أمريكا وإسرائيل.. جرائم ضد الإنسانية

أمريكا وإسرائيل..  جرائم ضد الإنسانية

عبد العلي جدوبي

          قبل تنصيب دولاند ترامب رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، نشرت الصحف العالميه والعربية آراء وتحليلات حاولت من خلالها استشراف مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، التي رأوا أنها قد تنجح في إيقاف الحرب في غزة. والتطلع إلى إحلال سلام بالمنطقة  بين الإسرائيليين والفلسطينيين  لبناء عهد جديد يعيد  للولايات المتحدة الأمريكية  هيبتها التي فقدتها خلال العقود الأخيرة.. وكان الناخب الأمريكي ينتظر إلى ترامب على أنه قادر على معالجة العديد من الأمور المعقدة فورا، كالحرب الروسية الاوكرانيا وحرب إسرائيل على قطاع غزة،  لكن الذي حدث يظهر الوجه الاخر لسياسة الرئيس الأمريكي الذي أعطى الضوء الاخضر لإسرائيل لمواصلة الحرب على قطاع غزه وقتل المزيد من الأبرياء!

الرئيس الأمريكي ترامب الذي كان يزعم أنه لا يريد حربا جديده في الشرق الأوسط  مهد الطريق للمجرم نتنياهو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة، بعد هدنة هشة،  فهو على ما يبدو على استعداد لإشعال نيران الحرب في المنطقه بأكملها من شرق البحر المتوسط إلى جنوب البحر الاحمر، إلى شرق الخليج، لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة مواجهة رئيسية في محاولة جديدة لإعادة ترسيم خريطة التوازنات في العالم.

وحسب العديد من المحللين السياسيين فإن مسألة المحتجزين الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ما هي فقط إلا ذريعة تبرر تعطيل مشروع الإبادة الجماعية لأهالي غزة، وقد لا يهم الكيان الصهيوني مصير هؤلاء الأسرى الإسرائيليين سواء أطلق سراحهم أو تم قتلهم بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية في غاراتها على القطاع.. وأن استئناف الحرب بالنسبه لنتنياهو كانت ما تزال هي طوق النجاة له  وللتيار الإسرائيلي الذي يريد استئناف الحرب، خصوصا وأنه  أصبح عاجزا عن إحداث أي تقدم على صعيد الحد من الصراع السياسي الداخلي الإسرائيلي، وهو بذلك يعمد خلق العراقيل في المفاوضات مع حماس للبقاء في السلطة. بالرغم من الاحتجاجات المنددة بسياسته الرعناء التي تطالبه بإنهاء الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين في صفقة واحدة.

والمعروف أن تاريخ أمريكا حافل بانتهاكات لحقوق الإنسان وبالاغتيالات وبشن الحروب ضد العديد من الدول واحتلال أراضي الغير، وإبادة الشعوب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. وبالعودة للتاريخ الأسود لأمريكا سنقف على جزء من هذه الحقائق الأحداث، فلا أحد ينسى كيف أبادت أمريكا اكثر من 100 مليون من قبائل الهنود الحمر للاستيلاء على اراضيهم، وتم استبعاد الملايين من الأفارقة واختطافهم من بلدانهم في أكبر تجارة رقيق  عنصرية عرفتها البشرية، ثم خاضت أزيد من 90 حربا بدأت بغزو نيكاراغوا في العام 1833 ثم البيرو، وغزت المكسيك واحتلت ما يعرف اليوم بتكساس ونيو مكسيكو وضمتهما لأمريكا، وتم غزو اوروغواي وقناة بانما، وكولومبيا، وتدخلت في الشيلي وهايتي، وسرقت قوات المارينز البنك المركزي بحجة استيراد ديونها!! وحاصرت كوبا، واحتلت خليج غوانتنامو وبنت فوقه السجن السيء السمعة!! وفي بداية القرن العشرين قمعت ثورة جمهورية الدومينيكان والانتفاضة المناهضة لأمريكا  في الفلبين، كما قامت بالتدخل عسكريا في تركيا والسلفادور والصين.. و بأمر من الرئيس هاري ترومان تم إلقاء قنبلة نووية أولى على هيروشيما اليابانية، تبعتها قنبلة ثانية ألقيت على مدينة ناغزاكي قتل فيها ملايين اليابانيين، وقامت أيضا بغزو فيتنام وأفغانستان والعراق وتدخلت في لبنان وسوريا.. وعلى نفس المقياس قامت دولة الاحتلال الإسرائيلية باحتلال فلسطين، وبضرب قطاع غزة بكل الأسلحة المحرمة دوليا من قنابل غبية وقنابل ذكية تصيب أهدافها بكل دقة التي كانت جميعها بدعم من حليفتها امريكا التي مارست في كل الحروب التي خاضتها إرهاب الدولة وإرهاب المحتل، تماما كما تفعل الآن دولة الاحتلال الإسرائيلية.. حطمت أمريكا حضارة العراق، وأعدمت رئيس دولتها بزعم امتلاكه أسلحة نووية، ومارست إذلال العرب والمسلمين في يوم عيد الأضحى!!

إسرائيل سلكت نفس سياسة الإرهاب الأمريكية بقتل الفلسطينيين في إبادة جماعية  بدخائر أمريكية الصنع، وبصواريخ دقيقه موجهة، قادرة على اختراق التحصينات، لا تستخدم إلا في حروب الجيوش النظامية.

من جهة أخرى كشف موقع بلومبير الأمريكي على أن الغارات الإسرائيليه على قطاع غزة خلقت أكثر من 42 مليون طن من الركام، وهو ما يكفي لملء خط من شاحنات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، وأن إزالة الكم الهائل من الانقاض قد يستغرق عدة سنوات بكلفه 700 مليون دولار، وما جرى في غزه لامثيل له في التاريخ المعاصر، كما تسببت هذه الحرب في استشهاد أزيد من ستين ألف شهيد فلسطيني، وأزيد من مائة جريح، وما تزال إسرائيل تدك الأرض والحجر والبشر بطائراتها الحربية إلى يومنا هذا، أمام العالم الذي أصبح بدون ضمير ولا وازاع أخلاقي وإنساني.

فمن سيوقف هذا الإبادة الجماعية، وهذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي استمر سبعة وسبعين سنة؟؟

Visited 5 times, 5 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي