حرّاس ذاكرة اليسار السبعيني يلتقون في الرباط
الصديق لحرش – معتقل سياسي سابق
تحت شعار “حتى لا ننسى.. وفاء لحلم جميل. ، ستشهد العاصمة الرباط في يوم الجمعة المقبلة 18 فبراير 2022 ، تنظيم ملتقى وطني باسم “ذكرى الوفاء”، سيحييه المعتقلون والمختطفون والمنفيون السابقون من مناضلي اليسار الجديد والحركة الماركسية اللينينية المغربية في السبعينيات. وذلك من أجل تكريم رفاقهم الراحلين، وتخليد ذاكرة الاعتقال السياسي بالمغرب. ويعد هذا اللقاء السابع من نوعه الذي يعنى ب”سنوات الرصاص” وتجربة المناضلين في السجون ومعاناتهم القاسية من سطوة القمع والاستبداد.
وبهذه المناسبة الحقوقية، تم إعداد كتاب تذكاري، ننشر فيما يلي نص التقديم الذي أنجزه الصديق لحرش.
بسط رمي الماية
يحتوي هذا الكتاب، الذي تم إنجازه بماسبة لقاء 18 فرباير 2022 الذي استدعيت له جميع المجموعات والأفراد ضحايا سنوات الجمر والرصاص، اللذين ارتبطوا بشكل أو بآخر بتنظيمات الحركة الماركسية اللينينية، “إلى الأمام”،” 23 مارس” و “لنخدم الشعب”، على نص عبارة عن قراءة “لحاملي الحلم الجميل”، من توقيعي وتوقيع الرفيق محمد البشير الزناكي. كما يضم ورقة للعزيز المناضل أحمد حبشي تعرف ببواعث تنظيم هذه اللقاءات التي اقتصرت في جلها على مجموعة “محاكمة يناير 1977″، وانفتحت في اللقاء السادس على المجموعات: 15و 26و 48.
إذا كانت اللقاءات الثلاثة الأولى اقتصرت على الجانب الإنساني ن الحميمي و الطربي، فإن اللقاءات الثلاثة الأخيرة اعتمدت مقاربة أخرى، حيث عرف اللقاء الرابع تكريم فقيدنا الرفيق المشتري بلعباس، والرفيق عبد اللطيف الدرقاوي. كما قدمت الصديقة حليمة زين العابدين، إحدى ناشطات حركة العائلات، شهادة في حق العائلات ونضالها إلى جانب أبنائها المعتقلين السياسيين. فضلا عن عرض شريط من إنجاز فقيدنا الرفيق علي القيطوني، حول الحياة السجنية وتكريما لمن افتقدناهم إلى ذلك الوقت.
أما آخر لقاء، فقد كرمنا فيه، بحضور زوجته، المناضل فرانسوا ديلا سودا، منسق لجن مناهضة القمع في المغرب، و ذلك لما أسداه من خدمات ودعم للمعتقلين السياسيين وفضح لاستبداد. وكانت أول مناسبة اصدرنا فيها كتيبا يضم شهادات حول الراحل.
هذا اللقاء رقم 7، يأخذ بعدا آخر ومقاربة جديدة تتمثل في:
– إشراك أغلب، إن لم أقل جل، المجموعات والأشخاص اللذين ارتبطوا بما نسميه اليسار الجديد.
– توثيق الذاكرة لحفظها تحت شعار:
“حتى لا ننسى.. ولتمكين الجيل الحالي والقادم من معرفة ما جرى.. وحتى لا يتكرر ما جرى”.
– بذل جهد كبير قدر المستطاع للتعريف بمن افتقدناهم خلال هذه المسيرة.
أكيد فيه نقص غير مقصود، حيث عملنا باستمرار ودون ملل لحث الرفاق على المسامهة بشهاداتهم وبمدنا بمعلومات. ننشر ما توصلنا به. وسوف تلاحظون أن بعض الرفاق حظوا بأكثر من شهادة. وقد عملنا على نشر كل ما توصلنا به. أما المسامهات التي لا تدخل في خانة الشهادات، فقد أضفناها في الملاحق. وتجدر الإشارة إلى أننا استعنا في بعض الشهادات بما وفره لنا موقع نورالدين الرياضي، له منا ألف شكر وتقدير.
ومن جهة أخرى ارتأينا أن نفتح، بعد الشهادات، نافذة لتبليغ تقديرنا و امتناننا لعائلات المعتقلين السياسيين (أمهات، زوجات، أخوات، أحفاد، آباء وإخوان). فكل ما قيل ونستمر في قوله لن يفيهم حقهم، وسيبقى دون ما عانوه و قدموه من تضحيات بصمود وعزيمة وإصرار. يكفيهم فخرا أن التاريخ يسجل لهم الفضل في تفجير طاقات حقوق الإنسان بالمغرب والمسامهة في تأسيس أولى تنظيمات حقوق الإنسان وتنشيطها. وأدرجنا في نهاية الكتاب ملاحق تضم مسامهات لرفاق نعزهم من أجل توثيقها حتى لا يطولها النسيان.
وأخيرا وليس آخرا، لا بد من الإشارة إلى أن هذا الإصدار لم يكن ليرى النور في هذه الحلة، لولا مسامهة رفيقين وصديقين عزيزين، المناضل محمد بلوط من مجموعة محاكمة يناير1977، الذي لم يتوان في ترجمة النصوص، وبعضها كان صعبا، بأسلوب حظي بإعجاب أصحابها. واستمر في مراجعة الكتاب. والصديقة الغالية المناضلة سعيدة ماز و صاحبة موقع “أنا إنسان”، التي ساهمت بانتظام وتفان في تصفيف الكتاب ورقن الكثير من النصوص. كما رافقتني بشكل متواصل في إخراج هذا العمل للوجود.
هناك جنود الخفاء طبعا، وأخص بالذكر الرفيق والصديق محمد نصر الدين الذي سهر على متابعة تحضير اللقاء بشكل متواصل. له منا الشكر الخالص.
من جنود الخفاء، أيضا، مجموعة من الرفاق الذين يحرصون بتفان على تغطية نفقات لقاءاتنا، والذين يرفضون ذكر أسمائهم. لهم منا كل التقدير والامتنان .
وأصل إلى اللجنة المشرفة، والمجهود المبذول من طرف الرفيق العزيز الحبيب بنمالك، رغم وضعه الصحي، حيث كان يتابع ويسهر على عمل المطبعة، وخشية علي، ينتقل باستمرار لمنزلي لمتابعة ما أنجز. والرفيق أحمد حبشي غني عن التعريف وعن التذكير به، وبمبادراته ومسامهاته، وسهره المتواصل على هذا العمل، ولا يبخل في إنجاز ما يقترح عليه .
وفي الأخير، لا بد من الإشارة إلى إصدار طبعة جديدة باسم “حاملي الحلم الجميل” لكتاب محمد صعيب “سنوات الجمر والرصاص”، الذي يؤرخ للمحاكمات السياسية ببلدنا.
أتمنى أن تتجدد لقاءاتنا ما دمنا قادرين على الصمود والتحرك.
ويستمر الحلم ويستمرالأمل ويستمر الصمود و تستمر المقاومة.