هل يعمِّق فوز ترامب جراح غزة والفلسطينيين؟!
سمير سكاف
إذا ما أكد مجلس الشيوخ تصويت مجلس النواب الأميركي (House of Representatives)، وهو على الأرجح لن يفعل، فإن ذلك يعني انقلاباً “عسكرياً” أميركياً على الأمم المتحدة وعلى المؤسسات الدولية!
بـ 247 صوتاً مقابل 155 صوتاً، وعلى الرغم من معارضة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كان مجلس النواب الأميركي قد صوّت على قانون يعاقب قضاة المحكمة الجزائية الدولية في لاهاي والنائب العام فيها كريم خان، بسبب اتهامهم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والمسؤولين في الصهيونية! وبسبب إصدار خان مذكرة توقيف ضد نتانياهو!
أن يعتبر مايك جونسون رئيس المجلس أن الجرائم (الإسرائيلية) غير موجودة، هو مؤشر خطير، ليس للواقع فحسب، بل حتى للمستقبل في حال فوز ترامب بالرئاسة، كون هذا المجلس هو بغالبية جمهورية! والمفارقة أن الاعتماد الآن هو على الديمقراطيين كي لا يمر هذا القانون في مجلس الشيوخ!
ومع ذلك، فإن الرئيس دونالد ترامب، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة سيعمل على حد قوله، على إنهاء حروب ما كانت لتحصل، وهي لم تحصل خلال عهده (الحرب الروسية – الأوكرانية، والحرب على غزة)!
غرابة السياسة الأميركية أن الجمهوريين أكثر تأييداً لإسرائيل من الديمقراطيين، أما بين المرشحين للرئاسة فالرئيس بايدن هو أكثر تأييداً لإسرائيل من الرئيس ترامب! وبتغطية من الرئيس بايدن ومن إدارته تعرضت غزة، وما تزال، لأبشع المجازر!
القانون الأميركي، في حال اعتماده، يعاقب أيضاً كل من يؤيد قرارات المحكمة الجزائية الدولية في هذا الخصوص!
الموقف الأميركي، الفائق الدعم لإسرائيل من الجمهوريين والديمقراطيين معاً، يتأكد أيضاً بتوجيه قادة الحزبين الدعوة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لإلقاء خطاب “تاريخي” في 24 تموز/يوليو المقبل أمام الكونغرس!
هذا القانون وهذه الدعوة لنتانياهو يعنيان الكثير، ولكنهما يعنيان أيضاً أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة هو أقوى من أي زمن مضى، وأن الدعم لإسرائيل لا سقف له، وأن القضية الفلسطينية ستستمر بدفع الثمن غالياً جداً!
Visited 14 times, 1 visit(s) today