طفل الحرب الباردة يناقش انشقاقات الكتلة الروسية في واشنطن
د. خالدالعزي
قام وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس بزيارة قصيرة الى الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا وناقش “الانشقاقات في الكتلة الروسية المتراصة” في واشنطن، ووفقًا للصحافة الألمانية، كان على الوزير زيارة الولايات المتحدة في بداية العام بعيد تعيينه، الا انه فشل في القيام بذلك لا سيما إنه أجبر على الاهتمام بإجلاء المواطنين الألمان من السودان الغارق في الحرب الأهلية.
الوزير الجديد، الذي تولى منصبه الشهر الأول من هذا العام، لم يكن لديه شيء خاص لتقديم نفسه الى وزير الدفاع “البنتاغون” لويد أوستن فهما التقيا بالفعل خلال اجتماعات مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا.
الرحلة كانت ذات طابع تجاري وفي سياق تقويم الاوضاع، قبل قمة الناتو المقرر عقدها بعد غد في فيلنيوس، إذ كان من الضروري تنسيق مواقف البلدين.وقد تم حساب الرحلة حرفياً بالدقيقة، لذلك اضطر بيستوريوس للتخلي عن وضع إكليل الزهور التقليدي في مقبرة أرلينغتون وقبر مارتن لوثر كينغ.
بالفعل تم استقباله في البنتاغون بإشراف عسكري: كان هناك وقت كافٍ للاحتفال. في واشنطن، وقد أمضى بيستوريوس، كما اكتشفت وكالة أنباء إن تي في الأمريكية، بضع ساعات فقط.
وصف بيستوريوس نفسه بأنه “طفل من الحرب الباردة معتاد على القيادة الأمريكية”. ومن هذا المنطلق خلص إلى أنه من الضروري حماية الجناح الشرقي الجديد لحلف شمال الأطلسي والذي في رأيه أصبحت أوكرانيا منه بالفعل. لكنهما لم يتفقا على تحديد موعد رسمي حتى الآن لدخول كييف إلى الناتو، لكن بيستوريوس (الذي أعلن ذلك في مؤتمر صحفي) مقتنع بأنه سيتم اتخاذ هذه الخطوة.
وتوقفا الوزيران امام خطورة تمرد فاغنر في روسيا وخلص كلا المحاورين إلى أن هذا التمرد “أدى إلى تشكيل تصدعات في كتلة بوتين المتراصة”. ولم يكن لدى بيستوريوس أو أوستن اي فهم واضح للوضع في موسكو، لكن الغرب لا يستطيع التأثير بشكل مباشر عليه الآن. وتتمثل المهمة الرئيسية بالنسبة له في معرفة مدى عمق هذه التشققات في الكتلة المتراصة وكيف سيؤثر الوضع الجديد على الوضع على الجبهات.
ولا بد من القول بان الوزير الالماني في جولته الامريكية كان عليه التوافق مع الجانب الامريكي على العديد من القضايا التي تهم الدولتين، حيث أكد بيستوريوس للولايات المتحدة أن ألمانيا ستواصل تزويد كييف بالدعم العسكري الشامل. وقيم أوستن المساعدة الألمانية لأوكرانيا بأنها كبيرةحتى اللحظة الاخيرة الى ان تستعيد كييف حدودها المتفق عليها عام 1991.
ولم يكن مفاجئا بان بيستوريوس شدد في محادثات مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي. بأن ألمانيا ستتحمل بعض المسؤولية عن الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كان هذا الجانب على الأرجح هو الأهم في الزيارة الحالية للولايات المتحدة. وليس من قبيل المصادفة أن بيستوريوس ركز عليه في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز. على دور الولايات المتحدة، المشغولة بمواجهة الاتحاد الروسي في أوروبا.
وقد اوضح بيستوريوس في لقاءاته الاخيرة في واشنطن جوهر استراتيجية الأمن القومي الجديدة في ألمانيا. وقد توقف الطرفان في نقاشهما حول ترشيحات خليفة الأمين العام الحالي لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ. الذي سيترك منصبه في الشهر التاسع القادم، ومن سيحل محله ولن يتم الكشف عن الاسم التوافقي إلا في قمة الحلف التي ستعقد في 11-12 من الشهر السابع القادم في فيلنيوس.