اليوم 261 للحرب: القوات الاوكرانية في خيرسون … وروسيا غير نادمة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 261 للحرب، دخلت القوات المسلحة الأوكرانية إلى خيرسون، وفق ما أعلنه جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني اليوم، مطالبا أي قوات روسية ما زالت هناك بالاستسلام.
وقال الجهاز في بيان باللغة الروسية إن خيرسون تعود للسيطرة الأوكرانية بعد أن ظلت محتلة منذ مارس آذار، وهدد “بتدمير” أي جنود روس يبدون مقاومة.
كما أوضحت إدارة الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع في البيان الصادر على تطبيق تليغرام “أمامكم فرصة واحدة فقط لتفادي الموت.. الاستسلام على الفور”.
وضمن البيان، وهو أول تأكيد رسمي من كييف بأن قواتها دخلت خيرسون، سلامة الجنود الروس حال استسلامهم. وأكد أن القوات الروسية التي ما زالت في المدينة تلقت أوامر من قياداتها بارتداء ملابس مدنية والتخفي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت في وقت سابق اليوم أنها أكملت انسحاب قواتها من خيرسون وتراجعها إلى الضفة الغربية لنهر دنيبرو. وقالت إن روسيا لم تتكبد أي خسائر في الأرواح أو المعدات خلال الانسحاب. ولم تعلق الوزارة على التأكيدات الرسمية الأوكرانية بأن القوات الروسية في خيرسون تلقت أمرا بارتداء ملابس مدنية.
يشار إلى أن هذا الانسحاب يشكل انتكاسة كبرى للجيش الروسي، لاسيما أنها أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيده منذ اندلاع النزاع في 24 فبراير الماضي. كما أنها تشكل مع دونيتسك ولوغانسك، وزابوريجيا، الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر (2022) ضمها.
كذلك، يحمل موقعها الجغرافي أهمية خاصة، إذ يقع الإقليم على حدود منطقتي دنيبرو بيتروفسك ونيكولاييف، وله حدود برية مع القرم جنوباً، فيما يطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.
من جهتها، رحّبت الخارجية الأوكرانية بإعلان الانسحاب الروسي من خيرسون ووصفته بأنه “نصر مهم”.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “أوكرانيا تسطر نصرا مهما آخر في الوقت الحالي وتثبت أن مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر”.
وأظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام مرفوعة على مبنى الإدارة الإقليمية للمدينة، فيما أظهرت صور أخرى بثتها صفحات محلية رفع الأعلام الأوكرانية في منطقة بيلازوركا على المشارف الشمالية لمدينة خيرسون.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اكتمال عمليات نقل قواتها من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون إلى الضفة اليسرى من النهر. وأوضحت الوزارة أنه تم سحب أكثر من 30 ألف جندي و5 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات، مشيرة إلى أن قواتها قصفت تجمعات للقوات الأوكرانية على الضفة اليمنى للنهر الذي يشق مدينة خيرسون.
وقالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إنه تمت السيطرة على ريف ميكولايف بالكامل، وإن كتائب الاستطلاع تتقدم بشكل حذر نحو مطار “تشورنابايفكا”، قرب مدينة خيرسون.
وقال عضو في المجلس الإقليمي لخيرسون إن المدينة باتت تقريبا تحت السيطرة الكاملة للقوات الأوكرانية.
في المقابل، وفي أول تعليق له منذ إعلان الانسحاب، اعتبر الكرملين أن منطقة خيرسون الأوكرانية بأكملها وعاصمتها تشكلان جزءا من روسيا على الرغم من انسحاب الجيش الروسي من المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر ــــ أيلول الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن منطقة خيرسون “تابعة لروسيا الاتحادية”، مضيفا “لا يمكن أن يكون هناك تغيير”.
وقال أنّ الرئاسة الروسية “غير نادمة” على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله فلاديمير بوتين في سبتمبر ــــ أيلول الماضي ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.
ورفض بيسكوف التعليق على الانسحاب من خيرسون الذي يشكل نكسة قوية بعد 9 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين كانت هذه المدينة العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي احتلتها روسيا.
وكانت روسيا قد قالت أنها استكملت سحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بعدما أكدت أنها اتخذت “قرارا صعبا” بالانسحاب في ظل تقدّم القوات الأوكرانية.
وافادت وزارة الدفاع الروسية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “اليوم عند الساعة الخامسة صباحا بتوقيت موسكو (02:00 توقيت غرينتش)، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسارية من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمين“.
وفي قبل إعلان كييف دخول قواتها مدينة خيرسون، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية ستحتاج أسبوعا على الأقل للانسحاب من المدينة، وإن ذلك لا يمكن ان يتم خلال يوم أو يومين. وأوضح ريزنيكوف أن فصل الشتاء سيبطئ العمليات العسكرية، ويمنح الطرفين فرصة لالتقاط الأنفاس، وفق تعبيره.
وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني أن هناك نحو 40 ألف عسكري روسي في عموم مقاطعة خيرسون.
<
p style=”text-align: justify;”>