الرباوي ولعميري والسبقي ينشدون للغة الضاد والمرأة وشعرية الأمكنة
متابعات:
التقى الشعراء: محمد علي الرباوي وعزيزة لعميري وعبداللطيف السبقي في فضاء دار الصويري، نهاية الأسبوع الماضي، ضمن احتفالية نظمتها دار الشعر بمراكش بتنسيق خلاق مع المديرية الاقليمية لقطاع الثقافة بالصويرة، وضمن برنامج الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، والذي انطلق بمدينة مراكش من خلال برنامج “نوافذ شعرية” ليتواصل بمحطة ثانية بديوان جديد من “سحر القوافي”. واحتضن فضاء دار الصويري فعاليات اللقاء، والذي أشرفت على تقديم فقراته الإعلامية والكاتبة صوفية الصافي، فيما أحيت حفله الفني فرقة الكندي المغربية بالصويرة، برئاسة الفنان عبدالمنعم بعنو.
وأكد مدير دار الشعر بمراكش، الأستاذ عبدالحق ميفراني، أن هذه “المحطة الجديدة ترسخ جزء من استراتيجية دار الشعر بمراكش، في انفتاح برامجها الشعرية والثقافية والفنية على مدن وجهات المملكة جنوبا، ضمن سفر شعري يلامس جغرافية شعرية متعددة، بزخم لساني وتنوع ثقافي وانفتاح على أجيال وتجارب شعرية وحساسيات من مختلف مدن وجهات المملكة.. وتعتبر مدينة الصويرة، هذا الفضاء الثقافي الرمزي والذي ظل يحتفي بالتنوع الثقافي العالمي، محطة أساسية في برنامج الدار من خلال احتضانها للعديد من البرامج الناجحة”.
وقرأ الشاعر محمد علي الرباوي أحد رواد القصيدة المغربية، والذي افتتح ديوان “سحر القوافي” من خلال نص شعري يحتفي بالمكان وشعريته، عن مدينة “كازابلانكا (الدارالبيضاء)”، يقول: “تِلْكَ مَدِينَةُ الشَّجَا../ بَعِيدَةٌ مَهْوَى الدُّجَا/ لَيْسَ بِهَا/ أَحَدْ./ وَأَنْتَ فِي بَيْدَائِهَا/ تَجُرُّكَ الْخُطَا/ وَلَكِنْ..أَنْتَ.. لاَ أَحَدْ/ مَدِينَةٌ../ فِي جَوْفِهَا/ سِرٌّ مِنَ الأَسْرَارِ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدْ/ فَابْحَثْ بِهَا/ عَنْ ظِلِّكَ الْجَرِيحِ/ لَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ هَاهُنَا أَحَدْ/ هُوَ الزَّمَانُ يَنْخُرُ الْهَيَاكِلَ الْجَوْفَاءَ/ لاَ يُخِيفُهُ أَحَدْ/ يَرْمِي/ سُدىً لِلرِّيحِ سَاقَيْهِ/ فَهَلْ عَلَى رَحِيلِهِ بَكَى أَحَدْ؟/ مَدِينَةٌ../ لاَ تَعْرِفُ الزَّمَانَ إِلاَّ / أَنَّهُ السَّبْتُ أَوِ الأَحَدْ/ ..”.
ومن الأصوات الشعرية الجديدة اليوم، برز صوت الشاعرة والباحثة دة. عزيزة لعميري، والتي استطاعت أن ترسخ حضورها ضمن فسيفساء المنجز الشعري المغربي السنوات الأخيرة. الشاعرة لعميري قرأت نصا شعريا طويلا بنفس واحد يؤجج صوت المرأة، بالجمع، وهي ترنو لحريتها وتواجه سواد الأزمنة: “للماء يغسل حرقتي في الوادي / أمضي أخبئ في القصيدة زادي// للنهر ذاكرة تسير بمائه / وأسير ضد الماء صوب عنادي// أمضي أطار في القوافي نجمة / سطعت برأسي ذات ليل سهاد// أمضي على وجعي محاربة أنا/ أسرجت في يم القصيد جيادي// وفتحت أندلس المجاز بقبلتي // وزرعت فيها خطبة ابن زياد// يا للغزال الحر في أفيائه/ تعبا يراوغ شهوة الصياد// بانت سعاد بهمها تشقى وما // للقوم هم غير جيد سعاد”
ومن مدينة الصويرة، شارك الشاعر والفاعل الجمعوي عبداللطيف السبقي مربي الأجيال، وأحد الذين ساهموا بشكل خلاق في التجربة الشعرية والثقافية بالمدينة. الشاعر السبقي، أنشد للغة الضاد وللمكان مستغورا ثنايا سحر الصور وشعريتها: “خضب جراحك إن العرف يسجينا/ واعزف قصيدك قد طابت ليالينا// وانثر على مسمط الأيام قافية/ فالدهر لا يبتلي بالعقم شادينا//(…)// يا ابن الربيعة قد نضبت وفي أنف/ جيداء تروي ومن روائها فينا”
في ديوان “سحر القوافي”، التقى شعراء وأمراء سحر القافية في محبة اللغة العربية وسحرها، كما واصلت دار الشعر والشعراء بمراكش الانفتاح على عمق الجنوب، وجغرافياته المتعددة.