لبنان: مسلسل اقتحام المصارف مستمر ووزير الداخلية يتهم الخارج؟!

لبنان: مسلسل اقتحام المصارف مستمر ووزير الداخلية يتهم الخارج؟!

السؤال الآن بيروت

اقتحم مواطنون لبنانيون في أكثر من منطقة مصارف مطالبين بأموالهم المحتجزة. فمنذ الصباح الباكر بدأت عمليات الدخول إلى المصارف بالسلاح، الحقيقي أو المزيّف، وتراوحت أعداد المصارف التي تعرضت إلى الاقتحام بين 8 و 13 اذ ترددت اخبار عن اقتحامات بعض المصرف جرى نفيها لاحقا.

وتأتي هذه الاقتحامات نتيجة السرقة الموصوفة التي تعرض لها المودعون اللبنانيون الذين استفاقوا ليجدوا أن جنى أعمارهم طار، فيما تهريب ثروات الحكام تتواصل منذ العام 2019، فيما تخوف البعض من انفلات امني مع ارتفاع هجمات المودعين لاسترداد مدخراتهم وتجمعات تدعمهم.

افتتح المواطن محمد قرقماز السبحة، برفقة شخصين، إذ اقتحم فرع “بنك بيبلوس” في الغازية مطالباً بأمواله، وعندما لم يتم الاستجابة لطلبه، عمد إلى تهديد الموظفين بسلاح حربي وسكب مادة البنزين وهدّد بإحراق المصرف في حال لم يتم إعطاؤه وديعته. ونال المقتحم قرقماز مبلغ يقدر بـ19,200 دولار سلمه لشخصٍ كان ينتظره في الخارج، قبل أن يسلّم نفسه لقوى الأمن ويتبيّن أنّ السلاح الذي كان بحوزته مسدّس بلاستيكي.

وفي ثاني حادثة من نوعها، اقتحم مودع آخر فرع “بنك لبنان والمهجر” في منطقة الطريق الجديدة ـ بيروت، مطالباً بالاستحصال على ودائعه. كذلك، اقتحم مودعون “بنك لبنان والخليج” في فرعَيه الحمرا والرملة البيضاء في بيروت للحصول على ودائعهم.

أما الاقتحام الخامس، فكان من نصيب “البنك اللبناني الفرنسي” فرع الحمرا. والسادس لبنك “بلوم بنك” فرع الكونكورد. والسابع في “بنك عودة” بالشياح في ضاحية بيروت. أما الاقتحام الثامن، اقتحام المودع محمد الموسوي لـ”بنك اللبناني الفرنسي” ـ فرع الكفاءات، وخرج بعد حصوله على 20 ألف دولار، وقال إنه “دخل البنك بمسدس بلاستيك”.

والاقتحام التاسع هو لملازم أول بالجيش، في “بنك البحر المتوسط” في شحيم بجبل لبنان، وسط إطلاق نار. أما العاشر فهو اقتحام المواطن (أ. د) “بنك سوسيتيه جنرال” في النبطية وتبلغ وديعته 40 ألف دولار أميركي وهو يحتجز الموظفين، حاملاً “آر بي جي”.

والاقتحام الحادي عشر هو مصرف في حلبا شمال لبنان. والثاني عشر هو “بنك الاعتماد” في طرابلس. أما الاقتحام الثالث عشر هو “بنك لبنان والخليج” ـ فرع فردان.

وأعلنت جمعية المصارف أنه سيتم إقفال جميع المصارف لـثلاثة أيام ابتداءً من الاثنين المقبل، “استنكاراً وشجبا لما حصل وبغية اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس إدارة الجمعية إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع المقبل، للنظر بشأن الخطوات التالية”. وذلك وسط سيطرة الخوف والذعر على الأجواء الأمنية أمام أبواب المصارف، وبعد أن فاض قهر اللبنانيين بهم، وصبوا جام غضبهم على البنوك التي حجزت أموالهم منذ أشهر وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة في البلاد، وتدهور قيمة العملة المحلية بشكل دراماتيكي.

أغرب حوادث الاقتحام التي شهدها لبنان، كان في بلدة شحيم في محافظة جبل لبنان، حيث اقتحم ملازم أول في الجيش اللبناني برفقة والدته، بنك البحر المتوسط، وأطلق عيارين ناريين في الهواء مطالباً بوديعته التي تفوق 150 ألف دولار. فيما أفادت المعلومات بأنه خرج من السلك العسكري قبل سنة، ولم يعرف حتى الساعة تفاصيل أخرى.

أما في منطقة طريق الجديدة في بيروت، فقام المودع عبد الرحمن سوبرة باقتحام فرع بنك “لبنان والمهجر” مطالبا بوديعته التي تفوق 200 ألف دولار. وجرت عملية تفاوض لاستلام وديعته على تسليمه إياها على حساب 12 ألف ليرة فيما سعر الدولار في السوق السوداء 38 ألف ليرة.

وفي عملية أخرى اقتحم المودع ج.س. البنك مطالباً بوديعته التي تبلغ 50 ألف دولار وهو يحمل “بندقية صيد. أما المودع م. الموسوي فاقتحم بنكاً آخر بمسدس للحصول على وديعته.

يشار إلى أن عمليات الاقتحام اليوم الجمعة 16 سبتمبر 2022، تأتي بعد يومين على اقتحام المودعة سالي حافظ فرع “لبنان والمهجر” في بيروت وتمكّنها من سحب 13 ألف دولار، (الأربعاء الفائت) قبل أن يحذو حذوها في اليوم نفسه المودع رامي شرف الدين في فرع “بنك البحر المتوسّط” في عاليه.

وكانت البنوك اللبنانية منعت منذ العام 2019 معظم المودعين من سحب مدخراتهم، فيما تفاقمت الأزمة الاقتصادية، تاركة الكثير من المواطنين غير قادرين على سداد تكاليف احتياجاتهم اليومية الأساسية.

من جهتها، أعلنت جمعية المودعين أن هذه العمليات ستستمر ما لم يسترجع الناس أموالهم، وأكدت ان هذه الخطوة ليست الحل لأن مسلسل الاقتحامات سيتجدد.

وعقد في وزارة الداخلية اجتماع طارئ لمجلس الأمن الداخلي المركزي بدعوة من الوزير بسام مولوي، بحث في الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء الأحداث المستجدة على المصارف. وقال مولوي على الأثر: الهدف من هذا الاجتماع حماية البلد والنظام، وأتوجه إلى المودعين بالقول إنّ حقوقكم لا يمكن أن تستردوها بهذه الطريقة لأنّها تدمر النظام المصرفي وتؤدي إلى خسارة بقية المودعين لحقوقهم. أضاف: “هدفنا حماية البلد والمودعين، ولا يجب أن يدفع أحدهم المودع للإضرار بالوضع الأمني في البلد، وتشدّدنا بالإجراءات الأمنيّة هدفه ليس حماية المصارف بل حماية النظام اللبناني”. وتابع: “هناك جهات تدفع الناس إلى تحركات ضدّ المصارف، ولا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل لسرية التحقيق ونتعامل بحكمة مع الموضوع… ما نشهده اليوم ظاهرة غير صحيّة، ونحن مع المودعين ومن مصلحتهم أن يكون هناك نظام في البلد، والإجراءات التي سنتخذها وفقاً للقانون وإشارات النيابات العامة”.

وهدد المنسق الإعلامي لـ”جمعية صرخة المودعين” موسى أغاسي في تصريح صحافي أن الجمعية “لا تعترف بأي مفاوضات لا تكون هي فيها، وهي ستهاجم بيوت أصحاب المصارف إذا أغلقت المصارف أبوابها”.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة