عن الذات اللّاهية.. والمراجعة الضرورية.. خبث اليقينية السياسية؟
عبد الله راكز
لربما كان من الأجدر، وعلى سبيل المراجعة الفكرو- سياسية، بعد أن اتخذ أو اجترح الوضع السياسي (و حتى الفكري منه) بالمغرب مسارا مأساويا بعد هيمنة الإقطاع السياسي /المالي على قراره المصيري، أن نعيد بدون مبالغة أو مزايدة (كيفما فُهمت؟) التالي بإيجاز وتلخيص غير مضمرين:
أ/ إن تواري منظمات وأحزاب العمل السياسي الديموقراطي (أيا كانت مسبباته) لهو عنوان عن تراجعها الملفت للنظر، في النفاذ إلى الواقع.. (ومتى كانت نافذة ؟)… إن صيغة التواري هاذه لقاطعة في تجسدها السياسي. لأن صيغته العامة تحسب في فقدانها لبوصلة التواصل والمُمايزة (الاجتماعيين) فضلا عن فقدانه لـ” فضيلة ” الفعل، التأطير، أما التنظير فهذا مفتقد بالمرة؟؟؟
ب/ ثم، إن القراءة الواضحة للخيبات المُتأصلة، في الذات اللاهية، والمجتمعية أيضا، وتحديد عناصرها، أسبابها ومسبباتها، دون تفحص الأزمة الفكرية- الثقافية التي تسم وتبصم الأحزاب السياسية كأطارات وحقل فكري/ تنظيمي سياسي، هي هي التي أوصلت هؤلاء وغيرهم، إلى حدود أزمة المرجعية؟. بل أكثر من ذلك، فإن هاته التبدلات مست أعضاءها وأطرها، بالنخر،الكسل، الشلل، وعدوى الانتهازية والمنافعية وما إلى ذلك… إلى الحد الذي جعل معظمها، مجرد مقاولات وليس إطارات فعل وحراك الاجتماعيين.
ج/ يكون نصيب المجتمع في هذا كله وبالمقابل المزيد من الانكفاء على الذات اللاّهية، والانشغال بالهموم اليومية على حساب السياسي وحتى الفكري، المُقرر بالنهاية للمصير الأعم… بل والمزيد من التشرذم وتكثّر التخريجات السياسية البائتة والاتجاهات الفكرية الموضوعية وما إلى ذلك.. أي عموما كل ما يساهم في تكريس واستنبات المجتمع الشعبوي، وعرقلة قيام بديله: المجتمع المدني المتوخى كركيزة أساسية للمجتمع الديموقراطي المغربي المتوخى (النقاش المبتذل حول دور” الشيخ” و” الشيخة” في مقابل دعوة ضبابية، يقينية، فوقية لوحدة “يسارية” مُفتعلة؟؟).
د/ لعل في الواقع السياسي/ الاجتماعي العام بالمغرب، وبالشروط والحيثيات التي تؤطره، المُعتملة فيه وبه، كمايصرح/ يُثير انتباه أي مراقب أو باحث حول سؤال الشرعية الحركية؟ هو سؤال مشروع بالنظر إلى الفراغ السياسي التنظيمي الذي يسم الواقع المغربي… فهو أمر واقع لا مجال لنفي سيادته، أو محايدة اقتضائه. وهذا بحسبان مايشهده هذا الواقع من تكثّر وسيادة للعديد من الحركات ذات الطابع السياسي/الإستعاري، المدعية أو الطامحة في أحسن الأحوال، ملء الفراغ المذكور بالرغم من التباس مقصدها، وطموحها السياسي بالأساس كخُبث سياسي لا مثيل له.طبعا في هذا النطاق اليمين السياسي الذي يتمتع بيقينية شامتة، في حق الشعب المغربي وطموحه العام في العيش بكرامة. وإذن، فبين هذه اليقينية اليمينية الشامتة، المتسيدة الآن، في مقابل الذات المجتمعية اللّأهية، تتموقع المفارقات الأعظم في سيرورة المجتمع المغربي الطامح أكثر من أي وقت مضى في شيء اسمه: الانعتاق. وهي موضوعة أخرى.