“الأم فامة” في “الاختيار الثوري”
كلمة العدد التي نشرت بـ “الاختيار الثوري” التي كانت تصدر من باريس في ثمانينيات القرن الماضي، (العدد: 44).
والمناضلة فامة معروفة معروفة لدى الحركة الوطنية والتقدمية المغربية بنضالهاالشجاع في صفوف المقاومة ضد الاستعمار، حيث أعطت نموذجا قيما من العمل الملموس والممارسة الفعالة، تحملت فيها المرأة المغربية مسؤولياتها جنبا إلى جنب مع الرجل، من أجل الدفاع عن حوزة الوطن.
والمناضلة فامة من الأولين الذين بادروا بالانتفاض على السياسة المتخاذلة التي أصبحت تقود حزب الاستقلال وتكرس تفويت السيادة الوطنية والتحرر بمفهومه الاجتماعي الشامل، وكانت بذلك من المناضلات الأوليات في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
وعرفت وسط الحزب، بنشاطها السياسي الملتزم والحيوي، كما عرفت بنشاطها الاجتماعي الدؤوب تجاه ضحايا القمع، وبعملها الفعال داخل الحزب وخارجه من أجل إسعاف عائلاتهم، والوقوف عند حاجياتهم المادية والمعنوية لمحاولة تلبيتها، والتخفيف من ظروف الاعتقال القاهرة، خاصة وأنها هانت غير ما مرة من الاعتٌال التعسفي.
ويشهد الجميع بصمودها داخل “دار المقري” حيث قاسن من ويلات التعيب الوحشي، كما يعرف الكل تحدياتها للاستفزازات والاعتقالات التي استهدفتها باستمرار وشجاعتها في مواجهة رجال القمع أنفسهم. وساهمت المناضلة فامة أيضا، في تشجيع المناضلين الشباب على الاندماج في معمان النضال وتحمل مسؤولياتهم، وخاصة أؤلئك الذين يتمكنون من إتمام دراستهم ويطرحون أنفسهم أطرا للحزب..
والمؤسف والمخجل في نفس الوقت أن من بين هؤلاء، من عمل اليوم على طرد المناضلة الكبيرة فامة من الحزب، لا لشيء إلا لأنها تشبثت بأفكارها التقدمية الجذرية الصامدة، ولأنها أيضا عبرت عن تضامنها مع المناضلين الصامدين الذين صدر في حقهم قرار الطرد التعسفي اللاقانوني. الحقيقة أن من خطط وأنجز طرد فامة، لم يعمل في نهاية المطاف إلا على طرد نفسه بشكل نهائي من صفوف الاتحاديين التقدميين..
أما فامة وأمثال فامة من المناضلين الجذريين، فهم من الشعب المغربي وله، وسيظلون أوفياء لخدمة قضايا تحرره وانعتاقه. (الاختيار الثوري- العدد:44- يناير 1980).
* من أرشيف شرف رفاعي