اليوم الـ 73 للحرب: روسيا تستعد لعرض “مهول” وكييف تنفذ عملية “بطولية”
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 73 للحرب، جددت القوات الروسية اليوم قصف مدينة أوديسا الأوكرانية، بينما أعلنت كييف أن قواتها نفذت عملية بطولية في البحر الأسود، واتهمت روسيا الولايات المتحدة بالمشاركة بشكل مباشر في القتال بأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا، سيرهي براتشوك، إن عدة صواريخ سقطت اليوم السبت على مدينة أوديسا الساحلية الواقعة جنوبي أوكرانيا. وأضاف براتشوك أن الضربات أصابت المدينة بعد تعرض أهداف في المنطقة المحيطة بها للقصف بـ 4 صواريخ في وقت سابق من اليوم. ولم يدل براتشوك بمزيد من التفاصيل بشأن الضربات الجديدة، قائلا إن الحقائق ما زال يجري تأكيدها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 18 منشأة عسكرية أوكرانية و3 مستودعات ذخائر ووقود في أوديسا. وأفيد أن قصفا صاروخيا استهدف منطقة أوديسا، وبتصاعد الدخان من مواقع غربي المدينة. وفي ماريوبول، تواصلت عمليات إجلاء المدنيين قبيل احتفالات موسكو بيوم النصر على ألمانيا النازية في التاسع من ماي الجاري. وأكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان اليوم أن “العدوّ لم يوقف هجومه”. وذكرت إنه “في ماريوبول، يواصل العدو صدّ وحدات الدفاع الأوكرانية في محيط آزوفستال”، مشددة على تدمير الروس 3 جسور على الطرق “لإبطاء الهجوم المضاد” في منطقة خاركيف. وسُجّلت ضربات صاروخية في الساعات الـ 24 الأخيرة في منطقة خاركيف في مدينة ميكولايف جنوبي منطقة دونيتسك.
أما وزارة الدفاع في “جمهورية دونيتسك الانفصالية” فأفادت أن 50 شخصا جرى إجلاؤهم اليوم السبت من منطقة آزوفستال الصناعية في ماريوبول. كما قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن 50 شخصا تم إجلاؤهم أمس الجمعة، متهمة روسيا بالانتهاك المستمر لوقف إطلاق النار، وفق تعبيرها.
وفي خاركيف، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية عمدت إلى تدمير 3 جسور بهدف إعاقة الهجمات المعاكسة التي تشنها القوات الأوكرانية في الجبهة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت كميات ضخمة من المعدات الأميركية والأوروبية في إقليم خاركيف. وقال الجيش الأوكراني إنه تمكن من صد 8 هجمات للجيش الروسي في محاور مختلفة في إقليم دونباس.
أما في مقاطعة لوغانسك التابعة لأوكرانيا، فقال عمدة المقاطعة إن القوات الروسية قصفت بكثافة الأحياء السكنية في ليستشانسك بعد فشلها في السيطرة على مدن روبجنة وفوفديه يفكا، وأنها تعاني نقصا حادا في المعدات والأفراد.
من جانبها، أعلنت كييف اليوم أنها دمّرت سفينة إنزال روسية في جزيرة الثعبان الأوكرانية في البحر الأسود، حيث وُصف أداء القوات الأوكرانية بالبطولي لرفضها الدعوات الروسية للاستسلام. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية أن مسيّرة مسلحة دمرت زورق إنزال من طراز “سيرنا” ومنظومة صاروخية دفاعية في الجزيرة الصغيرة الخاضعة للسيطرة الروسية. ونشرت الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا بالأبيض والأسود التقط من الجو يظهر على ما يبدو انفجارا أصاب سفينة صغيرة وتطاير الحطام من جرائه.
وفي بيان منفصل – نشر على وسائل التواصل الاجتماعي- أعلنت الوزارة أن طائرة مسيّرة من طراز “بيرقدار” دمّرت منظومة صاروخية مضادة للطائرات من نوع “تور- إم 2” خلال نقلها إلى الجزيرة. وأصبحت جزيرة الثعبان رمزًا في أوكرانيا، إذ خلال اليوم الأول من النزاع انتشر على نطاق واسع تسجيل لتواصل عبر أجهزة اللاسلكي يرد فيه حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان الصغيرة على سفينة روسية حضتهم على الاستسلام، قائلين لطاقمها “اذهبوا إلى الجحيم!”، وحقق هذا التسجيل انتشارا كبيرا حول العالم وشكّل عنوانا للمقاومة الأوكرانية، حتى أنه ظهر على اللافتات في أثناء تظاهرات الدعم في الخارج وبات الآن موجودا على طوابع. وبعد هذا التسجيل، قصفت السفينة الجزيرة وسيطر الروس عليها وتمّ أسر الجنود الأوكرانيين، وأُفرج عنهم لاحقًا في عملية تبادل أسرى مع موسكو.
وفي السياق، اتهم رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) واشنطن -اليوم السبت- بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا فيما وصفه بأنه يرقى إلى مستوى التدخل الأميركي المباشر في العمليات العسكرية ضد روسيا. وقال فياتشيسلاف فولودين -عبر قناته على تليغرام- “تقوم واشنطن بشكل أساسي بتنسيق وتطوير العمليات العسكرية، وبالتالي تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد بلدنا”.
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن الصراع في أوكرانيا يتسبب في خسائر فادحة في بعض من أكثر الوحدات الروسية تقدما وقدرة. وأضافت أن دبابة واحدة على الأقل من طراز تي-90 إم، الأكثر تطورا في روسيا، تعرضت للتدمير خلال القتال. وقالت إن نحو 100 دبابة من الطراز تي-90 إم موجودة في الخدمة ضمن أفضل الوحدات الروسية تجهيزا، بما في ذلك التي تقاتل في أوكرانيا. وأفيد عن تعرض متحف لفيلسوف أوكراني شهير للقصف، وسقطت صواريخ على أوديسا.
وقال حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيجوبوف، اليوم السبت، إن قصفا روسيا أصاب متحفا مخصصا للفيلسوف والشاعر جريجوري سكوفورودا في قرية سكوفورودينيفكا الأوكرانية، ما تسبب في اندلاع حريق دمر المبنى. وقال سينيجوبوف في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن القصف الذي أصاب سطح متحف جريجوري سكوفورودا الأدبي التذكاري خلال الليل أدى لإصابة أمين للمتحف، لكن الأشياء الأكثر قيمة كانت قد نُقلت في وقت سابق إلى مكان أكثر أمانا، مشيرا إلى أن “المبنى دُمر بشكل شبه كامل”. وسكوفورودا فيلسوف وشاعر مشهور من القرن الثامن عشر وقضى السنوات الأخيرة من حياته في قرية إيفانوفكا التي أطلق عليها فيما بعد اسم سكوفورودينيفكا تكريما له.
ومن جانبها، أعلنت سلطات منطقة ترانسنيستريا الانفصالية، والمعلنة من جانب واحد شرقي مولدوفا عن وقوع هجمات جديدة على أراضيها. وأكدت وزارة الداخلية، في بيان اليوم السبت، أن أربعة انفجارات دوت مساء أمس في محيط المطار السابق قرب قرية فورونكوفو في منطقة ريبنيتسكي على مقربة من حدود أوكرانيا، مشيرة إلى قنبلتين أسقطتا على الأرجح بواسطة طائرة مسيرة في الساعة الـ21.40 تقريبا ثم تكرر الهجوم بعد ساعة.
إلى ذلك، افيد أن تخطط روسيا لعرض عسكري “مهول”، الأسبوع المقبل بمشاركة جنود ودبابات وعربات عسكرية تحمل صواريخ باليستية، ويأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيه أن يرسل تحذيرا “شديد اللهجة” إلى أوروبا والولايات المتحدة. “وموكب الحرب العالمية الثانية”، هو موكب تحتفل به روسيا في 9 ماي من كل عام، يصادف الذكرى الـ 77 لانتصار الاتحاد السوفيتي في أوروبا، عندما هزمت القوى المتحالفة ألمانيا النازية، ويأتي الآن وسط أزمة كبيرة بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب. ووفقا لرويترز، سيشمل العرض العسكري أيضا طائرات أسرع من الصوت، وقاذفات من طراز “تو 160″، وطائرة “إليوشين إل-80″، المعروفة باسم طائرة “يوم القيامة”، والتي تحمل القيادة العليا للإدارة في حالة نشوب حرب نووية. طائرة “يوم القيامة”، لا تحتوي على نوافذ باستثناء تلك الموجودة في مقدمة الطائرة، وقد شوهدت في موسكو في الأيام الأخيرة، وهي تشارك في رحلة بروفة على ارتفاعات منخفضة لاستعراض يوم النصر، حسب “ديلي ميل”. وسيظهر العرض الاستعداد النووي وقوة الردع الدولي، من خلال استخدام روسيا حاملات الصواريخ “تو 160″، الملقبة بالبجعة البيضاء، بالإضافة إلى مقاتلات “سو 57″، والقاذفات بعيدة المدى.