ما هذا الغباء الإعلامي؟

ما هذا الغباء الإعلامي؟

الرباط – حسن نجمي

شن تلفزيون “فيلت” التابع لصحيفة “دي فيلت” (العالم) الألمانية هجوما مجانيا جديدا على “أسود الأطلس”، فريقنا الوطني المغربي، متهما لاعبيه بقيامهم بتوجيه “إشارات جهادية” عقب فوزهم على منتخب البرتغال.

وزعم تلفزيون “فيلت” في تقرير مصوَّر له، أن “حركة رفع السّبّابة التي استخدمها لاعبو المغرب بعد فوزهم على البرتغال هي رمزية تستخدمها الحركات الجهادية مثل داعش.

 يشار أولا إلى  أن اللاعب الذي يتوسط الصورة عبد الحميد صبيري هو لاعب مغربي – ألماني.

 ومعروف أيضا  أن تلفزيون “دي فيلت” تابع لمؤسسة أكسل شبيرنغر، أكبر مؤسسة إعلامية ألمانية، والتي تعتبر “سلطة تأثير” في ألمانيا، معروفة بتوجهها اليميني.

 ويأتي موضوع “دي فيلت” مباشرة بعد اتهام صحيفة “تاتس” الألمانية المنتخب المغربي بـ “معاداة السامية” عند رفع أحد لاعبيه لعلم فلسطين عقب فوزه على إسبانيا.

وهذا الموقف الإعلامي من منبر ألماني مخجل، ويبعث على قدْر من الغباء. وكأن منتخب الكرة المغربي لا دولة له، ولا مواقف واضحة مسؤولة لدولته، وكأن هذه الدولة المغربية ليست هي التي حظيت مؤخرا بعناية دبلوماسية ألمانية حكيمة. والأدهى من ذلك، كأن المغرب ليس هو من افْتَكَّ مؤخرا فقط مواطنا ألمانيا من أيدي الإرهابيين في منطقة جنوب الصحراء، عند حدود مالي.

هكذا بعد حملة مسعورة على مبادرة لاعب مغربي، ثم الفريق الوطني ككل، إلى حمل العلم الفلسطيني، هاهي حملة أخرى تبدأ، ربما، ضد لاعبين رفعوا سبابة الحمد .

كيف تجهل مؤسسة إعلامية أن للمغرب حضارته وثقافته ومرجعياته الرمزية، وهي غير الحضارة الغربية ،وغير الثقافة الألمانية، وغير النسق الرمزي للألمان.

لا أعرف ماكان ردّ فعل سفارتنا في برلين، حتى الآن، ولكن من حق المغرب أن يعبر عن احتجاج رسمي تجاه هذا التصرف الأخرق حتى لاتتواصل هذه الأوركسترا الحزينة ، وهذا الخطاب اليميني الأعمى الذي لايميز، ولا يفهم، وربما لايريد أن أن يفهم.

<

p style=”text-align: justify;”>وفي الآن نفسه، على لاعبي فريقنا الوطني أن ينتبهوا تمام الانتباه إلى أنهم ليسوا وحدهم في الملعب بل هم تحت كاميرات العالم ،وتشاهدهم ملايير البشر، وعليهم أن يتصرفوا تصرفات اللاعبين، ويبعثوا بإشارات لاتقبل الخلط والالتباس والتآويل المغرضة الظالمة وغير المنصفة. وأما الموقف من فلسطين، والموقف المعبر عن الهوية المغربية المنفتحة والمفتوحة على الكون، وعلى العصر، فلا محيد.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *