اليوم الــ 101 للحرب: موسكو تستمر بعملياتها في دونباس واوكرانيا تنتظر الصواريخ الاميركية
السؤال الآن ــــ تقارير ووكالات
في اليوم الـــ 101، أعلنت موسكو أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حققت عددا من النتائج، وأكدت على مواصلة العمل من أجل تحقيق جميع أهدافها، في حين طالبت كييف بإنشاء محكمة خاصة للتحقيق فيما وصفتها بجريمة العدوان الروسي عليها.
وقال الكرملين إنه لا يوجد حتى الآن تصور بشأن توقيت حل المسائل المرتبطة بمستقبل دونباس وزاباروجيا وخيرسون.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن حاجة كييف للانتصار في حربها ضد موسكو لم تتغير، وتتمثل في ممارسة أقصى ضغط على روسيا من خلال العقوبات ومد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة ومنحها وضع دولة مرشحة للعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
وقالت الوزارة إن الكرملين أخفق في تحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في غزو كل أوكرانيا وإن روسيا تحولت عوضا عن ذلك إلى الدولة الأكثر تعرضا للعقوبات في العالم.
ودعت الخارجية الأوكرانية العالم إلى الاستمرار في دعم كييف من أجل وقف ما وصفتها بالجرائم الروسية ضد الشعب الأوكراني وما اعتبرته ابتزازا للعالم بالمجاعة.
وحثت وزارة الخارجية المجتمع الدولي على دعم إنشاء محكمة خاصة للتحقيق فيما وصفتها بجريمة العدوان الروسي على أوكرانيا، يمثل فيها من وصفتهم بالمجرمين الروس كما حصل مع قيادة ألمانيا النازية على حد تعبير البيان.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أنه لن يكون هناك منتصر بين طرفي النزاع. وأضافت أن جل ما شهده العالم خلال أيام الحرب على أوكرانيا هو خسائر في الأرواح والمنازل والوظائف، وفق تعبيرها.
كما شددت الأمم المتحدة على أهمية إجراء مزيد من المفاوضات بهدف تيسير الصادرات الروسية كجزء من جهود استئناف صادرات الغذاء الأوكرانية.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد روسيا لتزويد الدول المحتاجة بالحبوب شريطة رفع القيود المفروضة بهذا الشأن.
ميدانيا، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن الجيش الروسي يقيم خطوطا دفاعية في جنوبي البلاد في محاولة لإطالة أمد النزاع.
وفي تصريحاته خلال منتدى الأمن في براتسلافا دعا ريزنيكوف الدول الغربية لاتخاذ إجراءات لتسريع عمليات إرسال المساعدات العسكرية. كما أكد أن القوات الأوكرانية بدأت التدرب على استخدام راجمات الصواريخ الأميركية، مشيرا إلى أنه من الجيد أن تكون أوكرانيا جزءا من إستراتيجية الناتو الدفاعية للعشرية المقبلة.
وأشار في تصريحاته إلى أن التنسيق مع حلفاء أوكرانيا سيساعد في تأمين احتياجاتها الدفاعية خلال الفترة المقبلة.
من جهته قال حاكم مقاطعة لوغانسك إن القوات الأوكرانية تصدت لـ5 هجمات للقوات الروسية نفذتها في إقليم دونباس خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما دمرت 5 دبابات و3 منظومات مدفعية ومدرعتين قتاليتين، إضافة إلى إسقاط 3 طائرات مسيرة تابعة للجيش الروسي.
وأعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية المتمركزة في إيزيوم شمالي دونيتسك، حاولت اقتحام بلدة تبعد نحو 20 كيلومترا عن مدينة سلوفيانسك، بالتوازي مع محاولات مماثلة لاقتحام خطوط الدفاع الأوكرانية انطلاقا من ليمان التي سيطرت عليها القوات الروسية قبل أيام.
وفي سيفيرودونيتسك، يتواصل القتال داخل المدينة في ظل استمرار المحاولات الروسية للسيطرة على آخر الأحياء التي تقاتل فيها القوات الأوكرانية.
وتقدمت القوات المهاجمة من جنوب المدينة باتجاه ضواحيها الجنوبية بالتوازي مع توغل باتجاه ليسيتشانسك المحاذية لها في محاولة للتقدم نحو طريق الإمدادات الذي يربطها بمدينة باخموت.
وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) حذر من حرب استنزاف طويلة الأمد، ومن جانبها استبعدت الأمم المتحدة انتصار أي طرف.
وقال الرئيس الأوكراني مساء الخميس “حققنا بعض النجاح في معركة سيفيرودونيتسك. لكن ما زال الأمر مبكرا جدا. هذه أصعب منطقة في الوقت الحالي”. وتحدث عن وضع مماثل في المنطقة المحيطة لا سيما ليسيتشانسك وفي بخموت.
وحول منطقة دونباس بأكملها، قال إن الوضع “لم يتغير كثيرا خلال النهار”. وكان قد أشار قبيل ذلك إلى أن الوضع في الشرق “صعب فعلا” موضحا “نحن نخسر بين 60 و100 جندي يوميا يقتلون في المعارك ونحو 500 جريح“.
من جهته، قال سيرغي غوداي حاكم منطقة لوغانسك صباح الجمعة “اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر” من المنطقة. وأضاف “على الرغم من كل تصريحات الروس” فإنها ما زالت “تحت العلم الأوكراني”.
وقال غوداي إن القوات الروسية “تدمر منذ 100 يوم كل شيء يميز منطقة لوغانسك” مشيرا إلى أن أكثر من 400 كيلومتر من “الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية” دُمرت، وكذلك 33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو 70 مدرسة و50 دار حضانة. وأوضح أن سيفيرودونيتسك العاصمة الإدارية للمنطقة “محتلة بنسبة 80%” من قبل القوات الروسية، وأن المعارك محتدمة في الشوارع.
وما زال الضغط الروسي كبيرا أيضا على دونيتسك وسلوفيانسك المنطقة الأخرى في دونباس التي تبعد حوالي 80 كلم غرب سيفيرودونيتسك. كما أن سكان المنطقة يعانون نقصا في الغاز والمياه والكهرباء خصوصا.
وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن، على أمل أن يغير ذلك ميزان القوى على الأرض.
واليوم، قال وزير الدفاع الأوكراني “طواقمنا بدأت التدرب في أوروبا والولايات المتحدة على استخدام راجمات الصواريخ الأميركية“.
وأضاف “قواتنا حققت بعض النجاح في سيفيرودونيتسك خلال الليل” داعيا الغرب إلى اتخاذ إجراءات لتسريع عمليات إرسال المساعدات العسكرية.
وأكدت موسكو الخميس أنها أوقفت تدفق “المرتزقة” الأجانب الراغبين في القتال إلى جانب جيش أوكرانيا بعدما ألحقت خسائر فادحة به الأسابيع الأخيرة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن عدد المقاتلين الأجانب “انخفض إلى النصف تقريبا” من 6600 إلى 3500، موضحة أن “عددا كبيرا” منهم يفضل مغادرة “البلاد” في أسرع وقت ممكن.
وقد قُصفت خطوط السكك الحديدية في منطقة لفيف (غرب) حيث تصل الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا من قبل الدول الغربية.
في الجنوب، يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي احتلتها القوات الروسية بينما تحدثت موسكو عن تنظيم استفتاءات اعتبارا من يوليو/تموز المقبل.