اليوم 343 للحرب: كييف تستعد لمواجهة هجوم روسي متوقع والاتحاد الأوروبي يدعمها

اليوم 343 للحرب: كييف تستعد لمواجهة هجوم روسي متوقع والاتحاد الأوروبي يدعمها

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم 343 للحرب، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتعزيز العقوبات على روسيا، مؤكدا أنه “كلما تم ذلك تقدمت بلاده في هزيمة “العدوان الروسي”

من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال مؤتمر صحفي اليوم، مع زيلينسكي في كييف التي حلت بها لحضور قمة أوروبية ـــ أوكرانية، وقوف الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا.

وقالت: “وقفنا مع أوكرانيا منذ اليوم الأول لأننا نعلم أن مستقبل قارتنا يكمن فيها.. وجودنا اليوم في كييف يؤكد وقوف كل دول الاتحاد الأوروبي مع كييف”.

جاء ذلك، في وقت أعلن فيه الجيش الأوكراني أن “القوات الروسية تستعد لشن هجوم واسع على البلاد من البحر الأسود، إذ بدأت بتنفيذ مناورات في المنطقة وإرسال المزيد من التعزيزات إليها رغم العواصف البحرية التي تشهده”، فيما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن مجموع المساعدات الأوروبية المقدمة لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير ــــ شباط الماضي، بلغ أكثر من 50 مليار دولار.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “كلما زاد الغرب في تزويد نظام كييف بالأسلحة بعيدة المدى زادت الحاجة لدفع القوات الأوكرانية بعيدا عن الأراضي الروسية”، مشيرا الى أن “الجميع يريد إنهاء الحرب، لكن لا أحد يرغب في إقناع أوكرانيا بالمسار الدبلوماسي”.

وأضاف: “الغرب يأمل في هزيمة إستراتيجية لروسيا حتى لا تتمكن من التعافي لعقود”، لافتا إلى أن “قناعة الولايات المتحدة بتفوقها وصوابيتها المطلقة هما السبب في المواجهة القائمة حاليا بين روسيا والغرب في أوكرانيا”.

وبشأن المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا في سبتمبر ــــ أيلول الماضي، وهي لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون، أكد لافروف أن بلاده تنطلق بهذا الإطار “من الواقع الذي ثبت دستوريا بشأن مستقبل هذه المناطق”.

على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن دور روسيا كمصدّر موثوق للأسلحة تقوض بشكل كبير، على الأرجح بسبب حربها على أوكرانيا والعقوبات الدولية. وأضافت في تغريدة لها على تويتر أن “حصة روسيا في سوق السلاح الدولية كانت تتراجع حتى قبل الحرب، ومن شبه المؤكد أنها ستعطي الأولوية الآن لنشر أسلحة حديثة الصنع مع قواتها في أوكرانيا على التصدير لشركائها”.

وتقول المعلومات الاستخباراتية العسكرية البريطانية إن النقص في المكونات العسكرية سيؤثر على الأرجح في إنتاج المعدات للتصدير، مثل المركبات المدرعة والمروحيات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي، كما يحتمل أن تتعطل قدرة موسكو على الحفاظ على خدمات الدعم لعقود التصدير الحالية، مثل توفير قطع الغيار والصيانة بشكل كبير على الأقل خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

ومع احتدام المعارك شرقاً، حذر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، من أن روسيا تخطط لشن هجوم كبير يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا في 24 فبراير. وفي حديثه لوسائل الإعلام الفرنسية، حذر ريزنيكوف من أن روسيا ستستدعي وحدة كبيرة من القوات المحشودة، بحسب ما نقلت “الغارديان” البريطانية.

ففي إشارة إلى التعبئة العامة لروسيا لـ 300 ألف جندي مجند في سبتمبر من العام الماضي، زعم أن الأرقام على الحدود تشير إلى أن الحجم الحقيقي قد يكون أقرب إلى 500 ألف. وقال ريزنيكوف: “نحن لا نقلل من شأن عدونا”. وأضاف “أعلنوا رسمياً عن 300 ألف، لكن عندما نرى القوات على الحدود، وفقاً لتقديراتنا، يكون العدد أكبر من ذلك بكثير”.

وأضاف أن “الهجوم سيتركز على الأرجح في منطقتين: شرق البلاد، الذي شهد قتالا عنيفا خلال الأسابيع الأخيرة. والجنوب”.

بدورها، أفادت المخابرات الأوكرانية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الجيش بالسيطرة على لوغانسك ودونيتسك بحلول مارس  ــــ آذار المقبل.

وفي سياق متصل، أفاد رئيس وزراء بولندا بأن بوتين يفكر في هجوم جديد على أوكرانيا من محورين أو 3 محاور. وأضاف في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية” أنه لا يستبعد هجوماً روسياً على أوكرانيا من بيلاروسيا. كذلك أوضح أن بوتين قد يبدأ حملة عسكرية جديدة على العاصمة كييف، مشيراً إلى أن موارد روسيا ضخمة ولديها الكثير من الأسلحة لهجوم كبير.

ميدانيا، نقل مراسلون في كراماتورسك شمالي دونيتسك عن مصادر طبية أوكرانية أن 3 مدنيين قتلوا و8 آخرين أصيبوا في قصف روسي استهدف مبنى سكنيا وسط المدينة الليلة الماضية وأن عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مستمرة بحثا عن المفقودين.

وقالت السلطات الموالية لروسيا في المقاطعة إن القوات الأوكرانية قصفت 6 أحياء سكنية في المدينة بنحو 100 قذيفة من أعيرة مختلفة.

من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن عددا من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح جراء غارات شنتها القوات الروسية على مقاطعات عدة، خاصة في زاباروجيا وخيرسون. وأكدت أن قواتها واصلت غاراتها الجوية وضرباتها المدفعية على مواقع تمركز القوات الروسية على أكثر من جبهة. وأضافت أن القوات الروسية واصلت شن غاراتها الجوية على المقاطعات الجنوبية والشرقية في أوكرانيا ونفذت خلال الساعات الماضية أكثر من 70 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة، خاصة في خيرسون وزاباروجيا، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وأكدت “الأركان” الأوكرانية أن أكثر من 20 منطقة في زاباروجيا تعرضت طوال الليلة الماضية للقصف الروسي المكثف، إضافة إلى استمرار القصف المدفعي على عموم أراضي خيرسون. وأشارت إلى أن التهديد بضربات جوية واسعة النطاق على عموم البلاد لا يزال قائما، وأن الروس يكثفون عملياتهم الاستطلاعية النشطة على أكثر من جبهة، في محاولة لتكثيف هجماتهم.

أما في بلدة باخموت الإستراتيجية في دونيتسك، فأعلنت السلطات الموالية لموسكو أن القوات الروسية أحكمت تطويق المدينة.

وقال يان غاغين مساعد القائم بأعمال حاكم دونيتسك الموالي لروسيا إن باخموت تخضع حاليا لحصار مشدد، وإن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غرب المدينة.

لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، نفى أن تكون باخموت قد طوقت “عملياتيا”.

وقال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن قتالا ضاريا يجري قرب باخموت، وإن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المعارك تدور شرق المدينة وشمالها، وأكدت أنه رغم صعوبة الوضع فإنه “تحت السيطرة”.

من جهته، اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن الشعب الأوكراني أصبح ضحية للسياسة العدوانية للناتو، لافتاً أن “سياسة الحلف تشكل تهديداً للاستقرار في أوروبا وخارجها”. وأضاف في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم الخميس، أن بلاده “لا تخوض حرباً حتى آخر جندي أوكراني”.

الى ذلك، نفّذت السلطات الأوكرانية امس سلسلة مداهمات وعمليات أمنية لمكافحة الفساد استهدفت مسؤولين وموظفين حكوميين وإدارات عامة، في معركة ضدّ “العدو الداخلي” أطلقتها بالتوازي مع الحرب التي تخوضها قواتها ضدّ روسيا. وتأتي المداهمات بعد أسبوع على إقالة سلسلة من كبار المسؤولين في أعقاب قضية فساد تتعلق بإمدادات الجيش، وهي أول فضيحة بهذا الحجم منذ بدء الغزو الروسي.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة