسية سداد ثمن الطائرات للدائنين الأجانب بالعملة الروسية، ويأتي ذلك في إطار إجراءات تتخذها روسيا لمواجهة العقوبات الغربية. كما وقع مرسوما “بشأن الإجراءات المؤقتة للوفاء بالالتزامات المالية في مجال النقل لبعض الدائنين الأجانب”، وتم نشر الوثيقة في البوابة الرسمية للمعلومات القانونية. وبموجب المرسوم الجديد فستكون الشركات الروسية قادرة على سداد ثمن الطائرات والدفعات في إطار عقود “الايجار التمويلي” (أو ما يعرف أيضاً بعقد الليزينغ) للدائنين الأجانب من “الدول غير الصديقة” بالعملة الروسية الروبل بعد تحويلها إلى حسابات مفتوحة بالبنوك الروسية. واعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين“، دميتري بيسكوف، أن “الانتقال إلى الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي لا يعني قطع الغاز في الأول من نيسان إن لم يتم الدفع”، ولفت إلى أنه “يمكن إلغاء المرسوم المتعلق بالدفع بالروبل لقاء الغاز إذا طرأت أي مستجدات في الموضوع، لكن في الوقت الحالي، الروبل هو الخيار الأفضل والأكثر موثوقية بالنسبة لنا”.
إلى ذلك، أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، “أننا بحثنا مع روسيا وأوكرانيا تأمين المنشآت النووية خلال الحرب”، لافتاً إلى أن “الوكالة قدمت لروسيا وأوكرانيا قائمة من الإجراءات لتأمين المنشآت النووية”، وأكد أن “العديد من المحطات النووية تباشر عملها في أوكرانيا ويجب التحقق من سلامة المواد المشعة الصادرة عنها”. وأوضح أن “هناك مخاطر كبيرة قد تطال سلامة المنشآت في أوكرانيا، وفي حال وقوع حادث نووي سنتدخل من خلال فريق احتواء على الفور”. ولفت إلى أننا “سنقدم لأوكرانيا معدات لقياس الاشعاعات النووية، ونضع آلية تمكننا من نشر فريق يقدم المساعدة الفنية لأوكرانيا”، معلناً أن “فريقا من الوكالة سيذهب إلى أوكرانيا الأسبوع القادم”. وبخصوص إعلان روسيا عن انعقاد جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا، على خلفية استمرار العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو في أراضي هذا البلد في 24 فبراير الماضي.
ونشر رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، فلاديمير ميدينسكي، على قناته في تطبيق “تيليغرام” صورة تظهر أعضاء وفدي موسكو وكييف، وهم يعقدون إجتماعًا إفتراضيًا. وشدد ميدينسكي، على “أننا نواصل المفاوضات بصيغة مؤتمر الفيديو، ومواقفنا بشأن القرم ودونباس لا تزال ثابتة”. وكان الوفدان قد عقدا يوم الثلاثاء الماضي اجتماعًا حضوريًا في إسطنبول التركية، حيث تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات.
وأكد الوفد الأوكراني خطيًا خلال هذا الاجتماع إستعداد كييف لتلبية عدد من مطالب موسكو المبدئية لإبرام إتفاق سلام، منها تخلي أوكرانيا عن فكرة الإنضمام إلى حلف الناتو شريطة تلقيها ضمانات أمنية من عدة دول وتمهيد الطريق لإنضمامها إلى الإتحاد الأوروبي. من جانبها، أعلنت روسيا في أعقاب المفاوضات عن تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف، ضمن عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى “أننا نسعى لاستضافة اجتماع يضم الرئيسين الروسي والأوكراني (فلاديمير بوتين، وفولوديمير زيلينسكي)، وتحديد موعده وهما إيجابيان في هذا الشأن”، موضحاً أن “بلاده تحاول الوصول إلى نتيجة بشأن لوغانسك ودونباس من خلال التواصل مع الرئيسين”. وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيتش، أن “هناك تطورات استبدادية من جانب روسيا في أوكرانيا، وهو انتهاك للديمقراطية والحريات في أوروبا“، موضحاً أنه “على روسيا أن تتوقع أنها لن تكسب هذه الحرب، وعلينا مساعدة أوكرانيا في الحفاظ على سيادة أراضيها”.
بدوره أشار وزير خارجية لاتفيا، إلى أن بلاده “تواصل دعم أوكرانيا، ومتفقون على الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا”.