لبنان يفقد راجح الخوري فارس الكلمة الحرة والتحليل العميق

لبنان يفقد راجح الخوري فارس الكلمة الحرة والتحليل العميق

السؤال الآن ــــ وكالات

غيب الموت أمس، الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي، أحد كبار أعمدة صحيفة “النهار” وأركانها، الزميل راجح الخوري، بعد صراع طويل مع المرض. وبفقدانه خسر لبنان والإعلام ركنا مناضلا في سبيل الكلمة الحرة والدفاع عن لبنان السيادة والاستقلال.

وقد نعى الفقيد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري عبر “تويتر”: (رحيل راجح خوري خسارة للصحافة الحرة والكلمة الصادقة والمقال الجريء، تعمد بمدرسة الصحافيين الذين انحازوا لقضايا الناس وهمومهم، ودافع حتى الرمق الأخير عن الدولة وسيادتها. سنفتقد لمقالات راجح خوري وأفكاره ونقاشاته. أسأل الله الرحمة له وأخلص التعازي لعائلته وزملائه في صحيفة “النهار”).

كذلك أشار الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، إلى أن “لبنان والصحافة اللبنانية خسروا ركنا من أركان القلم الحر والموقف الشجاع والكلمة الناقدة”. وأضاف: “بين “النهار” و”الشرق الأوسط” كان راجح خوري وحتى النفس الأخير مقداما قويا وعميقا وصاحب رأي حر وكلمة ثاقبة، نستنير برأيه وموقفه، ونتابع تحليلاته العميقة ومعطياته الجدية والصلبة كل يوم”.

بدوره، نعاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على تويتر وقال: “‏رحل راجح الحق والحقيقة وبقي راجح الكذبة. مضيت أيها المناضل بالكلمة والموقف، لكننا مستمرون بالكلمة والموقف لنهزم شياطين الظلامية والدجل والفساد حتى تصبح كفة الحرية والسيادة والحق هي الراجحة“.

ونعاه أيضا عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، قائلاً، إن “راجح المناضل، راجح القلم، الأستاذ، أستاذي، الرفيق، الشاعر، الأديب، الحر، راجح الأنيق، الرياضي، الصحافي، الفقير، رئيس التحرير، التحرير، راجح البشير والسمير، الحقيقة، راجح الأب الفخور بنادين وروي، راجح “الحوادث” و”النهار” و”الشرق الأوسط”، راجح الشامل الكامل، الضاحك… راجح كل هذه الصفات والقيَم،  أغمض عينيه وطوى قلمه ورحل مرتضياً أن يكتب لبنان عنه، رافضاً أن يكتب هو عن لبنان بصيغة الماضي، رحيل الكبار رحيل الأرز والسنديان والحساسين رحل… لبنان الحزين، هو اليوم أكثر حزناً”.

وغرد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون عبر حسابه على “تويتر”: “فقدت الكلمة الحرة فارساً أمضى حياته مدافعا عن لبنان وكتب على الورق من صميم القلب فكان حرا وسيدا ومستقبلا”.

كما نعاه عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، وقال: “ها أنت تعود إلى كفير الزيت يا راجح. تعود إليها من صخب الصحافة مزوداً بالشجاعة ونهم الموقف وإرادة الحياة. تهت في المدينة طويلا ولم يبق لك إلا زيتونة قديمة تنتظرك منذ قرن ولا تمل انتظارك. همت على وجهك كثيراً، مثلنا وقبلنا جميعاً، في عالم الكلمة والسياسة الزائلة، ولم يبق لك إلا زيتونة مباركة تبسط لك فيئها كوشاح أمك الذي لفك طفلا في القرقار وينتظرك لكي تعود هادئا هانئا من دون هموم. أنهيت طقوس الرأي والجدل. جلت بين العقائد حتى الثمالة. لاعبت الكلمات والأفكار حتى شبعت. رافقت الكثيرين وشهدت أقدار أحياء أموات وأموات أحياء وليس يحيي إلا الكلمة. ولم يبق لك قدرا إلا زيتون الكفير. في فيء زيتونة هرب داوود النبي من طغيان ابنه، وفي فيء زيتونة بكى السيد المسيح مصير أورشليم، وفي فيء زيتونة علم تلامذته الصلاة، وفي فيء زيتونة نام الفدائي الفلسطيني يحلم بالعودة، وفي فيء زيتونة سنحلم جميعا أن نغفو بهدوء. مرحى لك يا راجح أن لك زيتونة بانتظارك”.

ووصفه النائب الياس حنكش، بـــ “الوطني، الحر، الشرس بالدفاع عن بلده الذي أحب”.

واعتبر النائب فؤاد مخزومي أنه “برحيل راجح خوري نخسر صحافيا ومحللا ومفكرا تميز بقلمه وأفكاره وكتاباته التي كان لها أثرا كبيرا في الجسم الصحافي”.

أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فقال عبر “تويتر”: وكم خرج من كنف حرمون عبر التاريخ رجال كبار في السياسية والفكر والقلم، تألقوا في لبنان وسوريا والمهجر. اليوم يغٍيب القدر عن منطقة حاصبيا وجبل الشيخ وقرية الكفير قلما كبيرا من أقلام الصحافة اللبنانية والعربية”.

ورأت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري، أن لبنان يفقد بغياب راجح الخوري قامة إعلامية وفكرية كبيرة، وتفقد الصحافة اللبنانية رائدا من رواد الكلمة الحرة والفكر المنفتح والرأي التحليلي والمهنية الرفيعة والنقد البناء والجرأة في قول الحق”.

ونعى النائب غسان السكاف الخوري، قائلا: “خسرنا قامة اخلاقية لطالما أمدت الصحافة اللبنانية والعربية بكبرياء المواقف وصوابية الرؤية، حتى باتت  المساحة التي كان يكتب فيها بعنوان (في ضوء النهار) منارة فكرية وثقافية وموئلا لمن يريد الحقيقة والموضوعية”.

كما نعى الفقيد نواب سابقون وأحزاب سياسية، وأصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانا جاء فيه: “غيّب الموت الصحافي والكاتب راجح الخوري بعد صراع مع المرض. والراحل الكبير هو من الصحافيين المخضرمين الذين عرفتهم الصحافة كاتباً ومحلّلاً من الطراز الرفيع. إمتلك ناصية المهنة وكان من وجوهها البارزين.

درس في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، وتتلمذ على يده الكثير من الصحافيين والإعلاميين الذين أفادوا من ثقافته العالية وخبرته الواسعة، ما مهد أمامهم طريق النجاح في مهنة المتاعب. عمل في “الحياة” و”العمل” و”النهار” وسواها من المؤسسات الإعلامية”.

وقال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في نعيه: “لقد أغمض عينيه على لبنان الغارق في مأساته، بعدما عاصر الزمن الجميل، يوم كان للكلمة وقعها وموقعها، وللصحافة حرمتها”.

واضاف: “هذا الفتى الذي تحدر من الكفير التي أنبتت فارس الخوري وإميلي نصرالله وشقيقه الأستاذ الجامعي في الإعلام الدكتور نسيم الخوري وسواهم من القامات الوطنية والروائية والاجتماعية، كان أديباً وشاعراً موسوعي الثقافة، جريئاً في قولة الحق”.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة