اليوم الرابع للحرب: سقوط خاركوف وكييف تعاند

اليوم الرابع للحرب: سقوط خاركوف وكييف تعاند

السؤال الآن ــ وكالات

 في اليوم الرابع لحرب روسيا على أوكرانيا، وفيما أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف صباح اليوم، بأن وفدا روسيا وصل إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات مع الأوكرانيين يضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وإدارات أخرى، بما في ذلك إدارة الرئاسة، مؤكدا “سنكون مستعدين لبدء هذه المفاوضات في مدينة غوميل”. أقرت الحكومة الأوكرانية، بأن قوات روسية اقتحمت مدينة خاركوف، الاستراتيجية القريبة من الحدود مع روسيا، في أحدث تطورات الغزو الذي بدأ الخميس، فيما أعلن الجيش الروسي أنه يحاصر مدينتي خيرسون وبيرديانسك جنوبي أوكرانيا. 

وذكر مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون هيراشينكو، في رسالة على تطبيق “تلغرام” بأن مركبات عسكرية روسية شوهدت في شوارع خاركوف، شمال شرق أوكرانيا. 

وأظهرت مقاطع مصورة بثها هيراشينكو ودائرة الاتصالات الخاصة وحماية المعلومات التابعة للدولة في أوكرانيا عدة مركبات عسكرية خفيفة تتحرك على طول أحد الشوارع ودبابة محترقة بشكل منفصل.

 وفي وقت لاحق، قال الحاكم المحلي أوله سينجوبوف، إن القتال في خاركوف تحول إلى حرب شوارع . وأضاف سينجوبوف: “مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة”، وفق “رويترز”.

 وكانت المدينة تتعرض لهجوم روسي شرس في الأيام الماضية، واعترفت كييف بأن الوضع فيها، السبت، كان من بين الأصعب في البلاد. وكانت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية قد ذكرت السبت بأن هناك قتال عنيف بالقرب من مدينة خاركيف، حيث فجرت القوات الروسية خط أنابيب للغاز الطبيعي. 

وقالت رئيسة بلدية فاسيلكيف ناتاليا بالاسينوفيتش “العدو يريد تدمير كل شيء”. 

وتعتبر خاركوف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث عدد السكان، تبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود مع روسيا. وتنبع أهمية المدينة من كونها مركزا صناعيا، حيث تصنع فيها الآلات، وتعد مركزا أيضا للصناعات العسكرية الأوكرانية. وكانت هذه المدينة من أبرز معاقل الاحتجاجات التي أدت إلى إطاحة الرئيس فيكتور يانكوفيتش في عام 2014. 

وتزامنا، جرت اشتباكات عنيفة في كييف بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية، وأفاد مراسل قناة “الحرة” سماع أصوات انفجارين وإطلاق نار في العاصمة الأوكرانية كييف. وأعلن الجيش الروسي، أنه يحاصر “بالكامل” مدينتيْ خيرسون وبيرديانسك الرئيسيتين في جنوب أوكرانيا، في اليوم الرابع من غزوه هذا البلد. 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف قوله إن “خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أحكمت القوات المسلّحة الروسية حصارها لمدينتيْ خيرسون (290 ألف نسمة) وبيرديانسك (110 آلاف نسمة)”. 

كما شنت روسيا موجة هجمات على أوكرانيا استهدفت مطارات ومنشآت وقود، فيما بدا أنها المرحلة التالية من غزو تباطأ جراء المقاومة الشرسة. وردت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة وذخيرة للأوكرانيين، وفرض عقوبات صارمة تهدف لزيادة عزلة موسكو. 

 وأضاءت انفجارات ضخمة السماء جنوبي العاصمة كييف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، حيث احتشد السكان داخل منازل، ومرائب تحت الأرض، ومحطات مترو أنفاق تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق.  وتصاعدت ألسنة لهب من مستودع للنفط بالقرب من قاعدة جوية في بلدة فاسيلكيف قبل فجر الأحد. وذكر مكتب رئيس بلدية فاسيلكيف أن البلدة شهدت قتالا ضاريا. 

وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقوع انفجار في مطار جولياني المدني بكييف.  وأضاف المكتب أن القوات الروسية فجرت خط أنابيب غاز في خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، ما دفع الحكومة لتحذير السكان بحماية أنفسهم من الدخان عن طريق غلق نوافذ منازلهم بقطعة قماش مبللة، أو شاش. 

 وقال زيلينسكي “سنقاتل أطول وقت ممكن لتحرير بلدنا”. 

 وسعى رجال، ونساء، وأطفال مذعورون إلى الأمان داخل الأرض وتحتها، وأعلنت الحكومة حظر تجوال لمدة 39 ساعة لإبعاد السكان عن الشوارع. وفر أكثر من 150 ألف أوكراني إلى بولندا، ومولدوفا، ودول مجاورة أخرى، وحذرت الأمم المتحدة من أن عدد اللاجئين قد يرتفع إلى أربعة ملايين إذا تصاعد القتال.  وتوقع خبير بريطاني إن تكلف الحرب روسيا يوميا ( 15 مليار جنيه إسترليني)، أي ما يعادل 20 مليار دولار. وكتب لورانس فريدمان، الذي يوصف بـ”عميد الدراسات الاستراتيجية البريطانية”، مقالا في موقع تابعة لكلية كينجز لندن بعنوان “المغامرة المتهورة: نادرا ما تسير الحروب كما هو مخطط لها، خاصة إن كنت تؤمن بخطابك”.

 وكان لافتا أن مدير المخابرات البريطانية “إم آي 16” ريتشارد مور تفاعل مع المقال وإعاد نشره في حسابه الموثق بموقع “تويتر”. وكتب مور: “مبهر.. يبدو منطقيا لي”. ويقول فريدمان إنه في حال صمدت كييف لمدة 10 أيام فقط، فإن الأموال والأسلحة لدى روسيا ستنفد. وأضاف أن الحرب يوميا تكلف ما يعادل 20 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم بالنسبة إلى الخزينة الروسية. وخلص إلى أن قوات بوتين ستفشل في نهاية المطاف، لأنها لم تقدر جيدا القوة العسكرية لأوكرانيا وتصميمها الصلب. واعتبر أن الأسباب الرئيسية التي تجعل الحروب تندلع هو الاستهانة بالعدو، معتبرا أن ذلك ظهر بشكل جلي في خطاب بوتن عن أوكرانيا، إذ يعتقد أنه قادر على الانتصار، فهو كرر مرارا أن أوكرانيا ليست دولة. وعليه، يعتقد بوتين أن الأوكرانيين، لن يقاتلوا دفاعا عن كيان غير حقيقي، وربما يظن أنهم سيستقبلون القوات الروسية بالترحاب، على اعتبار أنهم محررين. وإذا اقترنت الاستهانة بقوات العدو مع المبالغة في تقدير المرء لقواته، فذلك أمر سيء للغاية. وأشار إلى أن أداء بوتين كان جيدا في الحروب التي خاضها في الماضي، من الشيشان وحتى القرم. ولكن تلك الحروب لم تعتمد على نشر قوات ضخمة، فحرب القرم مثلا كانت تخاض بالقوات الخاصة والانفصاليين الموالين لموسكو. واعتبر أنه لا يمكن الاستنتاج سريعا بشأن نتائج الحرب، لكن الانطباعات الأولى مهمة، فمعنويات الذين يدافعون عن أوطانهم عادة ما تكون أعلى بكثير من الذين يغزونهما، خاصة إن كانوا غير متأكدين من سبب وجودهم هناك. وقال إن قتال الأوكرانيين واضحة، والخسائر في الجانبين، وهي تزيد المخاطر الداخلية بالنسبة إلى بوتين. 

ولم يكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خططه بالكامل، لكن مسؤولين غرب يعتقدون أنه مصمم على الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، واستبدالها بنظام موال له، وإعادة رسم خريطة أوروبا، وإحياء نفوذ موسكو في حقبة الحرب الباردة. وكي تساعد أوكرانيا على الصمود، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 350 مليون دولار إضافية كمساعدة عسكرية لكييف، وتضمن ذلك إرسال أسلحة مضادة للدبابات، ودروع واقية من الرصاص، وأسلحة صغيرة.  

وقالت ألمانيا إنها سترسل صواريخ، وأسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، كما ستغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة