تحية لعيد عمال مغرب الخمسينيات والستينيات
(…) كل القُطُر مرتْ ملأى…
وازداحمتْ وتصاخبتْ
ودخنتْ ملء الفراغ..
وانسحبتْ..
…
شوارعُ وأزقةُُ تغلي منذ أعلى الصباح
…
ها هم ذو يمرّون زُرْق الوزرات
صُفر الوجوه
عاملات ضوامر
وموظفون بياقات
بيضاء متسخة
ووو … مزوًّرون بلا يافطات
وما انتهت المفاجآت..
..
ينزلَ رتل من جيوش عمال
سقط الفلاحين
ومهاجرون
ونُزّاح
وسلخ الرعاة
ومسروقو الأرض في البدايات والنهايات..
..
هذي علائمه أما تواليه لا أين؟
فأين النهايات؟
..
تلفظهم
عربات خشب وحديد ثقيل
من بوجنيبة العالية
من خريبگة
من ابي الأنوار
من شعبة عمارة
من سيدي الضاوي.
من جرادة
من كشكاط…
ومن الغيران المنْئِيّات التالفات..
في أرض اقتصوها من كل الجنبات…
هاهم
بخودات
وفؤوس غير مثلومة
وبالات كاملة
يمرون آلهة منكوسي الرأس في روما الخاسرة
والباب نصر…ولا باب نصر
…
وخوف مرعب في الهالات
وجلال في الهامات
أحمر احمر
يهتف حتى الممات
..
ها هم يملأون ..
الشوارع والأزقة والدروب…
بقضية كانت
زاهيةً
كانت. . لا لتموت…
…
هم
هُمُو
انتظَروا وصفقوا وصرخوا
زأروا من أعلى المنصات..
من أول الصبح حتى آخر المساءات
وانتظروا حتى
حتى
ح..ت..ى..
…. غابت آخر عربات الذهاب وغاب في آخر أذيال القفول وغروب الزمان..
آخر صفوف العمال
العائدون بالثقل غير المهان،،
احتلوا
وحرضوا
وحكّكوا دواخل الأكف
واستعجلوا الخادم والخادمة
بالأبهات والتليين والترهيب والترغيب
ما رأيت
إن شزروا
وغمزوا
واستولوا على المجهول
والمرغوب حتى استراحوا
حين مرت – تغنين- لعيد العمال
أحسن العاملات
وأوفى الكاتبات
ليجلسووووا
…
ت
تآكل الوقت وما تآكلت صخور
فاتنات
الحبكة..
حين جلسوا كاملين:
رؤساء
وحرس
ومناضلون
وكتاب
ومؤطرون
ومتفرغون بهراوات السفراء
ورؤساء
وحراس مجد الكاتبات
للتناظر
وقسمة الحصص بالعدل من كل الغلال والهبات..
وكل تدخل فاتحته:- يا (عمال) ويا (عاملات)..
تآكلوا وانهاروا وعات السوس في الجذوع
…
ولم يمت العمال
ولا انتهى الكدح
ولا جفت أنهار العرق والدماء..
ولا مات صوت البهاء
وما شج الخنجر نصف قرن
حنجرتي
إنما
ماتت أرقى الكلمات
وأصدق الفكرات…
..
الجذر عميق
والفرع سامق
ولن ترعب
الجرذان أعلى الثمرات
ولن تنال أحجار القوادين
أجمل الزهرات
تردد أغانيهن:
– حُمْر ..حمر..
بلا
ذبول
ولا
خيانة
ولا
ممات
حمْ…
محمد البكري – أكاديمي وباحث ومترجم