كوميديا مراكش الحمراء    

كوميديا مراكش الحمراء    

 من أعمال الفنان التشكيلي المغربي أحمد الشرقاوي (1934-1967)

 

جمعة اللامي

 

                                     -1-

لن أطلب القمر

لا، ولا الشمس.

التيجان للملوك،

عصا الحرب للجنرالات،

والمجد – كل المجد ، للرؤساء .

أشتهي، فقط …

تقبيل خصلة من شعرك .

                                     -2-

حتى لو بلغت آخر العمر،

حتى لو قذفت مدبرة الملجأ

بجسدي الشائخ إلى الخارج

بكيس قمامة ..

سأهتدي إليك.

ومثل جرو أعمى

فصل – الآن، عن أمه النفساء

سأتشمم قدميك

                                😚

في تلك الساعة .

في تلك اللحظة التي عرفتك فيها

رجمت هذا العالم

بقلب ماموث ميت

                                  -4-

قلبي مقبرة أطفال

وانت سياجها.

                                    -5-

لماذا يذكرني بك المطر؟

لماذا، أنت ـ  طعم السعد، ونظرة من قبر العباس؟

لماذا ألقاك في كل المطارات؟

لماذا؟

يا “نخلة الله”:

أطلقيني،

أطلقيني من بين أصابعك .

                              -6-

اِختبلت!

نعم، ها إني أعترف: في ذلك اليوم الممطر من “نوفمبر” اِختبلت.

رأيتك في شارع “محمد الخامس” تسيرين تحت المطر، بلا مظلة، وبلا نقاب .

 ماذا أقدم لك؟

 في الطريق إلى صالة الفندق تخلصت من سترتي.  

وحافياً وقفت أمام بائعة الورد. ابتعت زهوراً، وجريت خلفك.

ألا يحق لي أن أختبل خمس دقائق فقط؟

 نعم، اخترت الخبال دقائق معدودات.  

وهكذا: اقتربت منك، عاينت حذائيك المبللين بالمطر،

وتقصيت حبات المطر فوق شعرك الأسود،

 واستنشقت عطرك مبتهجاً بذلك المطر المغربي.

سبقتك خطوتين، ووقفت أمامك: سيدتي.. سيدتي. وأنحبس صوتي. سيدتي ..

 وسمعتك تقولين لرفيقك: ماذا يريد هذا المجنون؟

اللحظة، صرت الخبال نفسه: رميت الأزهار، واحدة بعد أخرى، فوق رأسك: آه لو تعرفين، كيف كنت حينها: زهرة “رازقي” عراقية !

ماذا يريد هذا المجنون: سمعتك مرة ثانية .

وكنت مجنوماً بالزهور رقعت على أرض الشارع. زهور تعفرت بالطين، وسحقتها الأحذية، ولوثها بصاق السكارى.

أخذت أجمع زهوري،

 زهرة بعد زهرة،

 من بين الأقدام، ووسط سخرية المارة، وضممتها إلى صدري .

 كانت زهوراً معفرة بالطين، سحقتها الأحذية، وبصق عليها السكارى.

وكنت أصرخ: أنا.. آخر مجانينك .

                                         -6-

عند القجر قصدت مقهى “بغداد”. اقتعدت الأرض، وتوسدت دكتها البليلة، ونمت.

حلمت بانثتين: بك.. وبميسان

أنت المطاف الأخير

وميسان آخر الدنيا.

                                  -7-

في الصباح أستيقظت على مواء: كانت قطة صغيرة عمياء، تتقدم مني على ثلاث أرجل. اجتمع المقهوران: ألقيت بكل زهوري، على قطة عرجاء.. لا تبصر .

كان ثمة شرطي يرقبني .

 سمعته يقول: ماذا يريد هذا المجنون.

                               -8-

بأصابع كفي اليمنى استخرجت قلبي من صدري

ورجمت به هذا العالم

وأنا أقهقه: أنا آخر مجانينك!

<

p style=”text-align: justify;”>الرباط، نوفمبر 1984

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة