إيران: الانتفاضة مستمرة .. وفنانون في قلبها

إيران: الانتفاضة مستمرة .. وفنانون في قلبها

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

تواصلت الاحتجاجات في بعض مناطق إيران ليلا واستمرت حتى صباح اليوم، ولبى العديد من الناشطين الدعوات للتجمع في جميع المناطق.

وافيد عن وقوع اشتباكات عنيفة في “دره دريج” في كرمانشاه، بعد محاولات القوات الأمنية تطويق المنطقة، وسط تحذيرات من احتمال حدوث كارثة إنسانية.

وكانت قوات الأمن، تقف أمام مستشفى تجريش بطهران وقاعة الطوارئ لكتابة إحصائيات الجرحى، حتى إن قوات الوحدة الخاصة دخلت القاعات مساء امس، في الوقت الذي أغلقت فيه الحكومة الإنترنت، قال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن واشنطن ملتزمة بإتاحة أدوات الاتصال الحيوية للشعب الإيراني عند احتجاجه السلمي على العنف ضد المرأة و”إنكار حرياتها الأساسية”.

وأشار السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز أيضًا إلى توفير الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، وقال: يجب على أميركا معاقبة السلطات القمعية الإيرانية دعمًا للمحتجين، وتوفير قنوات الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، ولعب دور قيادي في الساحة الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عملية ضد النظام.

كما كتب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة: “فرنسا تدين قمع النظام الإيراني من أجل النساء اللواتي خلعن الحجاب بشجاعة ووقفن أمام البندقية”.

وأكدت مجلة فوربس، التي نشرت مقالاً بعنوان “الثمن الذي تدفعه المرأة مقابل الحرية في إيران”، إنه “يجب على المجتمع الدولي اتخاذ جميع الإجراءات المتاحة لضمان العدالة والمحاسبة على العنف ضد النساء والفتيات في إيران والعنف المستخدم ضد المتظاهرين”.

وبحسب سينا يوسفي، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين، فقد تم اعتقال “أكثر من 1700 شخص” في تبريز وحدها. وقال يوسفي إن لجنة حقوق الإنسان في نقابة المحامين الأذربيجانيين شكلت “لجنة دفاع” لتقديم الدعم القانوني لمعتقلي الاحتجاجات الأخيرة.

وبقي المتظاهرون في مناطق بطهران، بما في ذلك نازي آباد، وشارع شريعتي، وصادقية، وحي إكباتان، وشارع قزوين، في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل ورددوا الهتافات، مغلقين الشوارع بإشعال النيران، وكانت معظم شعاراتهم تستهدف علي خامنئي.

وقال شهود عيان إن الحشد الهائل من المتظاهرين في نازي آباد نجح في جعل قوات الأمن تهرب أثناء الاحتجاجات.

واحتج طلاب جامعة “تربية مدرّس” بطهران على اعتقال الطلاب المتظاهرين وقمع انتفاضة الشعب في جميع أنحاء البلاد، تاركين آثار أيدي ملطخة بالدماء على أبواب بعض صفوف الجامعة. وقام المتظاهرون في كرج بإغلاق أحد الشوارع بإشعال النار. كما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع داخل مجمع كاشاني التجاري في طهران.

ونزل أهالي شاهين شهر إلى الشوارع مرددين شعار “لن نُهزم بالمدفع والدبابة والصاروخ، يجب أن يرحل الملالي”.

في الوقت نفسه، بمحافظة فارس، هاجم الباسيج وقوات النظام الناس في شيراز ورشوا رذاذ الفلفل على الركاب داخل الحافلات. كما نزل المتظاهرون في “مشهد” إلى الشارع ورددوا هتافات مثل “المرأة، الحياة، الحرية”.

كما استمرت التجمعات الشعبية في الخارج دعمًا للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في إيران بعد مقتل مهسا أميني. ونظمت مظاهرتان في ستوكهولم، وفي برلين.

واظهرت مقاطع فيديو أن معارضي النظام الإيراني قاموا برش طلاء أحمر على جدار السفارة الإيرانية في دبلن بأيرلندا كعلامة على الاحتجاج.

هذا ودخل إضراب عمال صناعة النفط والبتروكيماويات يومه الرابع، اليوم الخميس، وأفادت تقارير عن استمرار إضراب عمال مصفاة عسلوية بمحافظة بوشهر وعبادان في محافظة خوزستان جنوبي إيران. وهدد العمال بتوسيع الإضراب إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين.

من جهة ثانية، طالب رئيس السلطة القضائية في إيران القضاة المكلفين بالنظر في قضية معتقلي التجمعات الأخيرة بالامتناع عن إصدار “أحكام ضعيفة” للأشخاص الذين وصفهم بـ”العناصر الأساسية” للاحتجاجات.

وقال غلام حسين محسني إيجه إي اليوم: “التعاطف غير الضروري والأحكام الضعيفة هما ظلم للشعب والمستقبل”.

هذا وتم اعتقال عدد غير معروف من طلاب المدارس المتظاهرين، وإرسالهم إلى مركز الإصلاح، بحسب الوزير المختص. وقد تم نشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو لإطلاق النار المباشر على المتظاهرين والمنازل السكنية في مدن إيران المختلفة.

وفيما تقول السلطات الإيرانية إنها أبدت ليونة تجاه الاحتجاجات، لقي ما لا يقل عن 210 أشخاص مصرعهم خلال الاحتجاجات الأخيرة، بحسب تقارير حقوقية.

ولا يُعرف العدد الدقيق للقتلى والجرحى والمعتقلين في الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني، حيث ترفض سلطات النظام الإيراني، كما في السابق، تقديم إحصائيات رسمية ودقيقة في هذا المجال.

وقد تواصلت احتجاجات طلاب الجامعات والمدارس بدعم من بعض الأساتذة، فيما دان عدد من الممثلين والرياضيين الأعمال الدموية لقوات الأمن، معربين عن دعمهم لاستمرار الاحتجاجات الشعبية.

من جهتها، قامت منظمة “اوج”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بتركيب لوحة جدارية بعنوان “نساء من بلادي إيران” مع وجوه عدد من النساء الإيرانيات المشهورات في ساحة “ولي العصر” بطهران، وكان بينها صور ممثلات مثل فاطمة معتمد آريا ومرضية برومند.

وبعد ساعات من نشر صورة هذه الجدارية الحكومية في الفضاء الإلكتروني، طالبت المخرجة مرضية برومند، والممثلة، فاطمة معتمد آريا، بإزالة صورهما من هذه الجدارية. وفي فيديو نشرته بدون حجاب، قالت فاطمة معتمد آريا، تعليقا على هذه الجدارية: “في أرض يُقتل في ساحاتها أطفال صغار وفتيات صغيرات وشبان محبون للحرية، لا أعتبر امرأة، أنا والدة مهسا، أنا والدة سارينا، أنا أم كل الأطفال الذين قتلوا في هذه الأرض، ولست امرأة في أرض القتلة”.

وكتبت بروانه كاظمي، متسلقة إيفرست، التي نشرت صورتها على جدارية ساحة “ولي العصر”، احتجاجًا على هذا العمل: “عار علينا، صورة المرأة الإيرانية تستخدم فقط للإساءة”. وتابعت كاظمي: “أنا غاضبة لرؤية صورتي في هذه اللوحة، بينما صورة نساء ورجال بلادي الملطخة بالدماء مطبوعة في هذه الشوارع”.

من ناحية أخرى وفي رسالة بالفيديو قال الممثل محمد عمراني: “لن أصمت بعد الآن، أعلم أن لديكم دافعًا ماديًا لإسكاتنا، لكن دافعنا أقوى: حب الحرية. هل أنتم مسلحون؟ حسنًا، نحن مسلحون أيضًا. أهم سلاح في العالم بين أيدينا: دماؤنا.. دماء ندا ونويد ونيكا.. دماء بويا وحديث ومهسا. أي سلاح أكثر سخونة من دماء أبناء إيران؟ من زاهدان إلى كردستان؟ لا بد أنكم سمعتم أن الدم ينتصر على السيف. سمعتم.. انظروا الآن”.

وفي الأيام القليلة الماضية أيضًا، مُنعت الممثلة السينمائية الشهيرة هديه طهراني من المغادرة، كما أن صفحتها على “إنستغرام” لم تكن متاحة.

كما نشرت الفنانة بانتا آبهرام، صورة لها بدون حجاب على صفحتها الشخصية على “إنستغرام”، أظهرت إصابة وجهها. ويبدو أن ذلك حدث نتيجة تعرضها للضرب على أيدي قوات الأمن.

من جهتها، أعلنت كندا أنها فرضت عقوبات جديدة على 17 من المسؤولين السابقين والحاليين في النظام الإيراني، حيث ضمت قائمة الخاضعين للعقوبات أسماء 3 مؤسسات تورطت في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران أو سهلت ذلك.

وفي هذه القائمة، ورد اسم سعيد مرتضوي، المدعي العام السابق في طهران، المتورط في مقتل الصحافية الإيرانية الكندية زهرا كاظمي ووزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، وأمير حاتمي، وزير الدفاع في حكومة حسن روحاني ورئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، ورئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون، بيمان جبلي، وممثل المرشد الإيراني في صحيفة “كيهان”، حسين شريعتمداري، في قائمة عقوبات الحكومة الكندية.

و من بين الأفراد الآخرين الذين فرضت كندا عقوبات عليهم: قائد قوة شرطة محافظة تشهارمحال وبختياري، منوشهر أمان الله، ورئيس سجن رجائي شهر، غلام رضا ضيايي.

وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قد أعلن في 7 أكتوبر (تشرين الأول) عن تحرك بلاده لمنع 10000 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وكبار المسؤولين من دخول البلاد.

ومع ذلك، فإن الحكومة الكندية لم تدرج حتى الآن الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة