اليوم 252 للحرب: معارك ضارية في دونباس .. وقلق من الصدام النووي
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 252 للحرب، دارت معارك ضارية على طول خطوط التماس بين القوات الروسية والأوكرانية في إقليم دونباس، الذي يضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.
ونشر موقع “زفيزدا” التابع لوزارة الدفاع الروسية صورا للعمليات العسكرية في مقاطعة دونيتسك، تظهر استهداف جنود أوكرانيين في المقاطعة، لافتا إلى أن العمليات التي تنفذها القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها، تعيق الجيش الأوكراني وخصوصا في محيط مدينة أفدييفكا.
وأعلن حاكم دونيتسك الأوكراني أن 4 مدنين قتلوا و10 آخرين أصيبوا في قصف روسي على مدن وبلدات عدة في المقاطعة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي الجبهة الجنوبية، قال المتحدث باسم مجلس خيرسون الأوكراني سيرغي خلان إنه لا توجد دلائل على نية روسيا خوض حرب شوارع في خيرسون التي تسعى القوات الأوكرانية لاستعادتها. وقال خلان في مقابلة تلفزيونية “لا توجد تحصينات أو نقاط مراقبة وتفتيش مجهزة بالأسلحة، وجميع الاستفزازات التي تقوم بها القوات الروسية كتفجير عبوة في قسم شرطة فارغ، هدفها ترهيب الناس وإجبارهم على الإخلاء”.
من جهته، اتهم الجيش الأوكراني روسيا بإطلاق عدد من الطائرات المسيرة الانتحارية من نوع “شاهد 136” الإيرانية وسط أوكرانيا وشرقها ليل أمس الثلاثاء، وذلك عقب سلسلة من الضربات الروسية التي استهدفت البنى التحتية في أرجاء البلاد وتسببت في صعوبات بتوفير إمدادات الكهرباء والمياه.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها تمكنت الليلة الماضية من إسقاط 12 من أصل 13 طائرة مسيرة إيرانية الصنع، وذكرت في بيان نشرته عبر تلغرام أن مقاتلات شاركت في إسقاط تلك المسيّرات بالتعاون مع وحدات الدفاع الصاروخي.
وفي هم الحرب النووية، وبعد التصريحات القلقة التي أطلقها مسؤولون أميركيون بشأن بحث قادة في الجيش الروسي استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “أصبحنا قلقين بشكل متزايد إزاء تلك الاحتمالات مع مرور هذا الأشهر”. وشدد على أن الولايات المتحدة تتعامل بجدية وتأخذ كل المؤشرات على محمل الجد مع مسألة الأسلحة النووية.
رغم ذلك، أفاد بعدم وجود أي مؤشرات تدل على نية موسكو استخدام أسلحة نووية في خضم العملية العسكرية في أوكرانيا.
وجاءت هذه التطورات بينما أكد مسؤولون أميركيون أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام النووي لم تكن مجرد تهديدات، مشيرين إلى أن إخفاقات القوات الروسية على الأرض في بعض المناطق بأوكرانيا قد تسرع في استخدام النووي.
وقالوا أن المعلومات الاستخباراتية التي وصلت الى إدارة الرئيس بايدن منتصف أكتوبر الماضي، لم يقدم فيها أي أدلة على أن روسيا تحضر لضربة بالأسلحة النووية التكتيكية.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن “الأولوية القصوى” هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها “عواقب كارثية”، وسط وضع متوتر بين موسكو والغرب حول أوكرانيا. وأكدت في بيان صحافي “نحن على قناعة راسخة بأنه في ظل الوضع الحالي الصعب والمضطرب نتيجة لأعمال غير مسؤولة ووقحة تهدف إلى تقويض أمننا القومي فإن الأولوية القصوى هي منع أي صدام عسكري بين القوى النووية”. ودعت موسكو القوى النووية الأخرى إلى “التخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية للآخرين”.
وأضافت أن “روسيا تسترشد بشكل صارم وثابت بمبدأ أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها على الإطلاق”.
وفي الوقت الذي قالت إن العقيدة النووية لموسكو “ذات طبيعة دفاعية بحتة”، حذرت من أنها قد تستخدم هذه الأسلحة في حالة حدوث عدوان نووي أو “عندما يكون وجود دولتنا في حد ذاته مهددًا”.
ودعا البيان الأربعاء القوى النووية الأخرى في العالم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين إلى “العمل معا لحل هذه المهمة ذات الأولوية”.
من جهته، اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كييف بالسعي لنشر أسلحة نووية لدول الناتو على أراضيها، مشيراً إلى أن الحلف يعمل على إنشاء نظام دفاعي واسع النطاق على حدود روسيا. وأكد في تصريحات اليوم، أن الناتو يزود أوكرانيا بمعلومات استخبارية وانخرط في الحرب ويشن حرب معلومات ضد موسكو.
الى ذلك، وبعد حصول روسيا على ضمانات خطية من كييف بعدم استغلال ممرات الحبوب عسكرياً، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن روسيا ستستمر في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وفق ما نقلت وكالة الأناضول الرسمية.
وهدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بخروج روسيا مجددا من اتفاق تصدير الحبوب في حال عمدت كييف إلى “خرقت ضمانات” طلبتها موسكو.
وقال بوتين في كلمة مقتضبة بثّها مباشرة التلفزيون الروسي “طلبت من وزارة الدفاع استئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب. لكن روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق في حال خرقت أوكرانيا الضمانات”.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه “تسنى الحصول على ضمانات مكتوبة من كييف بعدم استخدام “ممر الحبوب” للقيام بعمليات عسكرية ضد روسيا”، وفق ما أفادت وكالة “إنترفاكس” الروسية.