لبنان: مأساة 73 ضحية في مخاطرة للهرب من القهر والذل

لبنان: مأساة 73 ضحية في مخاطرة للهرب من القهر والذل

السؤال الآن:

مأساة جديدة من مآسي اللبنانيين الهاربين من جحيم الحياة الذي أوقعهم فيه عهد الفساد والقتل، بواسطة مراكب الموت طمعا بالهجرة إلى أوروبا، عن طريق مافيات تنشط لنقل من يطمح بحياة كريمة بدل العيش في بلد الذل والقهر، وهي مافيات محمية من أحزاب السلطة التي تمسك بقرار المعابر والتهريب، ولم يحسم عدد الضحايا حتى الآن، إذ الأرقام في حالة تصاعد، وبلغت في آخر إحصاء 73 ضحية.

فقد هزّت أخبار العثور على (مركب الموت 2) الشارع الطرابلسي والعكاري، وخيّمت أجواء الحزن والغضب لتبدأ رحلة وداع وعذاب جديدة.

وأعلن المرصد السوري صباح اليوم، عن ارتفاع عدد ضحايا المركب الذي غرق قبالة طرطوس في سوريا إلى 62، وكان المركب قد انطلق منذ أيام من منطقة المنية شمال طرابلس وعلى متنه مهاجرين من جنسيات مختلفة.

وأشار وزير الاشغال والنقل اللبناني علي حمية إلى أن “عدد الضحايا وصل حتى اللحظة إلى 73 ضحية”، لافتاً إلى أن “عدد الناجين 19 شخصاً، والعدد الأكبر منهم سوريون”. وأوضح حمية في حديث تلفزيوني أن “اغلبية الضحايا في حادثة غرق مركب المهاجرين قبالة طرطوس، ليست لديهم أوراق ثبوتية”، مضيفا أن “بناء على أحد المعطيات من أحد الناجين، وفق ما أخبرني وزير النقل السوري، أن عدد من كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً”.

ولفت الوزير حمية إلى أن “الزورق خشبي وصغير جداً، وهو وصل إلى لبنان منذ شهرين”.

وتم العثور على جثتي طفلين كانا برفقة والدتهما، فيما البحث ما زال مستمرا عن الوالدة ومجموعة من الأطفال الآخرين. وبعد وصول جثتي الطفلين، تم تشييعهما ودفنهما في مقبرة القرقف في عكار.

وتم توجيه دعوة لأهالي المفقودين للتوجه إلى مشفى الباسل بطرطوس للتعرف على الجثث الموجدة بالبراد، كونها مجهولة الهوية.

من جهة ثانية، انتشرت تسجيلات صوتية من داخل مشفى الباسل في طرطوس، تحدّثت عن انتشال 65 جثّة، لم تعرف هوية عدد كبير منهم، ووجهت دعوات لمن يعلم بأشخاص غادروا على متن المركب للتعرف عليهم.

هذا، وواصلت السلطات السورية عمليات البحث في البحر عن ناجين محتملين أو عن جثث ضحايا، خصوصاً أن التقديرات تتحدّث عن وجود ما بين 150 و170 شخصاً على متن المركب. كما انتشر فيديو لعدد من الجثث التي تم انتشالها في مشهد مؤلم.

وفي سياق متصل، نفّذت عناصر مخابرات الجيش عمليّة دهم في ببنين العكارية، وقامت بتفتيش منزل المدعو علي نديم ديب بحثاً عن ابنه يوسف علي ديب ووالدته خديجة.

ووفقاً للمعلومات، لم يتمّ العثور على يوسف ووالدته خديجة، والبحث عنهما جاء نتيجة الاشتباه بتورّطهما في قضايا الهجرة غير الشرعية.

وهنا أسماء بعض الناجيين حتى الساعة:

 فؤاد أحمد حبلص – 30 سنة – لبنان، محمد حسن بلال – 52 سنة – حلب، حسن قليح – 57 سنة – ادلب، حميده قليح – 20 سنة – ادلب، رؤى حبوش – 20 سنة – لاذقية، راما حبوش – 22 سنة – لاذقية، وسام تلاوي – 37 سنة – لبنان، محمود عثمان – 36 سنة – ادلب، أمجد غبو – 17 سنة – ادلب، زين الدين حمد – 24 سنة – لبنان، دعاء عبد المولى – 22 سنة – طرابلس، صالح أركيل – 32 سنة – ادلب، أحمد غنجو – 27 سنة – لاذقية، فاذي خرفان – 36 سنة – لاذقية، محمد اسماعيل – 40 سنة – نهر البارد، خالد حسن بديوي – 45 سنة – لاذقية، أحمد البكور – 21 سنة – ادلب، جهاد بشلاوي – 35 سنة – فلسطيني، صالح رزوق – 35 سنة – طرابلس، ابراهيم منصور – 29 سنة – نهر البارد

ولبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة، يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري فرّوا من الحرب التي تعصف ببلدهم منذ أكثر من 10 سنوات. إضافة إلى ذلك يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، غالبيتهم في 12 مخيّماً.

ووفقاً للبنك الدولي، يمرّ لبنان منذ 2019 بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية على الصعيد الدولي منذ عام 1850 سببها سوء الإدارة وفساد الطبقة الحاكمة التي ظلّت بدون تغيير تقريباً لعقود.

وفي ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تضاعف عدد المهاجرين الذين يحاولون الفرار بحراً من لبنان، وغالباً ما تكون وجهتهم جزيرة قبرص، الدولة الأوروبية الواقعة قبالة السواحل اللبنانية.

وفي أبريل الماضي، أسفر غرق مركب محمّل بالمهاجرين قبالة طرابلس (شمال) عن مصرع ستة منهم وأثار استياء شديداً في البلد المتأزم.

ووفقاً للأمم المتحدة، غادر أو حاول ما لا يقلّ عن 38 زورقاً يحمل أكثر من 1500 شخص مغادرة لبنان عن طريق البحر منذ 2020.

وفي 13 سبتمبر، أعلن جهاز خفر السواحل التركي مقتل ستة مهاجرين بينهم طفلان في عرض بحر إيجه، فيما جرى إنقاذ 73 آخرين كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا بعدما انطلقوا من طرابلس في شمال لبنان.

<

p style=”text-align: justify;”> وتعلن السلطات اللبنانية مراراً إحباطها محاولات هجرة غير شرعية عبر البحر.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة