اليوم 280 للحرب: روسيا تسحب قواتها من ضفة دنيبرو وتهاجم بلدات في دونيتسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 280 للحرب، وفي تطور جديد، قال الجيش الأوكراني، إن روسيا سحبت بعض قواتها من بلدات على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، وذلك في أول تقرير رسمي أوكراني عن انسحاب روسي لما أصبح الآن خط المواجهة الرئيسي في الجنوب. ولم يذكر البيان سوى تفاصيل محدودة ولم يتطرق إلى عبور أي قوات أوكرانية لنهر دنيبرو.
وشدد مسؤولون أوكرانيون على أن روسيا كثفت القصف عبر النهر، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي مجددا في خيرسون، حيث لم تبدأ استعادة الكهرباء إلا بعد قرابة 3 أسابيع من إخلاء القوات الروسية للمدينة والفرار إلى الضفة الأخرى من النهر. ومنذ أن تخلت روسيا عن خيرسون الشهر الماضي، بعد 9 أشهر من عمليتها في أوكرانيا، أصبح النهر يشكل الآن الجزء الجنوبي الكامل للجبهة.
وطلبت روسيا بالفعل من المدنيين إخلاء البلدات الواقعة على بعد 15 كيلومترا من النهر وسحبت إدارتها المدنية من نوفا كاخوفسكا على ضفة النهر. وأفاد مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن روسيا سحبت بعض المدفعية قرب النهر إلى مواقع أبعد أكثر أمانا، لكن حتى الآن لم يصلوا إلى حد الجزم بأن القوات الروسية تنسحب من البلدات.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير راجمة صواريخ “هيمارس” بذخيرتها وطاقمها في منطقة بلدة أوريخوفاتكا بجمهورية دونيتسك، وكذلك تدمير محطتي رادار أميركيتي الصنع AN / TPQ-37 مضادتين للبطاريات في دونيتسك أيضاً. وأضافت أن النيران الروسية أصابت ثلاث نقاط انتشار مؤقت لوحدات المرتزقة الأجانب في منطقة سلافيانسك بجمهورية دونيتسك الشعبية. كما تم تدمير ثلاثة مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية وذخيرة للقوات الأوكرانية في دونيتسك ومنطقة زابوروجيا.
وقبلها، اتهمت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا، القوات الأوكرانية بقصف مناطق بالمقاطعة بقذائف يستخدمها حلف الناتو. وذكرت في بيان أن أوكرانيا قصفت منطقة كيفسكي في دونيتسك بقذائف من عيار 155 ملم.
كما أعلنت وزراة الدفاع الروسية السيطرة على منطقة أندرييفكا في دونيتسك، مشيرة إلى أن العمليات متواصلة لإحكام القبضة على منطقة فوديانوي القريبة.
ويواصل الجيش الروسي هجومه في اتجاه مدينة فوديانوي، وأعلنت وزارة الدفاع أيضا السيطرة على بيلوغوروفكا وبيرشي ترافنيا في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. كما أن الجيش الروسي قريب من السيطرة على مدينة أرتيموفسك، وفي مدينة مارينكا يدور القتال في داخل المدينة.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن شحنة صواريخ باتريوت ربما تصل إلى أوكرانيا عن طريق دولة ثالثة لم يسمها.
وأضاف المسؤول الأميركي أن بلاده تبحث مع الحلفاء في الناتو نشر نظام الباتريوت في أوكرانيا، ما سيغيّر قواعد اللعبة مع روسيا.
في المواقف، إتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، الأميركيين بأنهم بادروا بتسريب بيانات حول قناة الاتصال بين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
من جانب آخر، أعلن مسؤول أوروبي رفيع أنه طالب بكين بالضغط على موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا، في حين حذرت كييف من موجة ضربات صاروخية جديدة ستشنها روسيا في كامل أنحاء البلاد.
وفي مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم حول قضايا الأمن الأوروبي، قال لافروف إن الولايات المتحدة كانت هي من يصر على سرية قناة الاتصال بين رئيس جهاز المخابرات الخارجية في بلاده سيرغي ناريشكين وبين نظيره الأميركي وليام بيرنز، إلا أنها بدأت بعد ذلك في التسريبات.
وأوضح لافروف أن من سماهم “الزملاء الأميركيين” هم من اقترحوا عقد اجتماع ما بين بيرنز وناريشكين، وتم الاتفاق على ذلك.
وأضاف الوزير الروسي “الأميركيون أنفسهم أخبرونا 10 مرات بضرورة أن تكون هذه القناة سرية تماما، ولا ينبغي الإعلان عنها حتى لا يعرف أحد أي شيء، حتى تكون قناة جادة، ولا تتعرض لأي دعاية خارجية ومكائد إعلامية. اتفقنا، ولكن بمجرد وصول المسؤولين إلى أنقرة، تسربت الأنباء على الفور، لا أعرف من أين، من البيت الأبيض، من الخارجية، لا أعرف؟. لكن الخبر تسرب” وفق ما نقلت عنه وكالة نوفوستي.
وقبل أسبوعين، التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي بالعاصمة التركية، في لقاء نادر في ظل الخلافات الحادة بين الجانبين بخصوص حرب أوكرانيا، وقال الكرملين وقتها إن اللقاء عقد بناء على طلب من واشنطن.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله “لقد جرت هذه المفاوضات بالفعل بمبادرة من الجانب الأميركي”. لكنه أكد أنه لن يدلي بأي معلومات عن فحوى اللقاء، الذي عقد في ضيافة جهاز المخابرات التركي.
بدوره، أعلن مسؤول أوروبي رفيع اليوم أنه طالب بكين بالضغط على موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا، في حين حذرت كييف من موجة ضربات صاروخية جديدة ستشنها روسيا في كامل أنحاء البلاد. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه حث الرئيس الصيني شي جين بينغ على استغلال نفوذه، للضغط على روسيا لاحترام ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا.
وحتى الآن تتخذ الصين -الدولة النووية الكبيرة- موقفا وسطا حيال حرب روسيا على أوكرانيا، حيث وجهت بعض الانتقادات لها لكن في نفس الوقت لم تنضم لقائمة الدول التي فرضت عقوبات على موسكو.
وفي وقت سابق، اتهم مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، بتدمير البنية التحتية المدنية هناك.
وفي إحاطة على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقد في بولندا، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يدعم إقامة محكمة خاصة لما وصفها بجرائم الحرب في أوكرانيا. وأكد بوريل أن روسيا يجب أن تدفع كلفة إعادة بناء أوكرانيا، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يبحث السبل القانونية لاستخدام الأموال الروسية المجمدة لإعادة إعمار هذا البلد.
كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي يسعى لصياغة نظام أمني جديد في أوروبا.