اليوم 270 للحرب: خبراء الطاقة الذرية يعاينون اضرار زاباروجيا .. ومعارك شرسة في دونيتسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 270 للحرب، قيم خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأضرار التي لحقت بمحطة زاباروجيا النووية جنوبي أوكرانيا جراء القصف الذي تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتنفيذه.
وذكرت وكالة الطاقة الذرية أن أكثر من 10 انفجارات هزت محطة زاباروجيا، التي تعد الأكبر في أوروبا، منذ مساء السبت وحتى أمس، وحذرت من أن مثل هذه الهجمات قد تتسبب في كارثة كبرى.
وقال مدير الوكالة رافائيل غروسي “أيا كان من يقف وراءها، عليه أن يكف عن ذلك فورا. كما قلت مرات كثيرة من قبل: أنتم تلعبون بالنار”.
ولحقت أضرار ببعض المباني والأنظمة والمعدات في المحطة وفق الوكالة الذرية الدولية، لكن لم يحدث تسرب إشعاعي أو مخاطر نووية أخرى حتى الآن. وفي مقابلة مع تلفزيون “بي إم إف” (BMF TV) الفرنسي، صرح غروسي بأن القصف كان “متعمدا تماما ومحدد الهدف” واصفا الوضع بأنه “خطير للغاية” من دون أن يحمّل أيا من القوات الروسية أو الأوكرانية المسؤولية. وذكر أن “المحطة تقع على خط الجبهة، وهناك أنشطة عسكرية يصعب جدا تحديدها. هناك قوات روسية وأخرى أوكرانية تنفذ عمليات”. وأضاف “سجلت أضرار في أماكن حساسة جدا” موضحا أن المفاعلات لم تصب بل “المنطقة التي يوجد بها الوقود المستخدم وغير المستخدم”.
وأعرب الكرملين، اليوم عن قلقه بشأن تجدد القصف على محطة زاباروجيا، مكررا اتهاماته لأوكرانيا بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
ودعا المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول العالم للضغط على أوكرانيا لوقف استهدافها محطة زاباروجيا، حسب قوله.
في الوقت نفسه، أكد بيسكوف أن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا، لكنه قال إن تغيير السلطة في كييف ليس هدفا للعملية العسكرية الجارية الآن. وأشار أيضا إلى أنه لا نقاش الوقت الحاضر بشأن موجة تعبئة عسكرية جديدة.
هذا وسمحت روسيا لخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد محطة زاباروجيا النووية، وقال مسؤول في شركة “روس أتوم” الروسية إن وفدا من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقد المحطة.
وأكد رينات كارتشا وهو أحد المستشارين في الشركة أن روسيا ترحب بأي دور تلعبه الوكالة لضمان سلامة وأمن المحطة، لكنه أضاف أنه ليست لدى الوكالة أي أدوات موضوعية تمكنها من التأثير فعليا على مجريات الأمور.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة النووية الروسية أليكسي ليخاتشوف أنه وأعضاء فريقه ناقشوا الغارات الأخيرة على محطة زاباروجيا مع الوكالة الذرية الدولية، وحذر من خطر وقوع حادث نووي في المحطة التي تعتبر أكبر محطة نووية في أوروبا.
في المقابل، قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إن الروس لا يسمحون لممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاينة الدمار في محطة زاباروجيا، مضيفة أن روسيا تحمل أوكرانيا مسؤولية قصف المحطة، ولكن الروس يخفون الأدلة ولا يسمحون لممثلي الوكالة الدولية بمعاينة الدمار. وقالت الوكالة الأوكرانية إن 12 ضربة على الأقل سُجلت في موقع المحطة، متهمة روسيا بتعريض العالم بأسره للخطر.
ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني تجدد القصف الروسي على نيكوبول في مقاطعة دنيبرو بأكثر من 60 قذيفة مدفعية استهدفت مناطق سكنية فارغة.
أما في خيرسون، فقالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن القوات الروسية تواصل نقل بعض قواتها المنسحبة من المدينة على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو إلى اتجاهات عملياتية أخرى شرق البلاد.
في الوقت نفسه، أعلنت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية أن قواتها البحرية رصدت تحركات لنحو 8 سفن روسية قالت إنها في مهمة قتالية بالبحر الأسود، وتحمل إحداها صواريخ كروز من نوع كاليبر.
وفي شرق أوكرانيا، قال المكتب التمثيلي لسلطات لوغانسك الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية أطلقت صاروخين من منظومة هيمارس الأميركية على مدينة إلشيفسك في المقاطعة.
في غضون ذلك، قالت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك إن 3 مدنيين أصيبوا في قصف أوكراني على مدينة غورلوفكا وبلدة بافلوفكا في المقاطعة. وأضافت أن مدينة ماكييفكا وحيّ بيتروفسكي في مدينة دونيتسك تعرضا للقصف الأوكراني.
وقال حاكم مقاطعة لوغانسك الموالي لسلطات كييف، سيرغي غايداي، إن 3 مدنيين أصيبوا في قصف روسي استهدف مدنا وبلدات عدة في المقاطعة خلال الساعات الأخيرة. وذكر أن القوات الروسية تنقل أعدادا كبيرة من الجنود المنسحبين من خيرسون إلى محور سفاتوفا ــــ كريمينا في لوغانسك، مشيرا أن القوات الأوكرانية تحقق تقدما في المنطقة.
من جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها تصدت لـ 10 محاولات روسية للتقدم بمقاطعة دونيتسك، ودمرت آليات عسكرية روسية قرب قرية سيروتين في المقاطعة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تقصف مواقع أوكرانية على الخطوط الأمامية بالمدفعية، وإن المنطقة الشرقية وحدها تعرضت، الأحد، لما يقرب من 400 ضربة.
وأكد الرئيس الأوكراني في خطاب مصور أمس أن “أعنف المعارك، مثلما كان من قبل، تقع في منطقة دونيتسك”.
واتهم زيلينسكي موسكو بإطلاق 4700 صاروخ منذ بداية الحرب، وقال إن القوات الروسية تسببت بإحراق مئات المدن والبلدات، وقتلت مئات الآلاف من البشر، وإن الملايين من اللاجئين غادروا إلى دول أخرى.
وفي ظل ضغوط غربية لإقناع الأوكرانيين بالتفاوض مع روسيا، أكد زيلينسكي ضرورة وقف ما وصفه بالعدوان الروسي لتكون عودة السلام ممكنة.
في السياق نفسه، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن محاولات الغرب إقناع بلاده بالتفاوض مع موسكو “غريبة” بعد سلسلة الانتصارات العسكرية الكبرى التي حققتها كييف، وفق تعبيره.
وأضاف أن الضغوط “تصل إلى حد المطالبة بالاستسلام، وهو ما يعني أن الدولة التي تستعيد أراضيها عليها أن تستسلم للدولة التي تخسر”، ورأى بودولياك أن الغرب لا يمكنه أن يضغط على أوكرانيا لإجراء مفاوضات.
من ناحية أخرى، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إلى الاستعداد لحرب طويلة الأمد.
وقال ستولتنبرغ في ختام اجتماعات الجمعية البرلمانية للحلف في مدريد اليوم إن إخفاقات روسيا على الأرض لم تغير تصوراتها بشأن احتمالات الهزيمة. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أخطأ في تقدير قوة أوكرانيا، واعتقد أنه من السهل هزيمتها” لكنه يخسر الآن مساحات واسعة.
وأكد أمين الناتو أن على الحلف الا يسمح لبوتين بالانتصار في أوكرانيا، وأن عليه تأمين الدعم لكييف. وأشار إلى أن الناتو ضاعف مجموعاته القتالية في الجبهة الشرقية، وعزز وجوده البحري والجوي لمنع اتساع الحرب، وفق تعبيره.
ورأى ستولتنبرغ أن الحرب بأوكرانيا كشفت عن نقاط ضعف كبيرة منها اعتماد الغرب على الطاقة الروسية لفترة طويلة.
بدوره، حث الرئيس الأوكراني على ضمان حماية المفاعلات النووية الأوكرانية من أي تخريب روسي، وقال في كلمة عبر الفيديو خلال الجلسة المنعقدة في مدريد إن من مصلحة جميع الدول ألا تقع أي أحداث خطيرة في المنشأة.
وأضاف زيلينسكي أن بلاده تدافع عن القيم الأوروبية في ساحة المعركة، ويجب أن تنال عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، مطالبا بإدراج روسيا في قائمة الدول الإرهابية، وأن تتواصل العقوبات المفروضة