اليوم 281 للحرب: مزيد من الطرود الملطخة بالدماء.. توقعات بهجوم روسي صاروخي كبير
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 281 للحرب، أعلنت الخارجية الأوكرانية عن أن طرودا “ملطخة بالدماء” أرسلت إلى سفاراتها وقنصلياتها في دول عدة، من بينها المجر وهولندا وبولندا وكرواتيا وإيطاليا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو اليوم إن طرودا تحتوي على عيون حيوانات وعلى سائل ذي لون ورائحة مميزين أرسلت إلى سفارات بلاده في تلك الدول الأوروبية، وإلى القنصليات في نابولي وكراكوف وبرنو.
وقال نيكولينكو في بيان إن وزير الخارجية دميترو كوليبا أمر بتشديد الإجراءات الأمنية في جميع السفارات والقنصليات المعنية. وأعلنت الوزارة أن الشرطة الإسبانية أقامت حاجزا أمنيا في المنطقة المحيطة بالسفارة الأوكرانية في مدريد بعد تلقيها “طردا ملطخا بالدماء” مشابها للطرود المرسلة إلى السفارات في الدول الأخرى. وذكر المتحدث باسم الوزارة أن المدخل إلى شقة السفير الأوكراني لدى الفاتيكان تعرض للتخريب، وأن السفارة الأوكرانية في كازاخستان تلقت تهديدا بوجود قنبلة لكن لم تثبت صحته لاحقا.
وأضاف أن سفارة بلاده في الولايات المتحدة تلقت رسالة تتضمن مقالا ينتقد أوكرانيا، وأشار إلى أنه مثل معظم الرسائل الأخرى جاء من دولة أوروبية واحدة، لكنه لم يحددها.
وفي التطورات الميدانية، حذرت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية مما وصفته بهجوم صاروخي روسي كبير على جنوب البلاد خلال الساعات المقبلة. وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية باستمرار القتال بين قواتها والقوات الروسية في مقاطعة خيرسون وعلى أطراف مقاطعة ميكولايف جنوبي البلاد، وأشارت إلى أن سلاح الجو الأوكراني نفذ 19 ضربة على مواقع تمركز القوات الروسية.
وذكرت هيئة الأركان أيضا أن القوات الأوكرانية صدت محاولات روسية عدة للتقدم في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد، مضيفة أن 5 ضربات صاروخية روسية استهدفت البنية التحتية في دونيتسك وخاركيف.
وفي شرق أوكرانيا أفاد مراسلون بأن منطقة كييفسي في مدينة دونيتسك تعرضت لقصف صاروخي من الجانب الأوكراني. وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن القصف أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وألحق أضرارا بمبان سكنية، وإن أحد الصواريخ أصاب مركزا للشرطة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها أحبطت محاولات القوات الأوكرانية للهجوم على مناطق في جنوب مقاطعة دونيتسك.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي دمر مواقع لقيادة العمليات الأوكرانية في خاركيف وزاباروجيا ودونيتسك، كما أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين من طرازي “ميغ-29″ و”سوخوي-25”.
وافاد الجيش الأوكراني إن روسيا تستخدم الآن صواريخ ذات قدرة نووية برؤوس حربية غير نووية لاستنفاد الدفاعات الجوية الأوكرانية. وعرضت ما قالت إنها شظايا من صواريخ كروز X-55 السوفيتية الصنع – المصممة للاستخدام النووي – الموجودة في المنطقتين الغربيتين لأوكرانيا. وقال مسؤول أوكراني إن الصواريخ أطلقت “لاستنفاد واستهلاك نظام الدفاع الجوي لبلدنا”. وقال إن الاختبارات التي أجريت على الشظايا لم تظهر مستويات غير طبيعية من النشاط الإشعاعي وفقا لشبكة “بي بي سي” البريطانية.
وفي إفادة صحفية يوم امس في العاصمة الأوكرانية كييف، أظهر المسؤول العسكري ميكولا دانيليوك للصحفيين ما وصفه بأنه شظايا من صواريخ كروز X-55 (المعروفة باسم AS-15 من قبل الناتو) التي عثر عليها في منطقتي لفيف وخميلنيتسكي. وقال إن المقذوفات صممت في العهد السوفيتي لضرب “أهداف استراتيجية بإحداثيات محددة سلفا”.
وقالت المملكة المتحدة إن الصواريخ صممت “حصريًا كنظام توصيل نووي”. ومع ذلك، يُعتقد أن الجيش الروسي أزال الرؤوس النووية من الصواريخ التي أطلقت على أوكرانيا. وشدد دانيليوك على أنه حتى صاروخ مسلح برأس حربي غير متفجر “يشكل خطرا كبيرا” بسبب طاقته الحركية وبقايا الوقود. وهذا يتضح من الضربة الأخيرة عندما أصاب صاروخ X-55 مبنى سكني. وأضاف أن التجارب تشير إلى “عدم وجود اتصال للصاروخ مع عناصر نووية”.
وفي تطورات أخرى، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “مستعد” للتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا أبدى اهتمامًا بإنهاء الحرب – لكنه أضاف أن الرئيس الروسي “لم يفعل ذلك بعد”.
وقالت موسكو إن تحرك البرلمان الألماني يوم الأربعاء للاعتراف بالتجويع الجماعي لملايين الأوكرانيين في الثلاثينيات من القرن الماضي باعتباره إبادة جماعية كان محاولة “لشيطنة” روسيا.
من جهتها، قالت سلطات منطقة نيكوبول الأوكرانية في مقاطعة دنيبرو إن الروس قصفوا المنطقة فجر اليوم الجمعة بأكثر من 40 قذيفة مدفعية استهدفت مواقع سكنية فارغة. وأكد الجيش الأوكراني مقتل 3 مدنيين وجرح 7 في قصف روسي على مقاطعة خيرسون (جنوبي البلاد).
وفي دونيتسك، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أنها صدت عدة محاولات روسية للتقدم فيها وفي لوغانسك أيضا، وأضافت أن 5 ضربات صاروخية روسية استهدفت البنية التحتية في مقاطعتي دونيتسك وخاركيف.
وأكد حاكم لوغانسك الأوكراني سيرغي غايدي أن قوات بلاده لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن مدينة كريمينا، كما أنها تتقدم باتجاه مدينة سفاتوفا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير أكثر من 500 طائرة ومروحية للقوات الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأضافت أنه تم استهداف 3 مستودعات صواريخ وذخيرة للقوات الأوكرانية في منطقة زاباروجيا، وأن مقاتلة روسية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز “ميغ-29” فوق دونيتسك. وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن القصف أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وألحق أضرارا بأبنية سكنية، وإن أحد الصواريخ استهدف مركزا للشرطة.
وذكرت شركة الكهرباء الأوكرانية الخاصة “دي تيك” أن نحو 40% من شبكة الكهرباء في البلاد ما زال معطلا بسبب الضربات الروسية على البنية التحتية للطاقة. وأضافت الشركة أنها تفعل كل ما بوسعها لتوفير الكهرباء في كل منزل في كييف مرة أو مرتين على الأقل يوميا.
وفي السياق ذاته، أعلن حرس الحدود البيلاروسي إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية استخدمت لعمليات الاستطلاع وتصوير المناطق الحدودية البيلاروسية مع أوكرانيا. وقال في بيان إنه تم اكتشاف الطائرة المسيرة في عمق 100 متر داخل الأراضي البيلاروسية وتم إسقاطها والاستحواذ عليها.
سياسيا، أعلن الكرملين أن محاولات التفاوض مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا باءت بالفشل. وقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن اشترط انسحاب روسيا من أوكرانيا، وهذا غير ممكن، والعملية العسكرية متواصلة، حسب قوله.
وأكد أن أفضل طريقة لتسوية الوضع في أوكرانيا هي الدبلوماسية، مشيرا إلى أن واشنطن ما زالت ترفض الاعتراف بالأراضي الجديدة لروسيا، وهذا يعقد البحث عن أرضية مشتركة للنقاش، حسب الكرملين.
وكان الرئيس الأميركي قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن أمس الخميس إنه مستعد للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أظهر رغبته في إنهاء الحرب بأوكرانيا. لكنه في المقابل أكد أنه لن يتفاوض معه قبل التفاهم مع الشركاء الأوروبيين، مبينا أن انتصار روسيا في أوكرانيا أمر غير وارد.
وشدد الرئيس الأميركي على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي انسحاب روسيا من أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال الكرملين إن الرئيس بوتين بحث هاتفيا مع المستشار الألماني الجوانب المختلفة للوضع في أوكرانيا، وإنه دعاه إلى إعادة النظر في موقف ألمانيا إزاء الوضع بأوكرانيا. وأضاف أن بوتين أبلغ شولتز أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية أمر “لا مفر منه”، وأن السياسات الغربية في أوكرانيا “مدمرة”.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن شولتز وبوتين بحثا خلال الاتصال أزمة نقص الحبوب الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وإن شولتز حث بوتين على حل النزاع مع أوكرانيا بالدبلوماسية وبسحب القوات من أوكرانيا. وأضاف أن شولتز أدان في الاتصال الهاتفي مع بوتين القصف الروسي للمنشآت المدنية الأوكرانية.