خامنئي يتهم أميركا بتحريض المتظاهرين… والمحتجون يردون عدونا هنا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
فيما تواصلت الاحتجاجات الشعبية في إيران، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، ردًا على احتجاجات التلاميذ، إنهم وقعوا تحت تأثير “الإثارة والعواطف”، وأصبحوا لعبة بيد بعض الأشخاص “الذين دخلوا بخطة وبرنامج”.
وهاجم خامنئي في خطاب له اليوم خامنئي، أميركا وقال إن دعم السياسيين الأميركيين للشعب الإيراني “نفاق ووقاحة”.
وقال المرشد الإيراني في لقاء اليوم مع “مجموعة من التلاميذ”، عشية الذكرى السنوية للهجوم على السفارة الأميركية في طهران واحتلال هذه السفارة، إن هذا الهجوم يظهر أن أميركا ليست “قوة لا يمكن المساس بها” و”ضعيفة تمامًا”. واعتبر أن من يقول إن هذا الهجوم هو أصل الخلافات الحالية بين طهران وواشنطن فهو “كاذب”، وأن هذه الخلافات موجودة “منذ 19 أغسطس (آب) عام 1953”.
في غضون ذلك، طالب المتظاهرون، خلال الاحتجاجات، بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، وأدانوا معاداة أميركا في السياسة الخارجية للنظام الإيراني بشعارات مثل “عدونا هنا، إنهم يكذبون يقولون إنها أميركا”.
واليوم نزل أهالي سنندج، بمحافظة كردستان، إلى الشوارع يوم ورددوا من جديد هتاف “الموت للديكتاتور”.
كما استمرت الاحتجاجات في مختلف المدن، وأصدر النشطاء دعوات إلى الاحتجاج وتوسيع العصيان المدني في الأيام المقبلة.
وشهدت العاصمة طهران مساء الثلاثاء الأول من نوفمبر بحسب مقاطع الفيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعا احتجاجيا وأشعل المواطنون النار بشارع “حافظ”، كما تجمع عدد من المواطنين في شارع “بيامبر”، وفي “طهران بارس” ليلًا ورددوا شعار “الموت للديكتاتور”، و”حرية، حرية”.
وفي مدن أخرى من البلاد، استمرت التجمعات الاحتجاجية في أحياء مختلفة، ونزل المتظاهرون إلى شوارع دهلران، ورددوا هتافات مثل “الموت لخامنئي” و”هذا العام هو عام الدم.. سيسقط فيه المرشد علي خامنئي”.
ومع انتشار الاحتجاجات في المدارس، ردد تلاميذ عدد من مدارس طهران وكرج وسنندج شعارات مثل “الموت للديكتاتور” و”المرأة، الحياة، الحرية”.
في غضون ذلك، هددت الأجهزة الأمنية بوقف وفصل عدد من الأطباء الذين وقعوا بيان احتجاج، أو شاركوا في التجمعات.
من ناحية أخرى، أعلنت مجموعة من النشطاء أن أهالي لورستان سيتجمعون في حفل ذكرى الأربعين لنيكا شاكرمي وقالوا انهم “لن يسكتوا على ظلم هذا الديكتاتور العجوز”.
كما أعلنت عائلة شيرين علي زاده، التي قتلت برصاص القوات الأمنية خلال احتجاجات مدينة تنكابن، أن مراسم ذكرى الأربعين ستقام يوم الجمعة 4 نوفمبر (تشرين الثاني) في مقبرة “باغ رضوان” في أصفهان.
من ناحية أخرى، نفى شقيق فرشته أحمدي، الشابة التي قُتلت بالرصاص في مهاباد، ادعاء رئيس قضاء محافظة أذربيجان الغربية بأن الرصاصة أطلقت من داخل منزلها، وقال في رسالة بالفيديو بجانب والدیه: “استشهدت فرشته برصاص قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ومع انتشار الإضراب المدني في جميع أنحاء إيران اتنتقد مجموعة “شباب أحياء ديواندره” في كردستان، زيادة الإعلانات على التلفزيون الإيراني أثناء كأس العالم، وقالت أن أي إعلان تجاري يعني التعاون مع النظام الإيراني والمشاركة في المجازر المرتكبة. وإذا شوهد أي إعلان، فإن الشعب الإيراني سيقاطع هذه العلامة التجارية.
في المانيا، تجمع عدد من الإيرانيين أمام وزارة الخارجية الألمانية، الثلاثاء، ورددوا شعار “الموت للملالي” باللغة الألمانية. وحمل المتظاهرون صورا لبعض الفنانين المسجونين الآخرين.
من جهة ثانية، وبعد نشر صور وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني، رستم قاسمي، مع زوجته في ماليزيا وهي لا ترتدي الحجاب الذي يفرضه نظام طهران، طالبت صحيفة “فرهيختكان” بإقالته بدعوى “عدم وفائه بوعوده”، كما طلب عضو بالبرلمان من الرئيس الإيراني التحقق من مرض الوزير في أسرع وقت ممكن، والتعليق عليه.
يشار إلى أنه كانت هناك تقارير عن إصابة رستم قاسمي بالسرطان وخضوعه للعلاج. وأكد علي جعفري رئيس مكتب رستم قاسمي صحة هذه الصور، وقال إن هذه الصور تخص زوجة قاسمي.
وكان لنشر هذه الصور انعكاس واسع في الفضاء العام، وقارن البعض ملابس هذه المرأة بملابس مهسا أميني أثناء اعتقالها.
ونشر نجم كرة القدم الإيراني السابق، علي كريمي، هذه الصور على “إنستغرام” وكتب: “أيها الجندي، لا تضرب أبناء وطنك، ولا تقتلهم من أجل هؤلاء”.
الى ذلك، اشارت أحدث الإحصائيات التي نشرتها المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان حول عدد القتلى في الانتفاضة التي عمت أرجاء البلاد حتى 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 277 شخصًا على الأقل، بينهم 40 طفلًا و24 امرأة.
ووفقًا لآخر إحصائيات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، تم الإعلان عن معظم القتلى في يوم 21 و22 سبتمبر (أيلول) و30 سبتمبر (جمعة زاهدان الدامية)، وخلال الأسبوع الماضي كان يوم الخميس 27 أكتوبر (تشرين الأول) أكثر الأيام دموية مع ما لا يقل عن 12 قتيلًا.
وفيما يتعلق بأعداد القتلى “حسب المحافظات” تم الإعلان عن القتلى من 22 محافظة مختلفة، وكان أكثر القتلى من محافظات بلوشستان ومازندران وطهران وكردستان وكيلان على التوالي.
كما شملت المحافظات التي قُتل فيها محتجون: 101 شخصًا في بلوشستان، و33 شخصًا في مازندران، و28 شخصًا في طهران، و24 شخصًا في كردستان، و21 شخصًا في كيلان، و20 شخصًا في أذربيجان الغربية، و13 شخصًا في كرمانشاه، و7 أشخاص في البرز، و4 أشخاص في خراسان رضوي، و4 أشخاص في أصفهان، و4 أشخاص في زنجان، وشخصان في لرستان، وشخصان في مركزي، وشخصان في قزوين، وشخصان في كوهغيلويه وبوير أحمد، وشخصان في أذربيجان الشرقية، وشخصان في أردبيل، وشخصان في إيلام، وشخص واحد في بوشهر، وشخص واحد في سمنان، وشخص واحد في خوزستان، وشخص واحد في همدان.
وحذرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية من أوضاع المعتقلين وإصدار أحكام قاسية، بما في ذلك إمكانية إصدار أحكام بالإعدام عليهم.
وفي هذا الصدد، قال مدير المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان، محمود أميري مقدم: “بدلًا من الانصياع للمطالب القانونية للشعب، لجأ النظام إلى مزيد من القمع وإقامة محاكم صورية. إن الاتهامات والأحكام الصادرة عن هذه المحاكم ليس لها أي شرعية قانونية والغرض منها هو إلحاق المزيد من العنف وترهيب الناس”.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، واجه حتى الآن العشرات ممن اعتقلوا في الاحتجاجات الأخيرة تهم “الحرابة” و”الفساد في الأرض”، وهو ما قد يؤدي إلى أحكام بالإعدام.
وأكدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن العديد من الأدلة تظهر أن السلطات الإيرانية تنوي إصدار عقوبة الإعدام بل وتنفيذها في المستقبل كأداة لقمع وترهيب المعارضة.