زيارة بايدن الشرق – أوسطية وهواجس إدارته
حسين عطايا
اليوم الاربعاء، الثالث عشر من تموز – يوليو 2022، حطت طائرة الرئاسة الأمريكية في مطار بن غوريون في تل أبيب، لتكون أولى محطات زيارة الرئيس الأمريكي جو بادين إلى المنطقة، وفي أولى اهتماماته أمور ثلاثة.
الأول: تعبير عن مدى الالتزام الإدارة الأمريكية بحماية أمن إسرائيل، والتي تُشكل أُولى الأولويات للسياسة الأمريكية، والتي تُعبر عن شراكة إستراتيجية والتزام بالعمل معاً لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها واشنطن بمشاركة وتعاون مع إسرائيل .
الثاني: زيارته للسلطة الفلسطينية، والتي يسعى من خلالها لتطمين الفلسطينيين بأن إدارته لا زالت ملتزمة بحل الدولتين، من دون أن يحمل معه أي خطة أو مشروع للحل، مما يُشكل خارطة طريق مبرمجة أو معلومة المراحل، بل هو يسعى في ذلك لتطمين المملكة العربية السعودية فيما خص مشروع الإدارة الأمريكية بعملية التطبيع بين العرب وإسرائيل، لأن العربية السعودية أبلغت واشنطن بحزم أنها لن تقوم بعقد أية اتفاقية أو أي عمل لتطبيع سياسي واقتصادي مع الكيان الإسرائيلي، قبل حل الدولتين وفقاً لخطة السلام التي أُقرت في قمة بيروت العربية في العام ٢٠٠٠، وبعد موافقة السلطة الفلسطينية على الحل .
الثالث والأهم: هو مشاركته بالقمة الخليجية، والمدعو لها كل من رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى القاظمي، والملك عبدالله ملك المملكة الاردنية الهاشمية. وهذه القمة من ناحية العرب، أو الدولة الراعية العربية السعودية، هدفها وضع رؤية عربية في مشروع مواجهة الخطر الإيراني على المنطقة العربية، وبالتالي حث بايدن والإدارة الأمريكية على إيلاء هذا الامر أهمية قصوى بدل سياسة الركض خلف إعادة الاتفاق النووي، والذي سينعش إيران وأدواتها في المنطقة لتزيد من غطرستها وأعمالها المخلة بالأمن والسلام الإقليمي والدولي، ومن ناحية بايدن الذي يسعى جاهداً لحل مسألة ارتفاع أسعار النفط عالمياً وتأثيره على الاقتصاد العالمي، ومن ضمنه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر لن يكون بالسهولة التي يتوقعها بايدن، أو كما ترغب إدارته، لاسيما بعدما أدار الظهر طويلاً غير مبالٍ بأمن المنطقة وأمن العربية السعودية وبقية دول الخليج، حينما أقدم في بداية عهده بالكيل بعبارات ضد المملكة، وخصوصاً فيما تتحدث إدارته عما يُعرف بحقوق الإنسان وقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، يضاف إليها رفع الحوثيين عن لائحة الإرهاب، مما أعطى إيران وأذرعتها جرعة أوكسيجين إضافية في تنفيذ سياساتها تجاه المنطقة العربية والخليج بشكلٍ خاص .
كل هذه الأمور هي سياسات بالغة الأهمية لبايدن وإدارته، لاسيما أنها تأتي مع اقتراب الانتخابات النصفية والتي يسعى بايدن جاهدا وإدارته لتحقيق بعض الخرق فيها والتوصل إلى نتائج إيجابية في محصلتها، خصوصاً بعدما ذهبت طموحاته في تأمين ولاية ثانية أدراج الرياح، بالنظر للفشل الذريع الذي أصاب سياساته في هذه المرحلة.