تغريدات مع السرب وخارجه حول الحرب

تغريدات مع السرب وخارجه حول الحرب

إعداد: ريم ياسين

“الآن  يحترق البناء الذي أسكنه..  

أنا بعيد.. سامحني لن أستطيع تضميد قلبك ولم أشلاء ذكرياتك معي، ولا حتى إعادة تأليف جسد جارتي وطفلها الذي مات وعيناه مفتوحتان على آخر.

 الطاغية  ترصد سقوط العالم.. والثلج على طرقات باردة العظام. ومجلس الأمن مكان آمن لكبار القتلة وصغار الموظفين وبائعي الغاز …

 # كييف 25/2 الساعة العاشرة إلا أربعين قتيلا وأسرى، وزجاج نوافذ وقلوب..

 هذا ما كتبه الدكتور صلاح صالح من كييف، واصفا الوضع هناك بكلمات قليلة، هذه التدوينة تناقلها أصدقاؤه على واقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى نقاشات، وعكست اختلاف النظرة إلى ما يحصل في أوكرانيا، لا سيما الطلاب الذين درسوا هناك، والذين كانوا ينتمون لأحزاب شيوعية أو يسارية، بعضهم من أعطى بوتين تبريرات لغزوه أوكرانيا، وبعضهم من عارض ديكتاتورية القيصر الذي أراد احتلال بلاد مستقلة، ورفض أي تبرير لهذه الحرب المدمرة، فلن ينجو من جحيمها أحد والكل خاسر كما علمت التجارب الانسانية.  

في لبنان، حتى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صديق روسيا، لم يكن موقفه ليبرر الحرب الروسية على أوكرانيا، فدون بلغة العاقل تغريدة قال فيها: 

“ليس من الأسهل دخول الحرب أو إعلانها، لكن الأصعب هو في كيفية وقفها أو الخروج منها. لذا وفوق كل شيء أدعو إلى التفاوض الدبلوماسي الحل الوحيد لوقف مسلسل الدم والخراب. إن الصداقة بين الشعب الروسي والأوكراني هي الأساس بعيدا تدخلات البعض من الغرب”.

 أما الكتب والمحلل السياسي توفيق الهندي فكتب على صفحته في الفيسبوك: 

“عندما أخبرني صديق عاش ودرس في أوكرانيا وزوجته أوكرانية، أن الرئيس الأوكراني بدأ حياته المهنية كممثل كوميدي ومن ثم مقدم برامج ترفيهية تلفزيونية، وأن ثمة فيديو على يوتيوب بلع فيه البيانو مستخدما عضوه التناسلي، لم أقتنع في البداية. ثم عثرت على هذا الفيديو على يوتيوب. هذا لا يعني أني مع ما فعله بوتين في أوكرانيا، ولكني قطعا لست مع تصرف هذا الغرب المتهالك الذي حول معايير وقيم إنسانية مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والحوكمة الرشيدة والقانون الدولي و… إلى عدة شغل يستخدمها انتقائيا”، وغب الطلب لتحقيق أهداف ومصالح الحكام وليس بالضرورة مصالح بلادهم وشعبهم”. 

من جهته الكاتب السياسي وسام سعادة كتب متوقعا عدم صمود كييف؟ وقال:

 “لا أتوقع، مستوى الخرق الروسي لكامل قطاعات الجيش الاوكراني سوف يظهر تباعا. زيلينسكي معتقلا، ثم بوتين أمام محكمة دولية بعد سنوات من الآن، كل يرى ما يرى، وأنا هذا ما أراه من الشرفة في الوقت الحالي”. 

وفي تغريدة أخرى كتب: 

 1ــ لا نرى تبدلا سريعا وعميقا بموازين القوى بالعالم بشكل يقوض الهيمنة الغربية عليه. الوقت ما يزال باكرا. ويمكن ليس بهذا القرن. 

2ــ لست أرى أن الاتحاد السوفياتي سوف يتأسس من جديد، ولكن روسيا ما زالت قوة استراتيجية رقم 3 بالعالم من بعد أميركا، والصين ليست رقم 2 ممكن بعد ذلك، ما في رقم 2. العالم متعدد اقطاب صحيح، إنما على قاعدة تسلسل 1-2-3-4-5… الخ. 

 3ــ طبيعة البنية الاقتصادية ــ الاجتماعية ليست مختلفة كثيرا بين روسيا وأوكرانيا. وفي الحالتين اقتصاد السوق محدود بمراكز المدن الكبيرة، أما الخلفية الأساسية فرأسمالية دولة. وهذا أمر أساسي في نظرتي للموضوع.

 4 – لن تتوقف الحرب الحالية قبل تدمير الجيش الأوكراني بكامله. 

 5 – لن يطبع الغرب مع بوتين ومع روسيا الحالية. وهذا الموضوع سوف يزيد من احتمالات تصادم مباشر. بظل “كربجة” مجلس الأمن من 8 سنين.

 6ـ – من كان ضد الحروب ويقف عند هذه النقطة أنصحه أن يغير كوكب. ويغير الجو”.

 الأستاذ الجامعي زياد منصور ذكر “الرفاق اليساريويبن – الزيلينسكيين الجدد” كما كتب، “بأن الرفيق والرئيس الديموقراطي زيلنسكي سحب الشرعية عن الأحزاب الشيوعية ومنع مشاركتها في الانتخابات. وأن القوى اليسارية في الاتحاد الأوروبي وروسيا انتقدت هذه الخطوة معتبرة أنها لن تساعد على حل المشاكل التي تواجهها أوكرانيا، والأخطر أنه سحب منها حق اعتبارها أحزابا داخل الدولة. واعتبر حينها  وزير العدل الأوكرانى باول بيترينكو في  تموز- يوليو 2015، إن هذا الإجراء جزء من إجراء أشمل سيتم الانتهاء منه لاحقا. وأكد الوزير المذكور أن هذه الأحزاب لن تكون قادرة في المستقبل على الاشتراك في “الحياة السياسية” في أوكرانيا”. 

وكتب الدكتور زياد مروة: 

“تاريخ الأوكرانيين مليء بالتضحيات والآلام… وما يجري اللحظة هو عتبة جديدة في مسيرة تكوين دولتهم وشخصيتهم السياسية وسيادتهم على أرضهم … قدرهم اليوم أن يواجهوا آلة الحديد والنار في معركة غير متكافئة فرضها الغزو الروسي… ويلات الحرب والتدمير وقريباً قد يكون موت وحصار… قلبي معهم وسلامي لهم، قراءة التاريخ لم تعد ترفاً. صارت مصدراً للحزن أيضا”.

 وقارن جيلبرت سليمان بين أوكرانيا ولبنان كاتبا: 

“تعاطف العديد من اللبنانيين مع الأوكرانيين ليس بصدفةٍ أبداً. لطالما لبنان، تماماً كأوكرانيا، قد عانى منلَعنةِ الجغرافيا، فدفَعَ عبر تاريخه الكثيرَ الكثير من دماءِ شهادئه للدفاعِ عن أرضه و رَدِّ أَطماعِ جيرانه”. 

أما الكاتبة وعضو الائتلاف الوطني السوري سابقا ريما فليحان فدونت:

 “ما يقوم به الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي هو موقف وطني شجاع بكل ما تعنيه الكلمة. يحارب بشجاعه ويرفض الهرب ويلمح الى قبوله للتفاوض  لتجنيب بلاده كارثه اكبر، هذه قمة القوة وليس الضعف، القوة في اتخاذ المواقف لمصلحة الشعب فقط وليس مصلحته الشخصية ومصلحة عائلته أو حزبه، على الطرف المقابل هناك ما يسمى رئيس دمر وطنا بكامله مستخدما كل وسائل الحرب والمحرمات الدولية،  شرد أبناء وطنه  وجعل بلاده تحت الوصاية الإيرانية والروسية، ويرفض التفاوض لإحلال سلام ببلاده. عن بشار الأسد الجبان أتحدث”.

وكتب الناشط السياسي شوقي عزازي:

 “بغض النظر عن البعد التاريخي لمسألة نشوء أوكرانيا او البعد الديني الخلافي فلايمكن أن ننظر الى التطورات المتلاحقة  من خلال هذين البعدين مع اهميتهما.  لابد ان ننظر الى ما يحدث من خلال شخصية بوتين وتطورها  والمنطلقات السياسية التي عاصرتها روسيا منذ الثورة البلشفية الى الآن. مشكلتنا مع بعض اليسار اللبناني انهم يرون في بوتين الوريث الشرعي لايديولوجيا لم تستطع ان تبني دولا مستقرة بل كيانات حبلى بالازمات وبذور الحرب. إن سقوط الفكر الأممي نتيجة الممارسات العنيفة لقيادات الاتحاد السوفييتي في الأربعينات والخمسينات والستينات قضت على فكرة الكيان الواحد و الفكر الواحد والمنظومة المجتمعية الواحدة فحملت النظرية وتطبيقها بذور تفجرها ونهايتها. إن الحقبة الستالينية والتي أدارت بلادا واسعة من خلال فهم الشخص الواحد وطغيانه وممارسته أفعالا كما النازية بحق الشعوب التي حكمها رغما عن ارادتها هذه الحقبة هي ما تتحكم بعقلية بوتين وحنينه الأخرق لفترة البطش باسم روسية العظمى. والمشكلة الاخرى ان بعض الخمينية السياسية تنظر ومن خلال تحليلها وفهمها الناقص للتطورات الى بوتين بأنه النسخة السلافية لسيف المنتظر في وجه الغرب. والمشكلة الأخيرة هي نظرة بعض العروبيين على طريقة فاجر الشام بشار الكيماوي الى بوتين بكونه عراب العروبة التي عمدت حضورها بدماء الاطفال في مذابح الأسد وبوتين في سوريا. لا يمكن إلا أن ننظر الى شريك الأسد إلا كمجرم حرب ومرتكب مذابح واغتيالات وطامح بسلطة ازلية قوامها القوة والالغاء”.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة