اليوم 350 للحرب: زيلينسكي يدعو الأوروبيين لتزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 350 للحرب، استقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم بحفاوة في بروكسل، في اطار سعيه في دفع القادة الأوروبيين لتزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى لتعزيز دفاعات كييف في مواجهة روسيا.
وانضم زيلينكسي إلى القادة الـ27 للاتحاد كضيف في قمة المجلس الأوروبي، إذ تحدث القادة الأوروبيون عن مبلغ 67 مليار يورو (72 مليار دولار) أنفقوها على المساعدات العسكرية والمالية لكييف، ومن ضمنها تلك التي أنفقت على استقبال 4 ملايين لاجئ أوكراني.
وقبل أسبوعين من حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب الأكثر ضراوة في أوروبا منذ أربعينيات القرن الماضي قام زيلينسكي برحلة هي الثانية فقط إلى الخارج منذ بداية الحرب، حيث توجه إلى بروكسل لمخاطبة القادة الأوروبيين ونواب البرلمان الأوروبي. وتأتي هذه المحطة عقب زيارة الرئيس الأوكراني كلا من لندن وباريس، طالبا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تزويد بلاده بطائرات مقاتلة حديثة وصواريخ بعيدة المدى.
واستقبل نواب البرلمان الأوروبي زيلينسكي بالترحيب والتصفيق وقوفا لدى وصوله، للدفع من أجل تسريع ضم بلاده التي تقول إنها تدافع عن الحدود الشرقية لأوروبا إلى الاتحاد الأوروبي.
وخاطب زيلينسكي النواب الأوروبيين قائلا “إننا ندافع في مواجهة أقوى قوة معادية لأوروبا في العالم الحديث، إننا ندافع عن أنفسنا، نحن الأوكرانيين في ساحة المعركة إلى جانبكم”.
من جهتها، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في كلمة عكست من خلالها المواقف الحارة لمسؤولين آخرين في الاتحاد “أوكرانيا هي أوروبا، ومستقبل بلدكم هو في الاتحاد الأوروبي”.
وأضافت: “على الدول أن تدرس بسرعة وكخطوة لاحقة تزويدكم بمنظومات بعيدة المدى والطائرات التي تحتاجون لها لحماية الحرية التي اعتبرها كثيرون من المسلّمات”.
كما حذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في أعقاب لقاء القادة الأوروبيين الرئيس الأوكراني من أن الأسابيع القادمة يمكن أن تحسم مسار الحرب مع روسيا. وقال: “الأسابيع والأشهر القادمة ستكون على الأرجح حاسمة، إنه ليس الوقت للخوف إنما لتقديم الدعم الكامل”.
وكان زيلينسكي طالب خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز بمنح بلاده أسلحة ثقيلة وطائرات في أقرب وقت ممكن. وقال ماكرون في المؤتمر الصحفي إن روسيا لن تستطيع الانتصار في الحرب ولا ينبغي أن يحدث ذلك أبدا، وإن أوكرانيا بإمكانها التعويل على فرنسا وشركائها من أجل الانتصار. وأكد أن دعم أوكرانيا بالعتاد العسكري سيستمر وستتم مواءمته حسب التطورات.
من جهته، أكد شولتز لزيلينسكي أن الحلفاء سيدعمون أوكرانيا خصوصا في الجانب العسكري ما دام ذلك ضروريا لصد روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني اجتمع في وقت سابق أمس الأربعاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال سوناك إن بريطانيا مستعدة لمناقشة كل شيء حين يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا عسكريا، في إشارة إلى قضية إرسال طائرات مقاتلة إلى كييف.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأوكراني قوله إن رئيس الوزراء البريطاني عبر عن رغبته في أن يكون قادرا على دعم أوكرانيا بمقاتلات.
في المقابل، قالت السفارة الروسية في المملكة المتحدة إن تزويد لندن المحتمل لأوكرانيا بطائرات بريطانية مقاتلة ستكون له عواقب عسكرية وسياسية على العالم بأسره. وأضافت في بيان أنه سيكون هناك حصاد دموي للجولة التالية من التصعيد، فضلا عن العواقب العسكرية والسياسية المترتبة على تلك الخطوة بالنسبة للقارة الأوروبية والعالم بأسره.
وقالت إن لدى موسكو ما ترد به على أي خطوات غير ودية من الجانب البريطاني.
ميدانيا، قالت قيادة الجيش الأوكراني في تقريرها الصباحي اليوم إن القوات الروسية تحاول بسط سيطرة كاملة على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك. وأضافت أن القوات الروسية شنت خلال 24 ساعة الماضية هجمات بمناطق كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا وفوليدار.
وتبدو هذه المرحلة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا التي تشعر بالقلق من النجاحات الأخيرة للجيش الروسي في إقليم دونباس الذي يضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وتخشى هجوما كبيرا في الأسابيع المقبلة.
من ناحية أخرى، قال رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين إن الشركة التي تقود الهجوم الروسي على بلدة باخموت الإستراتيجية في دونيتسك توقفت عن تجنيد السجناء للقتال في أوكرانيا.
وقال بريغوجين في منشور على منصات التواصل الاجتماعي “لقد توقف تجنيد شركة فاغنر العسكرية الخاصة للسجناء تماما (…) ونفي بجميع التزاماتنا تجاه من يعملون لدينا الآن“.
وبدأت فاغنر تجنيد السجناء صيف 2022، وكان بريغوجين يعرض على المدانين عفوا إذا شاركوا في القتال في أوكرانيا 6 أشهر.
<
p style=”text-align: justify;”>وذكرت وكالة رويترز في ديسمبر ــــ كانون الأول الماضي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أن فاغنر تنشر 40 ألف مقاتل من المدانين في أوكرانيا، يشكلون الأغلبية العظمى من عناصرها في البلاد.