اليوم الـ 72 للحرب: استمرار إجلاء المدنيين وموسكو ستفضح تمثيلية بوتشا
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 72 للحرب، أفادت وكالة “نوفوستي” الروسية، عن إجلاء مجموعة جديدة من المدنيين عن مصنع “آزوفستال” في ماريوبول، تضمّ 12 مدنيًا بينهم أربعة أطفال غادروا مجمع المصنع على متن حافلة صغيرة، عبر ممر إنساني وفرته قوات روسيا ودونيتسك الشعبية. ومن المتوقع أن تتبعهم مجموعات أخرى من المدنيين الذين تتهم روسيا القوات الأوكرانية المتحصنة في “آزوفستال” باحتجازهم واستخدامهم دروعا بشرية.
من جهتها، أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية، أنّه “على مدار الـ24 ساعة الماضية، تمّ من السّاعة 8:00 صباحًا في 5 ماي إلى السّاعة 8:00 صباحًا في 6 ماي، إجلاء 518 شخصا من بينهم 67 طفلا، من مدينة ماريوبول الأوكرانية إلى بيزيمينويه“. وأوضحت في بيان، أنّه “حاليا، يتواجد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في مركز للإيواء المؤقت تابع لوزارة حالات الطوارئ في جمهورية دونيتسك”، مشيرة إلى أنه “تم إجلاء 28336 شخصا في هذا الاتجاه، اعتبارا من يوم 5 مارس”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن اشار فجر اليوم بأن هناك عملية ثالثة تجري حاليا لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية ومصنع آزوفستال المحاصر.
وأحجم غوتيريس عن إعطاء تفاصيل عن العملية الجديدة “لتفادي تقويض النجاح المحتمل”. وقال: “يحذوني الأمل أن يؤدي التنسيق المتواصل مع موسكو وكييف إلى مزيد من عمليات وقف القتال، لأسباب إنسانية لتوفير ممر آمن للمدنيين، بعيدا من مناطق القتال، والسماح بوصول المساعدات إلى أولئك المحتاجين إليها بشدة”.
وبحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، قال المسؤول البرلماني الروسي، أندري تورتشاك، “إنني أتوجه إلى سكان منطقة خيرسون (جنوب أوكرانيا)، أود أن اقول مجددًا إن روسيا موجودة هنا إلى الأبد. يجب عدم التشكيك في ذلك”، وذلك خلال زيارته مدينة خيرسون الأوكرانية، التي أعلنت موسكو السيطرة التامة عليها منذ مارس.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديميتري بيسكوف، أعلن عن نشر معلومات بشأن “المتورطين في أحداث قرية “بوتشا” الأوكرانية. وجاء ذلك ردا على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كان نقاش الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والبيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، قد تطرق إلى تلك الأحداث، حيث أشار بيسكوف بهذا الصدد، إلى أنه “بالطبع نوقشت هذه القضية، وذلك أمر معروف جيدا، وستظهر بتفاصيل كافية، فهذا خيال مطلق، ومشاهد تمثيلية محبوكة”.
من جهة ثانية، أشار بيسكوف، إلى أن هناك تصريحات معادية تصدر من بولندا، معتبراً أن وارسو “ربما تشكل مصدر تهديد” لبلاده.
وتقود بولندا دعوات إلى الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات على موسكو، ودعوات لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لتسليح أوكرانيا، في الوقت الذي تسعى إلى مقاومة القوات الروسية التي تدفقت إلى شرقها.
أما وزارة الدفاع الروسية، فذكرت أن “الجيش الروسي، سلم 40 طناً أخرى من المساعدات الإنسانية لسكان مناطق مقاطعة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، والتي سيطر عليها خلال العملية العسكرية الخاصة الجارية في البلاد. وتم إيصال هذه الدفعة الجديدة من المساعدات بشاحنات ترافقها الشرطة العسكرية الروسية، للمدنيين في المنطقة”، لافتة إلى أن “الشحنة مواد غذائية ومستلزمات أساسية، تضمنت على أن يتم توزيعها في المقام الأول بين الأسر التي لديها أطفال“.
ومن جانبه، أشار الحرس الوطني الروسي، إلى أنه “سلم بالتعاون مع وزارة الطوارئ الروسية، أكثر من 70 طنا من المساعدات الإنسانية لسكان مقاطعة خاركيف”، موضحاً أنه “أكثر من 16 ألف شخص في 14 بلدة تلقوا الدقيق والأرز واللحوم المعلبة والشاي والسكر، إضافة إلى منتجات النظافة الشخصية”.
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أنّ “القوّات الجوفضائيّة الرّوسيّة دمّرت بصواريخ عالية الدقّة، مستودعًا كبيرًا للذّخيرة تابعًا لمجموعة القوّات الأوكرانيّة، يقع ضمن مجمع مصنع إنتاج الآلات “إينيرغو ماش سبيتس ستال” في كراماتورسك شمالي مدينة دونيتسك”. وأشار، خلال موجز صحافي، إلى “تدمير منظومة صاروخيّة من طراز “توتشكا أو” للقوّات الأوكرانيّة في محيط قرية نوفوتافريتشيسكويه في مقاطعة زابوروجيه جنوب البلاد، بالإضافة إلى استهداف 10 نقاط حصينة ومناطق لحشد العسكريّين والآليّات القتاليّة للجيش الأوكراني”. وبيّن أنّ “القوّات الصّاروخيّة الرّوسيّة في محيط قرية نيكيفوروفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، دمّرت منصّة إطلاق لمنظومة الدّفاع الجوي “إس-300″، واستهدفت خمس مناطق لحشد العسكريّين والآليّات القتاليّة للجيش الأوكراني”. ولفت كوناشينكوف إلى أنّ “سلاح الجوّ الرّوسي قصف أيضًا خلال اللّيل الماضي، 24 موقعًا عسكريًّا في أوكرانيا، منها 18 منطقة لحشد العسكريّين والآليّات القتاليّة وبطّاريّة مدفعيّة، بالإضافة إلى مستودعين للأسلحة الصّاروخيّة والمدفعيّة في منطقة كراسنوبوليه بجمهوريّة دونيتسك”.
واليوم أيضا أشار نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي زايتسيف، إلى أن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا “بحالة ركود”، موضحا أنه بينما تدعو دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، لكنها في الوقت ذاته “تبذل قصارى جهدها لمنع ذلك“.
وأضاف أن “توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، آخذ في الازدياد، فواشنطن وحدها أرسلت منتجات عسكرية بقيمة 3.8 مليارات دولار، وبريطانيا العظمى وفرنسا وكندا وبولندا ودول البلطيق تشارك بنشاط في توريد الأسلحة”، مؤكداً أن هذا يؤدي إلى “تمديد القتال، والمزيد من الدمار للبنية التحتية المدنية وسقوط ضحايا مدنيين“. واعتبر أن تصريحات السياسيين الأوكرانيين بشأن عدم رغبتهم في التفاوض مع موسكو “تؤكد فقط أهمية تنفيذ مهمتي نزع السلاح ونزع النازية في أوكرانيا“.
من جهتها، قالت الخارجية الروسية، في بيان، إلى أن “الولايات المتحدة، منعت وفدنا من حضور الدورة 21 لمنتدى الأمم المتحدة تصعيد للمواجهة وسنرد عليه”. وكانت قد رأت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر، أن “العالم لا يمكنه التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كالمعتاد بعد أن وجهت له إندونيسيا دعوة لحضور قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، ومثله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينكسي”.
وسابقاً، أعلن الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، أنه “وجه دعوة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين (G20) المزمع عقدها في جزيرة بالي في نوفمبر القادم”. أما رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك، فذكر أن “رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي وقع على قانون إزالة الصبغة السوفيتية عن تشريعات أوكرانيا”، وأعرب عن شكره، “لزملائه النواب الشعب الذين ساعدوا في صياغة هذا القانون وصوتوا لاعتماده”. ويدور الحديث، عن تغيير تسميات عدد من القوانين والمصطلحات القانونية والاقتصادية. على سبيل المثال، يلزم القانون باستبدال عبارة “الاقتصاد الوطني” بعبارة اقتصاد أوكرانيا، والعمال بكلمة العاملين، وغيرها. وسيتوقف كذلك سريان مفعول قرارات هيئات سلطة الدولة في الاتحاد السوفيتي وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، باستثناء تلك المتعلقة بسيادة أوكرانيا وحدودها وهيكلها الإقليمي.