هوكشتاين من جديد في لبنان
حسين عطايا
على الرغم من انشغال الإدارة الأمريكية بقضية الطاقة الدولية، لاسيما ما تواجهه أوروبا من أزمة فيما خص الغاز الروسي والنفط، والذي يأتي بناء على العقوبات المفروضة ضد روسيا من قِبل أوروبا والولايات المتحدة.
بالرغم من كل تلك الانشغالات، سيقوم مستشار الطاقة في الإدارة الأمريكية والمفوض بمتابعة ملف الوساطة فيما خص ترسيم الحدود البحرية ما بين لبنان وإسرائيل، حيث أنه تم في اليومين الأخيرين، أبلغ هوكشتاين نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب والمكلف رسمياً من الرئيس ميشال عون بالمتابعة والتواصل مع الوسيط الأمريكي، بأنه سيزور لبنان في أواخر الأسبوع الجاري، أي نهار الجمعة المقبلة، المصادفة للتاسع من الشهر الجاري .
وهنا لا بد من العودة إلى ما حدث من اتصالات وزيارات سبقت تحديد موعد زيارة هوكشتاين إلى المنطقة، وهي على التوالي:
اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيلة يائير لابيد، وتباحث معه في قضية ضرورة الانتهاء سريعا إلى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ووصول الأمور إلى نتائج إيجابية .
كذلك قام رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، بزيارة خاطفة إلى الولايات المتحدة لبحث ذات الموضوع .كما أتت زيارة رئيس الاستخبارات الفرنسية ايمانويل بون إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبحث موضوع الترسيم الحدودي، وحث الأمريكيين على تفعيل وساطاتهم فيما خص الترسيم الحدودي البحري والوصول إلى نتائج إيجابية سريعاً، وذلك لنزع كل سُبل التصعيد والتهديدات المتبادلة ما بين القيادات العسكرية الإسرائيلية وحزب الله، وعلى رأسه أمينه العام حسن نصرالله .
كل هذه المساعي أعطت الإشارة للوسيط الأمريكي لتفعيل وساطته .
ورشح من بعض المصادر بأن هوكشتاين وأثناء التحضير لزيارته قام ببعض الاتصالات، ومنها على وجه الخصوص مع كل من وزيرة الطاقة والمياه الإسرائيلية كارين حرار، وتفيد معلومات على أنه اتصال كان جيداً وإيجابياً .
وتواصل أيضا مع بعض الأطراف الفرنسية، ومنها على وجه الخصوص شركة “توتال” الفرنسية، واستوضح من قياداتها الإدارية عن إمكانيات الشركة والفترة التي تحتاجها للبدء بأعمالها فيما خص البلوك رقم 9، ويتضمن حتماً حقل “قانا” وفق التسمية اللبنانية .
لذلك، يُتوقع أن يزور الوسيط الامركي إسرائيل قبل زيارته للبنان، ليكون على بينة من الملاحظات الإسرائيلية التي سينقلها إلى القيادات اللبنانية، ليتم على ضوء الأجوبة صياغة مسوة اتفاق يتضمن كافة التفاصيل، حتى تكون واقعية ونهائية تأخذ بعين الاعتبار أية حقول مشتركة قد تظهر فيما بعد، وحتى لا تؤسس لمشاكل جديدة ما بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي، مما سيُتيح للاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، ليكون بمثابة صياغة واقعية تساهم بوضع حلول تأخذ بعين الاعتبار ما سيظهر لاحقاً .
هذا الأمر سيكون بمثابة اتفاقية تُنظم العلاقات الحدودية البحرية، كما حصل على مستوى الحدود البرية، ولكي يجد حلولاً مُسبقة لأي مشاكل قد يتوقع بروزها فيما بعد .
إذن على ضوء ما تقدم، ونتيجة الأجواء والأجوبة التي ستتوضح بعد زيارته، مما سيدفعه لوضع مسودة اتفاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الطرفين وتأمين الاستدامة لها .