اليوم 287 للحرب: هجوم عنيف على كوارخوف ومخاطر على القرم
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 287 للحرب، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قصفا روسيا أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة عدد كبير في بلدة كوراخوف (شرقي أوكرانيا) أمس الأربعاء.
وفي خطابه الليلي المصور، وصف زيلينسكي الهجوم على البلدة بأنه “عنيف جدا ومتعمد دون شك”، مؤكدا أن “قائمة القتلى تضم حاليا 10 والعديد من الجرحى”.
وتقع كوراخوف في منطقة دونيتسك، التي شهدت بعض أعنف المعارك التي دارت منذ أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا.
وأقر الكرملين بوجود “خطر” من وقوع هجمات أوكرانية على مواقعه في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014 واستهدفتها في الأسابيع الأخيرة عدة ضربات بطائرات مسيرة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “هناك مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل اتباع خطته في شن هجمات إرهابية”.
وأعلنت روسيا في وقت سابق اليوم الخميس أنها أسقطت مسيرة فوق البحر الأسود قرب سيفاستوبول (كبرى مدن شبه جزيرة القرم، وتضم قاعدة بحرية روسية رئيسية).
وتعرضت شبه جزيرة القرم خلال أشهر الحرب المستمرة لعدة هجمات، كان أبرزها استهداف جسر القرم الواصل بين شبه الجزيرة والبر الروسي في أكتوبر ــــ تشرين الأول الماضي.
وكان الجيش الأوكراني أعلن عن مواصلة القوات الروسية تواصل قصفها على مقاطعات خيرسون وزاباروجيا وميكولايف ودنيبرو جنوبا، مما أدى الآ تدمير منازل عدة في مدينة كراماتورسك (شرقي البلاد). وأضاف الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تركز هجومها على باخموت (شرقي البلاد)، وأنها نفذت خلال الساعات الماضية عشرات الضربات الجوية والمدفعية على مواقعه المنتشرة على طول خطوط التماس.
في المواقف، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن عقود توريد الولايات المتحدة الأسلحة لأوكرانيا تشير إلى أن واشنطن تخطط لإطالة أمد العمليات القتالية في أوكرانيا على الأقل حتى نهاية عام 2025.
وأضافت زاخاروفا في بيان صحفي اليوم أن واشنطن “تخطط لتصعيد الأعمال العسكرية في أوكرانيا على الأقل حتى نهاية عام 2025، ومن الممكن استنتاج ذلك من الوثائق التي لا تخفيها واشنطن عن أحد”، وفق قولها.
وفي ما بدا ردا ضمنيا من واشنطن على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول النووي امس، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر “إذا استخدمت روسيا أسلحة نووية أو قنبلة قذرة ستكون هناك عواقب”، من دون إعطاء أي تفاصيل.
من جهته، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الرد مباشرة على بوتين، لكنه قال إن “أي استخفاف في الحديث عن الأسلحة النووية غير مسؤول على الإطلاق”.
وأضاف برايس أن القوى النووية في أنحاء العالم -بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا نفسها- كانت واضحة منذ الحرب الباردة في أن “الحرب النووية لا يجب خوضها أبدًا ولا يمكن كسبها أبدًا”. وتابع “نعتقد أن أي خطاب آخر -سواء كان تهديدا نوويا أو حتى إثارة شبح استخدام أسلحة نووية تكتيكية- أمر غير مسؤول”.
وأردف “إنه أمر خطير ويتعارض مع روح ذلك البيان الذي كان في صميم نظام منع الانتشار النووي منذ الحرب الباردة”.
وخلصت مراجعة أخيرة لموقف الولايات المتحدة أجراها الرئيس جو بايدن إلى أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم إلا في “ظروف قصوى”.
وأرجأت روسيا مؤخرا إلى أجل غير مسمى محادثات ثنائية بشأن الحد من الأسلحة النووية كان من المقرر عقدها في القاهرة، متهمة الولايات المتحدة بمناصبتها العداء.
وفي شأن متصل، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا تفضل قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بدورها تؤكد الحاجة إلى الحوار مع روسيا.
ونقلت صحيفة “إزفيستيا” الروسية عن ريابكوف قوله “لم نكن نود أن تتطور الأمور هكذا، وبشكل عام فإن قطع العلاقات الدبلوماسية إشارة إلى انعدام السبل السياسية كافة وبشكل نهائي، ليبقى أمامنا فقط خيار القوة وهي ما لسنا بحاجة إليها”. وأشار ريابكوف في ضوء ما تردد عن استعداد واشنطن لمثل هذه القطيعة إلى أنه “حتى الآن لم تظهر من جانبهم أي بوادر لذلك”، مضيفا أنهم يؤكدون أيضا احتياجهم إلى الحفاظ على قنوات الحوار والتواصل”.