اليوم الـ 74 للحرب: مفقودون بقصف روسيّ وتدمير سفينة حربية أوكرانية
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 74 للحرب، قالت كييف، اليوم الأحد، إن آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول لن يستسلموا رغم الخشية من هجوم كبير ضدهم، عشية إحياء روسيا ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، في حين تكثّفت الضربات الروسية على شرق أوكرانيا، حيث فقد 60 شخصا إثر قصف مدرسة. وأوضح الضابط في جهاز الاستخبارات الأوكرانية، إيليا سامويلينكو، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن “الاستسلام ليس خيارًا لأن حياتنا لا تهمّ روسيا”، في إشارة إلى المقاتلين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.
وقال حاكم لوغانسك، سيرغي غايداي، إن المفقودين لجؤوا جراء المعارك، إلى مدرسة في المنطقة بشرق أوكرانيا، موضحا أن قرية “بيلوغوريفكا تعرضت لضربة جوية، وأصابت القنابل المدرسة التي دمرت بالكامل للأسف”. مضيفا: “كان هناك تسعون شخصا بالإجمال، أنقذ منهم 27… وقضى على الأرجح ستون شخصا كانوا في المدرسة”.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، صباحا إن “العدو لا يوقف العمليات الهجومية في منطقة العمليات الشرقية من أجل بسط سيطرته الكاملة على أراضي مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون، والحفاظ على الممر البري بين هذه الأراضي وشبه جزيرة القرم المحتلة” منذ عام 2014.
وأضافت أنه في منطقة دونيتسك، واصلت القوات الروسية عملياتها الهجومية حول ليمان وبوباسنيانسكي وسيفيرودونتسك وأفدييفكا، وأن الوضع “متوتر” على جانب المولدافي للحدود.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير سفينة حربية أوكرانية قرب أوديسا، وتقدم الانفصاليين الموالين لها في لوغانسك. كما أعلنت عن تدمير “مركز قيادة لواء ميكانيكي” في منطقة خاركوف وكذلك “مركز اتصالات مطار تشيرفونوغلينسكوي العسكري القريب من قرية أرتسيز“.
وأكدت الوزارة أن الدفاع الجوي دمّر “قاذفتين أوكرانيتين أخريين من طراز سو-24، ومروحية تابعة للقوات الجوية الأوكرانية من طراز مي-24، فوق جزيرة سيربنتس، كما تم إطلاق النار على طائرة مسيّرة من طراز بيرقدار-تي بي2 قرب مدينة أوديسا“.
وفي ماريوبول، وبعد العديد من الدعوات والمحاولات الفاشلة في الأسابيع الأخيرة، قال الرئيس زيلينسكي مساء أمس السبت في كلمته اليومية: “قمنا بإجلاء المدنيين من آزوفستال” مشيرا إلى إخراج 300 شخص. وأضاف “نعد الآن للمرحلة الثانية… (إجلاء) الجرحى والطواقم الطبية“.
وفي كراماتورسك أفيد عن غارات روسية استهدفت إحدى ضواحي المدينة، وأدت إلى سقوط جرحى وألحقت دمارا بعدد من المباني.
من جانبه، أعلن وزير الصحة الأوكراني تضرر 500 مستشفى ومقتل وجرح عشرات الأطباء منذ بدء الحرب، مشددا على أن البنية التحتية للرعاية الصحية تعرضت لأضرار بالغة لا يمكن إصلاحها في بعض الحالات.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف 3 مطارات عسكرية أوكرانية جنوبي البلاد باستخدام صواريخ بعيدة المدى، أطلقت من الجو والبحر. وأشار الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى تدمير القوات الجوية لمستودعات ضخمة قال إنها لتخزين الأسلحة الغربية في مقاطعة خاركيف باستخدام صواريخ من طراز “إسكندر”.
كما أعلنت الوزارة تدمير 3 مستودعات للذخائر والوقود في أوديسا وسقوط أكثر من 280 قتيلا في صفوف من وصفتهم بالقوميين الأوكرانيين.
بدورهم، نشر الانفصاليون الموالون لروسيا في لوغانسك صورا لمعارك تخوضها قواتهم في الغابات القريبة من مدينة سيفيرودونيتسك، آخر مدينة يسيطر عليها الجيش الأوكراني في مقاطعة لوغانسك. وأعلن الانفصاليون في دونيتسك سيطرتهم على بلدتين جديدتين في منطقة فولنوفاخا. وقال الانفصاليون إن قواتهم سيطرت على بلدتي كومسومولسكي وليسنوي في المحور الجنوبي الغربي من دونيتسك بعد معارك ضارية مع القوات الأوكرانية، وأنهم باتوا يسيطرون على ما مجموعه 184 بلدة ومنطقة سكنية منذ بداية الحرب. واتهموا الجيش الأوكراني بمواصلة قصف الأحياء السكنية في دونيتسك وغورلوفكا وياسينوفاتايا وماكييفكا الخاضعة لسيطرتهم، على نحو أدى إلى مقتل مدني واحد وجرح اثنين آخرين في قصف أوكراني على أحياء سكنية في شمال مدينة دونيتسك وغربها.
في هذه الأثناء أكدت الإدارة العسكرية لأوديسا أن القوات الروسية استهدفت المقاطعة بـ4 صواريخ كروز، من دون تسجيل ضحايا نتيجة القصف حتى الآن.
وفي إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) ذكرت وسائل إعلام روسية أن القوات الأوكرانية قصفت منطقة خطوط السكك الحديد في مدينة ياسينوفاتايا بإقليم دونيتسك الخاضع للانفصاليين. وبثت تلك الوسائل صورا قالت إنها لاشتعال النيران في محطة القطار نتيجة الضربات الأوكرانية.
من جانبها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن الهجمات الروسية من أجل السيطرة على أراضي مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون لم تتوقف.
لكن وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الأوكرانية بقصف المدنيين في مدينة خيرسون بصواريخ توشكا.
بدوره، قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إن جنوده سيطروا على معظم مدينة بوباسنا بشرق أوكرانيا.
في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني -اليوم الأحد- مقتل 25 ألف جندي روسي منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا. وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في آخر تحديث لها بشأن الحرب، أن القوات الأوكرانية دمرت 199 طائرة روسية و156 طائرة هليكوبتر و360 طائرة من دون طيار و1130 دبابة و2741 عربة مدرعة و509 أنظمة مدفعية.
وفي ماريوبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اكتمال عملية إجلاء المدنيين من مجمع آزوفستال الصناعي حيث تحاصر القوات الروسية عناصر من الجيش الأوكراني وكتيبة آزوف المتحصنة في الداخل.
وقالت الوزارة، في بيان، إن العملية الإنسانية لإجلاء المدنيين من مجمع آزوفستال اكتملت بمشاركة نشطة من ممثلي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضافت أنه منذ الخميس الماضي تم إنقاذ 51 شخصا بينهم 11 طفلا، مشيرة إلى أن المدنيين تم إجلاؤهم إلى مواقع إيواء مؤقتة. وكانت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني قد أعلنت إنهاء إجلاء كل الأطفال والنساء والمسنّين من مجمع آزوفستال في ماريوبول.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن سلطات بلاده تحاول أيضا إخراج المقاتلين في مجمع آزوفستال وليس المدنيين فقط رغم أن الأمر صعب جدا، حسب تعبيره. وأضاف زيلينسكي، في تصريحات على قناته الرسمية في تليغرام، أن كييف تستعد الآن للمرحلة الثانية من إجلاء الجرحى والطواقم الطبية، مشيرا إلى أن المسؤولين الأوكرانيين سيواصلون العمل اليوم الأحد من أجل فتح الممرات الإنسانية لجميع سكان مدينة ماريوبول والمناطق المحيطة بها. ودعا الرئيس الأوكراني شعبه إلى عدم تجاهل التحذيرات من عملية عسكرية روسية في الأيام المقبلة.
دوليا، شارك الرئيس الأوكراني اليوم الأحد في اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع لمناقشة الوضع في بلاده. وتتولى ألمانيا هذا العام رئاسة مجموعة السبع التي تضم أيضا كندا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابوان. هذا الاجتماع الثالث منذ بداية العام سيكرّس خصوصا للوضع في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أتى قبل أيام على ذكر هذا الاجتماع خلال حديثه عن عقوبات إضافية محتملة على روسيا، قائلا “نحن دائما منفتحون على عقوبات إضافية”، مضيفا أنه سيناقش مع أعضاء مجموعة السبع “ما سنفعله وما لن نفعله”.
وعلى خط العقوبات الغربية أيضا، تنخرط الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق في نهاية هذا الأسبوع بشأن خطة لوقف واردات النفط الروسي، وهو اقتراح رفضته المجر حتى الآن. ويُعقد اجتماع مجموعة السبع عشية العرض العسكري في التاسع من ماي في روسيا بذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وكان الجيش الروسي أجرى أمس في الساحة الحمراء بموسكو التدريبات الأخيرة للعرض العسكري التقليدي، بحضور جنود شاركوا في الهجوم على أوكرانيا.
بدوره، طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بتشكيل محكمة خاصة للتحقيق فيما وصفه بجريمة العدوان على أوكرانيا ومحاسبة القيادة الروسية.
في المقابل، وجّه نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة اتهامات لحلف الناتو بشنّ حرب بالوكالة على روسيا في أوكرانيا، مضيفا أن الناتو يُعدّ التهديد الرئيسي للأمن والسلام الدوليين. وبشأن الأنباء التي تتحدث عن استخدام الأسلحة النووية، قال مدير الاستخبارات الأميركية في تصريحات لوسائل الإعلام إنه لا أدلة ملموسة على أن روسيا تعتزم استعمال أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، مؤكدا أن بلاده لم تقدم مساعدات للاستخبارات الأوكرانية.