سجن إيفين: مقتل 4 واصابة 61 وتعذيب وبتر أعضاء

سجن إيفين: مقتل 4 واصابة 61 وتعذيب وبتر أعضاء

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

بعد اندلاع حريق شديد في سجن إيفين بطهران ليل امس، وسماع أصوات طلقات رصاص مستمرة وصفارات إنذار من هذا السجن، اتجه المتظاهرون القلقون على حالة المعتقلين نحو السجن رغم اعتداءات قوات الأمن، وأصبحت الأحياء المحيطة به مسرح انتفاضة مناهضة للنظام.

وبينما لا تزال الأبعاد الكاملة للكارثة في إيفين، غير واضحة، علم أن 4 أشخاص على الأقل قتلوا خلال الهجوم واصيب 61 الذي شنته القوات الأمنية وما تلاه من حريق.

وعند الرابعة من فجر اليوم، تم نقل مجموعة من السجناء من عنبر الثامن في إيفين ، أي السجناء السياسيين ، بالحافلة إلى مكان مجهول.

ووفقا للتقارير الأولية، فقد بدأ الحريق في سجن إيفين في الساعة 9:00 صباحا من العنبر 7، وأخذ حراس السجن يطلقون النار باستمرار على السجناء. وبعد هذا الاشتباك، انطلقا صفارات الإنذار في السجن.

وحدث اضطراب في العنبر 7 من سجن إيفين، ودوت صفارات الإنذار عدة مرات، ومع تصاعد التوتر بدأ صوت إطلاق النار. وأفادت التقارير بأنه بعد إطلاق أكثر من 200 إلى 300 طلقة، حاول السجناء الخروج إلى الساحة وكسروا أبواب الصالة 4 جنوبي السجن، ولكن عندما وصلوا إلى الباب الأخير، بدأ حراس الأمن في القاعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع والغاز الملون.

وذكرت وكالة أنباء “فارس”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأن الحريق في سجن إيفين نتج عن حرق “مستودع الملابس وورشة العمل” في السجن، بعد “صراع مفتعل” بين سجناء العنبرين السابع والثامن.

وحول دوي الانفجارات التي سمعت أثناء الحادث، زعمت أن عددا من السجناء هربوا أمس السبت، ودخلوا حقل ألغام بعد “اشتباك مع قوات الأمن”، وأن الانفجارات التي سمعت تتعلق بهذه القضية.

وافيد أن حالة عدد من السجناء خطيرة بسبب استنشاق كمية كبيرة من الدخان والغاز وتم نقلهم إلى المستشفى، كما أصيب عدد من السجناء الآخرين بجروح من طلقات نارية وتم نقلهم إلى المستشفى أيضا. وقد وصف الحراس الوضع بأنه كارثي.

وذكر شهود عيان أن الحريق امتد إلى أجزاء متفرقة من السجن إيفين وانهار جزء من سقفه بسبب شدة الحريق. وبعد نشر هذا الخبر، توجه عدد من أهالي السجناء إلى إيفين خائفين على حالة أحبائهم.

هذا وأصدرت مجموعة “شباب أحياء طهران” أيضًا بياناً يشير إلى الحريق في سجن إيفين وطلبت من جميع المواطنين، وخاصة المقيمين حول إيفين، “منع حدوث كارثة إنسانية” من خلال التواجد حول السجن.

ومع استمرار حريق سجن إيفين، تجمع المواطنون حول السجن ورددوا شعارات مناهضة للنظام مثل “الموت للديكتاتور”.

ووقد بث التلفزيون الرسمي اليوم مقاطع فيديو عن السجن الذي يضم سجناء سياسيين ونشطاء مناهضين للحكومة في العاصمة الإيرانية طهران، تظهر عودة الهدوء إلى السجن الس السيئ السمعة.

وأثار الحريق الحديث عن الممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها سلطات السجن في حق السجناء، فيما تشير تقارير حقوقية إلى “التعذيب الممنهج وبتر الأطراف داخل معقل الانتهاكات في إيران.

يذكر أنه في عام 2018، أدرجت الحكومة الأميركية السجن على قائمة سوداء بسبب ما يشهده من “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

يقع السجن على سفوح تلال على الطرف الشمالي لطهران، ويضم مدانين جنائيين ومعتقلين سياسيين، وتحتجز السلطات الإيرانية داخله العديد من المعتقلين السياسيين ومزدوجي الجنسية في إيران.

وهذا السجن معروف بإساءة معاملة السجناء السياسيين، كما أنه يضم سجناء أجانب، وقد أفادت تقارير أن المئات ممن اعتقلوا خلال التظاهرات أودعوا فيه. وقد حذرت منظمات حقوقية، الأحد، من أن “حياة السجناء بسجن إيفين في خطر”، بعدما اندلع حريق فيه.

فعلى خلفية الحريق داخل السجن، قالت مجموعة “حقوق الإنسان في إيران” التي تتخذ من أوسلو مقرا لها، إن “حياة كل سجين سياسي أو سجين عادي في خطر شديد”.

وقالت مجموعة “حرية التعبير المادة 19” إنها سمعت بتقارير عن قطع اتصالات الهاتف والإنترنت في السجن، وإنها “قلقة جدا على سلامة سجناء إيفين”.

وقالت الأكاديمية الأسترالية كايلي مور غيلبرت، التي احتُجزت في إيفين لأكثر من 800 يوم سجنت فيها في إيران، إن أقارب سجينات سياسيات معتقلات هناك أكدوا لها أن “كل النساء في جناح السجينات السياسيات في السجن سالمات وبأمان”، وفقا لما نقلته “فرانس برس”.

ومن بين المواطنين الأميركيين الآخرين المحتجزين في إيفين خبير البيئة مراد طهباز، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا، ورجل الأعمال عماد شرقي.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في تغريدة، أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، محملا “إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين بدون وجه حق والذين يجب إطلاق سراحهم فورا”.

ويتم احتجاز العديد من مزدوجي الجنسية الآخرين في إيفين، ومن بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه، والإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، وهو طبيب وباحث في طب الكوارث، وفقا لسعيد دهقان.

وأفادت تقارير أن المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، صاحب الجوائز السينمائية الدولية، والسياسي الإصلاحي مصطفى تاج زاده محتجزان أيضا في إيفين.

واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، سلطات السجن باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن إلى أجل غير مسمى لإخضاع النزلاء وكذلك إجراء استجوابات طويلة معهم وحرمانهم من الرعاية الطبية، وفقا لما أوردته وكالة “رويترز”.

وفي يوليو 2022، كشفت منظمة “إن بويا ترابي” غير الحكومية والتي تتخذ من لندن مقرا لها، عن قيام السلطات في السجن بـ”بتر أصابع” متهم بالسرقة، باستخدام “مقصلة”.

وكان الرجل في الثلاثينات من عمره، وتم نقله إلى المستشفى فور قطع أصابعه بحضور عدد من المسؤولين وطبيب من سجن إيفين في طهران، وفقا لـ”فرانس برس”.

وبحسب منظمة “العفو الدولية”، فقد بترت السلطات الإيرانية أصابع معتقل آخر هو سيد بارات حسيني، دون إعطائه مخدرا.

وقد حُرم هذا الأخير من الرعاية الصحية العقلية والجسدية اللازمة، وفقا للمنظمة غير الحكومية، ووضع في الحبس الانفرادي في إيفين “للحيلولة دون انكشاف عقوبته وحالته الصحية الحالية”.

 

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أعربت عن قلقها حيال “هذا الموضوع”، وحضت إيران على إلغاء أشكال العقاب الجسدي كافة.

كما قالت منظمة “العفو الدولية” إنه “جرى تركيب مقصلة خاصة في إيفين من أجل مركزية تنفيذ أحكام البتر الصادرة في جميع أنحاء البلاد”.

ووفقا لمركز “عبد الرحمن بورومند”، أقدمت السلطات الإيرانية على بتر أصابع ما لا يقل عن 131 رجلا منذ يناير 2000.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة