الورقة البيضاء تقسم الموالاة ومعوض يراكم الأصوات
سمير سكاف
هل تكفي الورقة البيضاء لتغطية عورة انقسام “الموالاة” في السلطة واستحالة اتفاقها على مرشح ضد ميشال معوض؟ ولماذا فيتوهات جبران باسيل؟ هل يحق للرئيس نبيه بري دستورياً حسم موضوع النصاب منفرداً؟ وما هي فرص “سلة التسويات” في الانتخابات الرئاسية حالياً؟
تُحدث الورقة البيضاء تصدعاً بين الحلفاء وهي إن دلت على شىء، فهي تدل على التردد والانقسام في صفوف الفريق الواحد، في مقابل آخرين يملكون شجاعة وضع إسم مرشح واضح. وها هي الورقة البيضاء تتراجع في الجلسة الانتخابية الخامسة، ويتراجع معها منسوب المرشحين غير الجديين. وبالتالي، يزداد الضغط على فريق “الموالاة” لاختيار مرشح يخوض الانتخابات باسمهم “موحدين”. وهو أمر مستحيل في الوقت الحاضر، فلا المرشح، غير المعلن، سليمان فرنجية مقبول لدى التيار البرتقالي ولا الوزير جبران باسيل، غير المرشح، مقبول لدى الحركة وتيار المردة، وحتى لدى حزب الله حالياً ويحتفظ الوزير باسيل بحق الفيتو في معسكر الموالاة، وهو يمارسه ضد قائد الجيش جوزف عون وضد أي إسم يمكن أن يكون جدياً في صفوف التيار. ويعود ذلك لتثبيت وضع يده على جمهور التيار، ومنع الأقربين والمنافسين من سحب بساط شعبية التيار من تحت قدميه، أما الأسماء الأخرى في معسكر حزب الله وحلفائه، فلم تحن لحظة طرحها بعد.
من جهته، المرشح ميشال معوض اقترب من حدود تأييد الــ 50 صوتاً. وهو بالتأكيد أعلى ما يمكن لأي مرشح آخر الحصول عليه في ظل الظروف الحالية. والدليل، بكل بساطة، هو الاختبارات المختلفة في طرح أسماء وقفت عند حاجز ال 10 أصوات، وما الأصوات الستة للدكتور عصام خليفة (القيمة الأكاديمية والوطنية الكبيرة) اليوم، إلا تبعثر غير مجدٍ في الأصوات. فالترشيح الجدي لا يكون لتسجيل موقف، ولكن للفوز، وآلية الفوز تحتاج الى محاولة الوصول الى 65 صوتاً كمرحلة أولى، حتى مع إصرار الرئيس نبيه بري على نصاب الثلثين أي 86 صوتاً، وهو أمر غير منصوص عليه في الدستور. ولا صلاحية لرئيس مجلس النواب منفرداً تفسير الدستور. بل تعود صلاحية تفسير الدستور الى أكثرية عادية في مجلس النواب. مع إنه من المفترض أن تكون صلاحية تفسير الدستور للمجلس الدستوري، ومن الهام جداً دستورياً طرح النواب سامي الجميل ونديم الجميل وملحم خلف فكرة الجلسات المفتوحة، وحتى انتخاب رئيس للجمهورية.
أما التسوية الشاملة للتوافق على المرشح سليمان فرنجيه مع رئيس حكومة (نواف سلام كما يطرح البعض)، فهي غير جدية حالياً ومن يطرحها، فهو يعتقد أن الفراغ الرئاسي سيطول كثيراً جداً. إذ أن معظم أفرقاء المعارضة، غير المنسجمين كلياً بعد، لن يقبلوا بمرشح تحدٍ من حزب الله هذا، مع عدم قدرة الحزب على تسويقه في صفوفه.
ومع الجلسة السادسة، هل يقترب ميشال معوض من التعادل مع الورقة البيضاء؟ وهل يعادلها ويتخطاها خلال الجلستين الانتخابيتين المقبلتين؟ وهل تكون نتائج “قضم” الورقة البيضاء أكثر فعالية من تضعضع فريق حزب الله وحلفائه؟.
<
p style=”text-align: justify;”>الخميس المقبل، تنطلق الاجابات على كل هذه الأسئلة.