يحدث الآن في المغرب!

يحدث الآن في المغرب!

عدنان الجزولي

ماذا جرى بأحد الأسواق في ضواحي مدينة القنيطرة؟ 

ولماذا جرى؟ 

وكيف جرى؟ 

هل وصلنا أخيراً إلى ما كنا نخاف منه بعد أن استأسد الطغيان وتغول الفساد، وأصبحت رموزه تخبط يمينا و يسارا، ترمي المنتقدين والمحذرين والمعارضين بتهم التخريب، وما جاور ذلك من تهم المس بأمس البلاد أو طمأنينة العباد؟

 قبل سنة ونصف جرى مشهد مماثل تقريباً ليلة عيد الأضحى وتداول الناس صور العنف والسرقة والنهب.. 

وقتها كنا خارجين جميعاً من محنة الحجر الصحي الكامل والقاسي الأول، حيث فقد آلاف المواطنين مصدر عيشهم، وبدت ملامح أزمة اقتصادية واجتماعية قادمة  

اليوم يبدو أن الأزمة تعمقت واخترقت كل مفاصل المجتمع، وهاهو المشهد المرعب يتكرر في ظل حكومة تعبر عن قمة الغش والتزوير والنهب.. 

وفي غياب كامل لأي تدخل أمني يحمي الباعة من الهجوم الكاسح لمن نال منهم الجوع ومن قهرهم الغلاء..

 من شاهدناهم في الفيديوهات التي تدور كانوا مواطنين ساخطين على الغلاء المتصاعد، الذي جاءت حكومة الأثرياء لتبرره، ولتجعله وضعا طبيعيا، في ظل أزمات متفاقمة تتجاوز الاقتصادي لتعبر عن وضعية اجتماعية مقلقة جداً.. 

فهل ستواصل الحكومة كعادة سابقاتها مع الأزمة المتصاعدة بنفس المقاربة الأمنية؟ هل ستعود الاعتقالات التعسفية والمحاكمات على اساس ان ما يجري مجرد فوضى؟ 

أم أن المقاربة ستعرف تغيرا يأخذ في الاعتبار المعطيات الجديدة في الأزمة الحالية؟
إن الحديث عما جرى لا يعني أي نية لتشجيع السرقة أو النهب وأكل أرزاق الآخرين..

 لكن ما جرى، وما قد يجري من أحداث مماثلة، لا يمكن إلا أن تطرق ضميرنا كأفراد وأيضا كمجتمع

Visited 8 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة