علوش بعد فتفت .. صقر آخر يخرج عن سرب “المستقبل”
لم يتأخر الرئيس سعد الحريري في قبول إستقالة نائبه النائب السابق مصطفى علوش من “تيار المستقبل”، وبذلك تحرر علوش من أي التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول التنظيمية أن يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات أو سواها.
وكان علوش أعلن أن عدم مشاركة الرئيس سعد الحريري في الانتخابات لا تعني أنه لا يُمكن للمحازبين أو لنواب ‘المستقبل’ الترشّح تحت أسمائهم الشخصية، قائلا ‘لا أحد سيمنع المنتسبين للتيار من الاقتراع أيضا’. كما أعلن علوش أنه على ‘تنسيق دائم مع الرئيس فؤاد السنيورة وهذه التطورات تحصل بدعم من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وبإتفاق بين رؤساء الحكومات السابقين لعدم ترك الساحة السنية فارغة أمام الطارئين والمتمولين’.
وكشف علوش: ‘أنا أبلغت الرئيس الحريري أنني مقتنع بكلام السنيورة وأنسّق معه، وسألته إذا كان يرغب بأن أقدّم إستقالتي من التيار فرفض’. وعن تعميم ‘المستقبل’ الذي يفرض إستقالة المنتسين للتيار في حال العزم على المشاركة بأي نشاط انتخابي، والإمتناع عن التسويق لمشاريع انتخابية أو لأي من المرشحين وعدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية، أجاب علوش: ‘أنا منتسب للتيار وقلت للرئيس الحريري ماذا تريدني أن أفعل أنا جاهز؟.. وأنني مقتنعّ بما يقوم به فؤاد السنيورة’.
والمتابع لمواقف علوش منذ أن اقصي عن البرلمان اللبناني وارتضى أن يكون في الصفوف الخلفية، يستشف إمتعاضا مكتوما، خاصة وأن بديله في البرلمان لم يكن على قدر من المسؤولية. فالنائب الحالية عن “تيار المستقبل” في طرابلس ديما جمالي ، وان كانت تتمتع بمؤهلات علمية وأكاديمية يرفع لها القبعة، إلا انها على المستوى التشريعي والشعبي قد اخفقت اخفاقا لافتا، وورطت “تيار المستقبل” في أمور افقدته الكثير من شعبيته في الشارع الطرابلسي، وبات على قيادة المستقبل في طرابلس والشمال، ترميم ما أفسدته نائب “المستقبل” في الكثير من المناسبات.
كما ان علوش كان من صقور “المستقبل” الذين لم يهادنوا من إعتبرهم قتلة الشهيد رفيق الحريري، وخاصة “حزب الله” وسوريا ومن ينتمي الى جبهة الممانعة. وكان تنسيقه مع النائب والوزير السابق أحمد فتفت، الصقر الآخر الخارج من رحم “المستقبل”، وانضمامه إلى “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان”، دليل آخر عن تغريده خارج سرب سعد الحريري و”تيار المستقبل” الذي إعتمد سياسة ربط النزاع مع “حزب الله”، وترك للمحكمة الدولية تحديد القاتل. كنا أن علوش من مبدأ عدم ترك الساحة السنية للطارئين من متمولين وإنتهازيين، قد تقاطع الى حد التطابق مع طروحات الرئيس فؤاد السنيورة لعدم ترك الساحة خالية لمثل هؤلاء، وقطع الطريق على تحالف الثامن من آذار من خرق اكبر في الساحة السنية.
هل خطوة علوش تمت بالتنسيق مع الحريري؟ يقول علوش: ‘أنا نائب سعد الحريري وإذا كان غير موافق على ما أقوله أبسط الأمور كانت أن يتواصل معي لثنيي عن ذلك”.
ويبدو أن توجه علّوش هو الترشّح للانتخابات في دائرة طرابلس ــــ المنية ـــ الضنية حسب مصادر إعلامية، على لائحة بدأت تظهر معالمها، قد تضم سامي فتفت، كريم كبّارة نجل النائب محمد كبارة، عثمان علم الدين، عبد العزيز الصمد وهيثم مبيّض”، مشيرة الى أن وراء “ترشّح علوش مطالبة القواعد الشعبية الطرابلسية بترشّحه، وعدم ترك الساحة السنّية في حالة من التفلّت، في ظل المحاولات الكثيرة لاستقطابها لجهات معيّنة. وأكدت المصادر أن “موقف علوش لن يؤدّي إلى تراجع العلاقة بينه والحريري، بل على العكس، هو ينبثق من حرصه على حماية الحريري”.
صبحي زعيتر – كاتب وصحفي لبناني