اليوم 341 للحرب: كييف تصد هجمات على خط باخموت وروسيا تسيطر على بلاغوداتني
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 341 للحرب، أعلنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، إن قواتها صدت هجمات روسية على طريق قريب من بلدة باخموت بشرق البلاد مما حال دون سيطرة موسكو على خط إمداد أوكراني مُهم. وقال المتحدث العسكري سيرهي شيريفاتي في تصريحات بثها التلفزيون إن القوات الروسية لم تتمكن من قطع الطريق المؤدي من بلدة تشاسيف يار إلى باخموت.
وأضاف: “القوات الروسية لم تتمكن من قطع الطريق الذي يُستخدم في إمداد القوات المسلحة الأوكرانية. والجيش الأوكراني في باخموت مزود بكل ما هو ضروري”. وأضاف أن باخموت تظل إحدى مناطق الاستهداف الرئيسية للهجمات الروسية بطرق من بينها القصف بالمدفعية وهجمات المشاة.
وقالت روسيا إن قواتها سيطرت على قرية بلاغوداتني الواقعة إلى الشمال مباشرة من باخموت على بعد نحو خمسة كيلومترات شمالي باخموت بمساعدة دعم جوي، حيث اندلعت في الأسابيع الأخيرة بعض من أعنف المعارك التي دارت خلال الحرب. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن “تدابير هجومية ناجحة” مكنت قواتها من “تحرير قرية بلاغوداتني الواقعة في جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تقاتل إلى جانب الجيش الروسي أن وحداتها تسيطر على بلاغوداتني. لكن كييف نفت ذلك آنذاك وقالت إنها صدت هجمات روسية على القرية.
وميدانيا أيضا، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت في الساعات الماضية مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا، إضافة إلى منطقة أوتشاكوف في مقاطعة ميكولايف جنوبي البلاد، بسلسلة ضربات جوية وأكثر من 60 رشقة صاروخية، مما أدى إلى تضرر البنية التحتية والمناطق السكنية.
كما أضافت الهيئة أن القوات الروسية استهدفت نحو 30 منطقة مدنية دفاعا عن مواقعها في زاباروجيا وخيرسون، مشيرة إلى أن التهديد بتنفيذ هجوم روسي واسع النطاق على عموم أوكرانيا لا يزال قائما، ودعت السكان إلى توخي الحذر وعدم إهمال التنبيهات الجوية.
وأكدت هيئة الأركان، في المقابل، أن قواتها نفذت ضربات جوية على مواقع تمركز للقوات الروسية في عدد من المناطق في أوكرانيا.
وأفاد مراسل الجزيرة في شرقي أوكرانيا بأن المعارك مستمرة على طول خطوط المواجهة في إقليم دونباس، في حين ذكرت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة أن المعارك الأشرس تدور حاليا في مدينة باخموت حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على مصانع عدة شرقي المدينة.
وأكدت المصادر للجزيرة أن حدة الهجوم الروسي قد خفّت في أوغليدار جنوبي مقاطعة دونيتسك بعد تكبد القوات الروسية خسائر وصفتها بالكبيرة، منبهة في الوقت ذاته بأن محاولة القوات الروسية اقتحام مواقع عسكرية في محيط البلدة ما زالت مستمرة.
من جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها دمرت سرية استطلاع كاملة تابعة لمشاة البحرية الروسية، وذلك خلال محاولة الهجوم الروسي للسيطرة على أوغليدار، كما قال الجيش الأوكراني إن قواته دمرت 5 زوارق روسية في نهر دنيبرو في خيرسون.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش دمر مستودعين للأسلحة تابعين للقوات الأوكرانية في مدينتي أوغليدار وكاتيرينوفكا، كما أنه سيطر على بلدة بلاغوداتنويه في مقاطعة دونيتسك.
على صعيد آخر، قالت وكالة “ريا نوفوستي” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتوقيع اتفاق مع بيلاروسيا بشأن إنشاء مراكز للتدريب المشترك للجيش.
وكانت وزارة الدفاع البيلاروسية أعلنت في وقت سابق بدء تدريبات مع روسيا لمجموعة القوات المشتركة بين البلدين، وقالت في بيان إن ذلك يأتي في إطار التحضير للتدريبات المشتركة التي سيجريها البلدان في روسيا في سبتمبر/أيلول المقبل.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده ستتسلم ما بين 120 و140 دبابة في “دفعة أولى” من الشحنات التي تعهد بإرسالها حلف يضم 12 دولة غربية.
وقال خلال إفادة صحفية عبر الإنترنت، بأن أوكرانيا تواصل العمل من أجل “توسيع عضوية حلف الدبابات وزيادة مساهمات الأطراف المشاركة حاليا”.
وتخطط كييف لإطلاق هجوم معاكس كبير لاستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في جنوب البلاد وشرقها. وعلى الرغم من موافقة القوى الغربية على إرسال دبابات حديثة لدعم الجيش الأوكراني، فقد أحجمت عن اتخاذ موقف مماثل بشأن طلب أوكرانيا الحصول على طائرات مقاتلة. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا ينوي إرسال مقاتلات “إف-16” (F-16) إلى أوكرانيا.
واليوم، صرح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بأن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا ليس خيارا “عمليا”.
وقال المتحدث للصحفيين “الطائرات المقاتلة البريطانية معقدة للغاية، وتعلّم طريقة التحليق بها يتطلب شهورا”. وتابع: “إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، فنعتقد أن إرسال تلك الطائرات إلى أوكرانيا ليس عمليا (…) سنواصل النقاش مع حلفائنا بشأن ما نعتقد أنه النهج الصحيح“.
في الوقت نفسه، قال فويتشك سكوركيفيتش نائب وزير الدفاع البولندي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “ليست هناك محادثات رسمية حول إرسال مقاتلات إف-16 (لأوكرانيا) في الوقت الحالي“.
وتملك بولندا 48 من هذه الطائرات الحربية أميركية الصنع، وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أمس الاثنين إن بلاده ستعمل بتنسيق كامل مع شركائها، مشيرا إلى احتمال إرسال المقاتلات بالتشاور مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعلنت المخابرات العسكرية الأوكرانية ان أوكرانيا ستتلقى 105 طائرات استطلاع مسيرة إضافية من نوع “فيكتور” (Vector) من شركة “كوانتوم سيستم” (Quantum-System) الألمانية وبتمويل من حكومة برلين، لزيادة دعم القوات الأوكرانية. ونقلت المخابرات الأوكرانية عن الشركة الألمانية إعلانها افتتاح مركز تدريب في أوكرانيا لمشغلي طائرات فيكتور ومنشأة محلية لقطع الغيار وخدمات الإصلاح.
وتتميز طائرة فيكتور بإمكانية الإقلاع والهبوط عموديا، مع سرعة طيران تصل إلى 72 كيلومترا في الساعة، ولا يتطلب إطلاقها منجنيقا أو مدرجا، وتستطيع التحليق لمسافة 15 كيلومترا لمدة تصل إلى 120 دقيقة، وتملك مستشعرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، وذلك يمكنها من أداء المهام ليلا أو نهارا.
من ناحيته، قال رئيس الاستخبارات الحربية الأوكراني إن عليهم بذل قصارى جهودهم “لضمان استعادة شبه جزيرة القرم بحلول الصيف”، ودانت الخارجية الأوكرانية تصريحات رئيس كرواتيا حول عدم عودة القرم لأوكرانيا مرة أخرى، واعتبرت أنها “غير مقبولة وتشكك في السلامة الإقليمية لبلادنا”.
بدوره، انتقد الكرملين اليوم الثلاثاء بولندا ودول البلطيق ووصفها بأنها “عدوانية للغاية”، وقال إنه “من المخزي أن الدول الأوروبية الكبرى لا تضع حدا لها”، واعتبر أن دول البلطيق وبولندا “على استعداد لفعل كل ما يثير المزيد من المواجهة مع روسيا دون التفكير بالعواقب”.
وعن الحرب في أوكرانيا، قال الكرملين إن “القيادة الروسية واثقة من أن قرار بدء العملية العسكرية الخاصة كان صحيحا وضروريا لإنقاذ سكان دونباس“.
<
p style=”text-align: justify;”>في إطار آخر، قال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا اليوم إن على دول الناتو تجاوز الخطوط الحمراء ومنح أوكرانيا الطائرات المقاتلة والصواريخ، وذلك بعد تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحفي فجر الثلاثاء أن بلاده لن تزود كييف بمقاتلات من طراز “إف-16”.