اليوم 359 للحرب: روسيا تعلن السيطرة على بلدة في خاركيف ومبادرة صينية للسلام
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 359 للحرب، أعلنت كييف عن وابل جديد من الهجمات الصاروخية الروسية، أسفر عن انقطاعات جديدة في الكهرباء. وتوقفت صباح اليوم السبت صافرات الإنذار التي كانت قد انطلقت أمس الجمعة للتحذير من حدوث غارات جوية.
وقال رئيس المكتب الرئاسي في كييف، أندريه يرماك، إن الصواريخ أطلقت من طائرة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا بأوكرانيا.
ومع اشتداد حدة المعارك في محيط مدينة باخموت الإستراتيجية في إقليم دونباس، قال مؤسس مليشيا فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أمس الجمعة إنه تمت السيطرة على بلدة باراسكافييفكا الواقعة شمال مدينة باخموت. وأضاف أنه على الرغم من قطع إمدادات الذخائر والخسائر الفادحة، فإن قواته تمكنت من السيطرة الكاملة على البلدة. في المقابل، أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بتواصل المعارك الشرسة في المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها قتلت 7 جنود روس على الأقل، واستحوذت على معدات وأسلحة في جبهة باخموت، ونشرت الوزارة صورا قالت إنها لعملية استهداف القوات الروسية أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع أوكرانية على جبهة باخموت. وقالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المحور الشمالي لمدينة باخموت شمال مقاطعة دونيتسك يشهد معارك عنيفة.
من جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن 20 بلدة في محيط باخموت تعرضت لقصف روسي شديد، مؤكدة أن القوات الأوكرانية صدّت 18 محاولة تقدم على طول خطوط المواجهة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
وأعلن الجيش الروسي، السبت، السيطرة على بلدة في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، حيث تشن قواته هجوماً منذ بضعة أسابيع، بالتوازي مع هجومها في محيط باخموت وفوغليدار.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: “في اتجاه كوبيانسك، وبعد عمليات هجومية نفذتها وحدات مجموعة الغرب، تم تحرير بلدة غريانيكيفكا في منطقة خاركيف بالكامل”، وفق فرانس برس.
أتى ذلك بعد أن كان الجيش الأوكراني قد أشار في تقريره الصباحي السبت إلى أن قرية غريانيكيفكا الصغيرة “قصفت” الجمعة بالمدفعية الروسية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
يذكر أن البلدة تقع على بعد 20 كيلومتراً شمال شرقي كوبيانسك، المدينة الرئيسية في هذه المنطقة من خاركيف والتي سيطر عليها الروس في الأيام الأولى للعملية العسكرية، قبل عام. بعدها استعاد الأوكرانيون مدينة كوبيانسك في سبتمبر، التي كانت تضم قبل الحرب حوالي 30 ألف نسمة، بعد هجوم مضاد خاطف.
ومنذ أيام عدة، عادت قوات موسكو معززة باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط في روسيا، إلى الهجوم في هذه المنطقة.
من جهة ثانية وخلال مؤتمر ميونيخ كشفت الصين أنها تعتزم الإعلان عن مبادرة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا لاقت ترحيبا غربيا، وقال كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية وانج يي “سنقدم شيئا، ألا وهو الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، سنقف بحزم إلى جانب السلام والحوار”.
ودعا وانج يي إلى حل النزاعات سلميا بالحوار والتشاور، مؤكدا أنه لا يجوز حل المشكلات بين الدول من خلال الضغط أو العقوبات الأحادية، و”هذا يأتي بنتائج عكسية، لأنه يؤدي إلى صعوبات لا نهاية لها”، وفق تعبيره.
ووفي أول تعليق، رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإعلان الصين عن خطة سلام قائلة إنه أمر جيد أن “ترى الصين مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي”.
وعندما سئُلت عن الفرص التي يمكن أن تقدمها المبادرة الصينية من أجل تحقيق السلام، قالت بيربوك “إذا كنت تعمل من أجل السلام على مدار السنة، عليك أن تستغل أي فرصة من أجل ذلك”.
وذكرت بيربوك أن السلام العالمي يقوم على أساس “أن نعترف جميعا بوحدة أراضي كل دولة وسيادتها”، مضيفة أن السلام العادل يشترط أن “من انتهك وحدة الأراضي، أي روسيا، عليه أن يسحب قواته من الدولة المحتلة”.
في السياق، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من مغبة انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب على أوكرانيا، وقال إن بوتين “إذا انتصر في أوكرانيا، سيكون ذلك رسالة له ولحكام مستبدين آخرين، مفادها بأن بإمكانهم اللجوء إلى العنف وأن يحصلوا على كل شيء يريدونه”.
ونوّه إلى أن هذا الأمر “سيجعل العالم أكثر خطورة ويجعل الناتو أكثر عرضة للخطر، لذلك لا بد أن نعطي لأوكرانيا ما تحتاج إليه من أجل أن تنتصر“.
واستشهد الأمين العام للناتو بالصين كمثال محدد للحاجة إلى الردع، وقال “نعرف أن بكين تتابع من كثب للغاية الثمن الذي ستدفعه روسيا أو المكافأة التي ستحصل عليها من العدوان. ما يحدث في أوروبا اليوم يمكن أن يحدث في آسيا غدا“.
وحذر ستولتنبرغ من أنه في حال انتصر بوتين في أوكرانيا، سيؤثر ذلك على القرارات والحسابات التي تجريها بكين في الجزء الذي يخصها من العالم.
ولم يوضح ستولتنبرغ إذا كان يوجه تصريحاته بالدعم الكامل لأوكرانيا لزعماء دول غربية، حيث يجري النقاش حاليا حول ما إذا كان تزويد كييف بطائرات مقاتلة يمثل خطر تصعيد غير مناسب.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز من بين الزعماء الرافضين لهذه الخطوة حتى الآن. وفي المقابل، تبدي دول مثل بريطانيا وبولندا انفتاحا على اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وعلى هامش المؤتمر ذاته في ميونخ، دعت الولايات المتحدة الصين إلى عدم دعم روسيا بالسلاح في حربها ضد أوكرانيا.
وفي كلمة لها أمام المؤتمر، قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن كل خطوات الصين في هذا الاتجاه ستعني “مكافأة العدوان واستمرار القتل، ومزيدا من التقويض للنظام القائم على القواعد”.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “سنقدم 3 أضعاف الأسلحة التي سلمناها سابقا لأوكرانيا، وأدعو الجميع لأن يحذوا حذونا”.
وأضاف بمؤتمر ميونخ “ندرب حاليا الطيارين الأوكرانيين على طائرات بمعايير الناتو لرفع مستواهم على المدى البعيد، وسنوفر الحماية للأوكرانيين من المسيّرات الروسية والإيرانية“.
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور بولندا جارة أوكرانيا، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حاملا “رسالة” حازمة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيدعم أوكرانيا “طالما لزم الأمر”.
وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الجمعة بأنه “في اليوم نفسه الذي يلقي فيه بايدن خطابا رسميا في قصر وارسو الثلاثاء، من المقرر أن يلقي بوتين أيضا كلمة”.
ومن هذا الموقع الذي يحمل رمزية كبرى في تاريخ بولندا، وقبل 3 أيام من مرور عام على بدء الحرب في أوكرانيا، يعتزم بايدن “توجيه رسالة إلى بوتين كما إلى الشعب الروسي”، على ما أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض.
الى ذلك، قال البيت الأبيض إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة خسرت أكثر من 30 ألفا بين قتيل وجريح منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
وفي إفادة دورية للصحفيين، ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة تقدر أن عدد قتلى فاغنر في العمليات القتالية يقدر بنحو 9 آلاف.
وأضاف كيربي نقلا عن معلومات مخابراتية أن 90% من أفراد مجموعة فاغنر الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا منذ ديسمبر/كانون الأول سجناء مدانون. وقال إن نصف إجمالي عدد القتلى وقع منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي مع زيادة حدة القتال في مدينة باخموت (شرقي أوكرانيا).
وقال كيربي إن المجموعة العسكرية حققت مكاسب متزايدة داخل باخموت وحولها خلال الأيام القليلة الماضية، لكن تلك المكاسب استغرق تحقيقها عدة أشهر، وجاءت “بتكلفة مدمرة لا يمكن تحملها”، على حد وصفه.
وأضاف أنه من المحتمل أن ينتهي بهم الأمر بالنجاح في باخموت، لكن ذلك سيثبت أنه ليست له قيمة إستراتيجية حقيقية.
وقال كيربي للصحفيين إن فاغنر ما زالت تعتمد بشكل كبير على المدانين الذين أرسلوا إلى الحرب من دون تدريب أو معدات، وذلك خلافا لما أعلنه مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين في الآونة الأخيرة عن التوقف عن تجنيد السجناء للقتال في أوكرانيا.
ولم تتوفر تعليقات روسية على هذه التصريحات الأميركية، علما بأن قائد فاغنر وجّه الخميس الماضي انتقادا “نادرا” لإدارة العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا منذ نحو عام، وعزا بريغوجين البطء في تقدم القوات الروسية للسيطرة على مدينة باخموت الإستراتيجة إلى ما وصفها “بالبيروقراطية العسكرية الرهيبة“.
<
p style=”text-align: justify;”>