منتهى الأطرش … اسم لا يغيب
عارف دليلة
منتهى سلطان باشا الاطرش
كانت وستبقى كلمتها الثورية صداحة
نصرة للحق والحرية والعدل والكرامة حتى تعود سورية شامخة، كما أرادها قائد الثورة السورية سلطان باشا الاطرش، الذي إستطاع أن يجمع قبل قرن مختلف اطراف الشعب السوري لمقاومة المستعمر الفرنسي، حتى بالسلاح الابيض، والانتصار عليه بمعارك لاتنسى جعلت قيامة دولة سورية الموحدة أمرا محتوما .
فهل ترضى منتهى الاطرش أن تحل مختلف أشكال الاحتلالات الجديدة اهلا وتطأ سهلا ارض سورية الحرة الابية، وتستقبل بالاحضان، بديلا عن اهل سوريا الاصيلين، وعلى أنقاض بيوتهم ودولتهم؟
منتهى الاطرش قالتها منذ اليوم الاول، دون تهاون: لا والف لا ! وبقيت تقولها حتى أسلمت الروح !
قالتها عندما تشاركنا مجموعة من أحرار المجتمع المدني، في شهر آذار عام ٢٠١١، في الاجتماع الجماهيري الكبير للعزاء بالشهداء الذين سقطوا في القابون، يوم لم يكن احد في سورية يرفع الا سلاح الكلمة، كلمة الاصلاح الوطني الجذري الشامل المستحق، الذي لم يكن لسورية مستقبل دونه، واذ به يواجه بما يجعل سورية كلها دولة وشعبا وحاضرا ومستقبلا، في خبر كان !
كانت كلمتها وكلمتي وكلمات الزملاء الاخرين تتحدث عن سورية الجديدة بأفصح وأنظف العبارات الهادفة الى قطع الطريق على الكارثة الماحقة !
احر العزاء للاهل الكرام، اهل جبل العرب الاشم، ولجميع السوريين الوطنيين الشرفاء، بفقد صاحبة الكلمة الحرة التي لاتقبل، من على الارض او في اعالي السما، باقل من سورية دولة عصرية لجميع ابنائها ديمقراطية، نظيفة من الفساد والاستبداد والاحتلالات الاستعمارية .
وستبقى صورة قائد الثورة السورية في ذاكرتي، يوم نظمنا رحلة خاصة من جامعة دمشق لزيارته في دارته في القريا عام ١٩٦٤، وسمعنا منه حديث البطولة والشهامة والوطنية، وهي صورتي واقفا الى جانب الثائر الوطني الكبير على درجات مدخل بيته المتواضع الشريف.
الرحمة للفقيدة الحرة منتهى الاطرش.
توفيت منتهى الأطرش يوم 12ـــــ 10 ـــــ 2022 عن عمر ناهز 84 عاما، في دمشق وهي ابنة قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش ونعى العديد من السياسيين والنشطاء السوريين المعارضين الصحفية السورية، مستذكرين مواقفها الجريئة ضد النظام ودعمها للثورة السورية ومطالبها في الحرية والكرامة وحقوق الإنسان، وقد وريت الثرى في بلدتها القريا.